حيث الشمس

حيث الشمس
  • 29 يناير 2022
  • لا توجد تعليقات

محمد حسن الشيخ

“إلى صديقَيَ الجميلين أسامة سليمان وياسر خيري” ..

سأكتبُ كل يومٍ قصيدةً
وكل لحظةٍ
وكل ما مسَّ خاطري حنين..
سأكتبُ طالما في القلبِ ينبضُ عشقُ أرجاءِ الربوعِ وكلَّ ما يحوِي الوطن
هيا إذن
ليقرؤني مَن يُجِيدُ الحزنَ رفقةً
ومع الصبرِ يرتادُ الدروبَ مُصادماً،
يشذِّبُ للمتاريسِ طوبَها،
ويرسمُ ثورةً على شبابيكِ البيوتِ التي من وجعٍ يضيقُ فنائها،
وأنا سأكتبُ في كلَّ خفقةٍ له
وأدفعُ للدواوينِ ما فَعَلَتْه القوافي الفاتناتُ
وأرفعُ شارةَ النصرِ على طولِ الطريقِ
فليس لي من سِواها وسامةً
وليس لي من سِواها رفيق
سِوَى كلماتٍ أهزُّ بها في محفلِ العرسِ راكزاً
فأنا في غايةِ الامتنانِ
ونحو ذاتي في غايةِ اللا شعور
لكنني لن أكفَ عن الغناءِ كتابةً
أنا
وحروفي
وكنداكةٌ يعرفُ الوقتُ صوتَها
عَبرَ جَولةٍ تحتوِي فهرسَ الشارعِ الحاضرِ في دفترِ الانتماءِ النبيل،
كنداكةٌ تلوِّح للعابرين من ثقوبِ الدخانِ
وأصداءِ الرصاصاتِ الغبيةِ
ففي كل زخةٍ تستلُّ السماءُ شهيداً بذاتِ الملامحِ التي لا يرتضيها الجُناةُ ..
وفي كل زخةٍ تفتحُ الفراديسُ أحضانها ولا تعبأُ بالدماءِ
ولكنها تمسحُ من خَدِّ الخريطةِ دمعةً
وتنظرُ لي
هنا
تستكتبُني الأمهاتُ نشيداً عن الموتِ،
عن الأرضِ وهي تبلعُ ريقَها حينَ تمنحُ الثائرينَ مساراً،
عن الذين يجابهون الطغاةَ عراةَ الصدورِ
عراةً إلا من الأحلامِ وهي تكبرُ ضدَّ تَصويبِ فوهةٍ كذوبةٍ،
قميئةٍ،
وضدَّ كلَّ طلقةٍ،
عراةً في ظلالِ الذخيرةِ
عراةً أمام الله ِ
فليس من نفاقٍ تبقَّى لهذا الهوان
الرئيسُ الذي يتيه بلا فكرةٍ ولا صولجان
لأن الجميعَ يقرأون عليه قصيدةً مكتوبةً بلا حِبرٍ يسيلُ ولكن بقلمِ الرصاص،
وأنا سأكتبُ
ليقرؤني من يُجِيدُ الحزنَ أو لا يُجِيدُهُ
يقرؤني ويمضي
وأمضي
ونمضي
ويمضي إلى حيث الشمسِ ساطعةً هذا الوطن.


📝 محمد حسن الشيخ
الرياض ٢٧ يناير ٢٠٢٢م

التعليقات مغلقة.