ريان !

ريان !
  • 06 فبراير 2022
  • لا توجد تعليقات

عبدالباسط شاطرابي

مات (ريان) بسقوطه الدراماتيكي في البئر ..
هكذا رحل عقب ملحمة من التكاتف الإنساني المصطف على مدار الأرض بمشارقها ومغاربها.
كلهم هبوا لحماية (قيمة) الحياة لطفل لا يعرفونه.
الآلام الخاصة لا تستثني الأفراد ولا المجتمعات، لكن أصحاب الأنين لعقوا جراحهم .. كلهم تساموا، وتداعوا لحادثة ريان بالسهر والحمى.
مات ريان فأعطى رمزية جديدة لفجيعة الموت.
هو الموت الذي يحتفي بالحياة ..
الموت الذي يبرق في القفر فيحس الظلوم الجهول بضآلته في هذا الكون.
الموت الذي يعطي الدفقة الشعورية بالانتماء .. الانتماء للبشرية .. فتنهزم الجغرافيا .. وتتقهقر الحدود، وتذوب النزاعات، وينزوي التدافع في دروب الأنا.
تكاتفت العقول، وتحالفت العلوم .. الهندسة والطب وإدارة الكوارث .. جاء الدفاع المدني وخبراء التربة وحرفيو الآبار وأهل الطاقة العضلية والمروءة البشرية .. اصطفوا كلهم ومعهم كل ما أتاحته الآلة من قدرات لأجل إخراج ريان من غيابة الجب.
كيف للإنسان بكل هذه الطاقة المضيئة أن يرفع يوما بندقية ليقتل إنسانا أعزل إلا من قناعة تملأ جوانحه؟
كيف لهذا الإنسان بهذا الحس الرفيع أن يدوس على الآخرين ويهدر دماءهم ويتسلق على أكتافهم ليحظى بسلطة هي زائلة شاء أم أبى؟
كيف لهذا الإنسان أن يحقد ويكره ويعتدي ويلوذ بالعِرق والجهوية ليظلم أخاه الإنسان ؟!
ريان ومضة لم يكتمل وهجها .. لكنها أظهرت معدنا خبيئا فينا.
..
مات ريان ..
وبقي الأمل في الإنسان !

التعليقات مغلقة.