الكابلي .. توارى قمر دورين

الكابلي .. توارى قمر دورين
  • 13 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

كان نسيج وحده
مطرب ذو صوت رخيم نادر
ملحن يعرف خبايا دروبه
باحث دءوب في الأضابير والبوادي
ترنم بالشعر الشعبي فبعث في أوصاله نبض التجديد مثل خال فاطنة
شاعر مموسق التعبير .. يا زاهية مثالا
غنى لجمال الصبايا وقسمات الوطن الوسيمة
طاف بإبداعه كل الوطن وحنايا الدنيا الواسعة يطرب الجماهير
قوي البيان باللغتين العربية والإنجليزية
غنى لزملائه المعاصرين الفرائد المنتقاة مثل الذكريات للشفيع فزادها ألقا
وظف عمره لرسالة الفن والأدب دون انشغال بسواهما
أسهم في مشروعات التعمير والبناء منها إدخال الصناعة في معهد القرش مع رصفائه ونفرة محاربة العطش في دارفور.
غنى للشواهق كالمتنبي وأبوفراس الحمداني وللعقاد شذى زهر
كتب ولحن وأدى فتاة الغد دفعا لحواءات البلاد:

أي صوت زار بالأمس خيالي
طاف بالقلب وغنى للكمال

تلح في خاطري اللحظة يوم سعدت بطلته مارقا من مصعد جريدتنا في الرياض ببهائه فاحتضنته قائلا:
مرحى بالتاكا ومرة والمقرن وأزوم
وقدته لمكتب رئيس التحرير السعودي وكان أديبا عاشقا للأدب السوداني متابعا حيث تحدث الكابلي بقدرة مذهلة عن مؤثرات الفن السوداني وروافده ففاض وروى فسما بنا في دنياوات كثر كما كان شأنه في حفلاته التي كنا نسارع إليها في لهفة بنهارات الخرطوم وأماسيها
نعم كان الكابلي فريدا حقا فقد أدى رسالته ورسم لنا لوحة موشاة بألوان الإبداع القزحية.
إثر رحيله المؤلم بعيدا انداحت أمامي رؤى كم كان الكابلي مؤثرا في الشعوب الأخرى فقد نعاه مثلا أديب موريتاني برثاء مضمخ بالمحبة ورسم كاتب جزائري لوحة تعلق شعب المليون شهيد بإبداعاته وهو الذي تغنى بجميلة بوحريد ووهران ‘ بل ذكر أن إذاعتهم المحلية ظلت تبث أغاني الكابلي سنوات والناس هناك يتابعون بإعجاب.

التقدير لكبار أطبائنا في متشيجان الذين تولوا تطبيبه وأحاطوه بحبهم في وفاء عظيم.
طربت مرة بقصيدة غزلية رفيعة للأميرة الشاعرة اللامعة سعاد الصباح وتمنيت أن يشدو بها الكابلي لكني لم أتمكن من دفعها إليه وضاعت بترددي سانحة إضافة نوعية متفردة في منظومة فرائده وأغاريده وفي الارتقاء بوجداننا.
لطف الله به وأكرم نزله في جنة عرضها السموات والأرض ولكم وددت أن يحتوي جسده الطاهر ثرى الوطن الذي عشقه وهام به.

سيظل الكابلي حاضرا في جوانحنا بأريج روعته المتجددة.
العرفان لمشواره الخصب المترع بالإدهاش.

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.