افتقدناك .. الحبيب عبد العظيم

افتقدناك .. الحبيب عبد العظيم
  • 11 يناير 2022
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

40 يوما كالحة مذ صعدت روحك الشفيفة من دارنا الدنية إلى الدار العلية
سعينا حثيثا لإنقاذك من براثن العلة المتوحشة ولكن:
.. إذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
لقد أسرعت الحبيب لمعشوقك البلد رغم رجاءاتنا في إطلالة وداعية سريعة لتعود منها للعاصمة ملتمسا الشفاء العصي فتحضنك مدافن البنداري بالحاج يوسف جوار الأخت فاطمة التي لم يجف دمعنا عليها بعد تحت الرقم 37358 صباح السبت 4 ديسمبر 2021 مطابقا لتشييع ابن الخال والخالة فيصل نصر الدين الذي شيع صباح السبت 4 ديسمبر بالخرطوم أيضا قبل سنوات قليلة في مصادفة مدهشة .. يا للعجب!
40 يوما عصية لم أهنأ فيها بنهار رضي ولا بليل بهي فالفكر مشغول والقلب مفجوع
40 يوما قاتمة لم تهدأ جوالاتنا طوالها فالأصفياء يتواصلون يرومون الترويح عنا عبثا ..
الكل في ذهول فلقد انطوت فجأة طيبتك النقية وضحكاتك الصفية .. مثلا:
سادتنا كبارنا يستبد بهم الألم فلا يقوون
عمي عوض:
بعد عبده من سيجالسني ويؤانسني يوميا ويحيط بي بشكل راتب؟
خالي نصر الدين:
كيف تدسون عني خبر رحيل عبده المزلزل مهما كان وضعي الصحي؟!
فيضرب عن الطعام احتجاجا وحزنا
وتمضي سحائب النواح
الأخت أم الحسن من مشفاها بمصر بصوت متهدج باك:
كان عبده لا ينام إلا حين أنام فهو يظل يطالع وجهي في إشفاق كلما دهمني عارض صحي.
وتتماوج بكاءات البلد
الباشمهندس عبد الواحد عز الدين .. القاهرة:
كان عبده محبا للبلد’ عاشقا له’ حريصا على تطويره فهو يتابع مرفق المياه كذا مشروع إمداد سعدنكورتى بالكهرباء عمودا عمودا فعبده يبكيه تراب البلد.
البروف سيف سالنتود .. تبوك:
من يشدو بعدك يا عظمة ..؟
لقد رحل البلبل الجميل فاردا جناحيه من شمال دلقو إلى السموات العلا.
هل بوسعي رصد التفاعلات من الداخل والخارج؟
كلا
الحبيب عبد العظيم
كعهدي قريبا سأحل بالخرطوم ثم أتجه للبلد لكن هذه المرة بخطى متثاقلة ونفس منقبضة ..
كيف سأدخل بيتك منزلي الرحب المضياف وفي كل شبر طيفك الودود يتراءى في سراب؟
هل أتجنب دخوله وأرمقه من بعيد؟
في كل الأحوال لن يجف دمعي لأنني كلما ناديتك سيأتيني الجواب من لدن نزار:
.. وأعرف أني أنادي بواد
وأنك لن تستجيب
لأن الخوارق لن تعاد
وأحاول أن ألوذ بحكمة الشافعي:
.. والصبر عند المصائب صعب
ولكن فوات الثواب أصعب
وبكائية الخنساء:
.. ولو لا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن
أعزي النفس عنه بالتأسي
الحبيب عبد العظيم
كلما بحثت عنك وأرخيت سمعي يرتد الصدى
صمتا عصيا مع نواح رياح الشمال الشاتية
وسكون المدى في ديارنا الحزينة الصامتة
فقد انطوى عهد الصفاء وأدبرت تلك الأماسي الهانئة
وبقيت مبتئسا يسامرني سهد الليالي الداجية
يا وجعي!!
أنور محمدين

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.