ما وراء أكمة حرب بوتين بأوكرانيا على السودان

ما وراء أكمة حرب بوتين بأوكرانيا على السودان
  • 26 فبراير 2022
  • لا توجد تعليقات

د. وجدي كامل

ما يشنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب على أوكرانيا يسجله التاريخ كفعل شنيع يتناقض مع كل الأعراف الدولية، ويفضح محتوى العقل التاريخي للسلطة الحاكمة بروسيا منذ المرحلة القيصرية إلى مرحلة اشتراكية الدولة، التي انهارت بعد سبعين عاما من الحكم بواسطة سيطرة الحزب الشيوعي السوفييتي.

العقل البوتيني الحاكم كعقل توليتاري لم يتبدل ولم يتفهم أسس الديمقراطية الشعبية التى تعرضت لأبشع صنوف الازدراء من حكم لأمراء المافيات الذين يحكمون وتستحكم قبضتهم الآن في شخص حاكم صنعه رئيس أسبق حاز على ملكية أسوأ سجل شخصي مطلق في خروقات السلطة في جملة ظروف مضطربة كانت وربما كادت أن تجمع على تقديمه للمحاكمة قبل أن ينجو بتعيين مفاجئ وصادم لعقيد سابق بجهاز الأمن السوفييتي كان قد رفعه ليصبح مديراً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

فلاديمير بوتين، في إبان حكمه سجل الاقتصاد الروسي ازدهاراً اقتصادياً لعدة دورات حسب الموشرات، ولكن في المقابل أعاد روسيا (الاتحاد الروسي) إلى مقدمة الدول صاحبة الأداء الأسوأ في الحريات العامة، ومنها الحريات الصحفية والإعلامية. إضافة إلى تضييق حريات التعبير عن الرأى واغتياله عدداً من معارضيه من الإعلاميين و الاقتصاديين تفاقمت في المقابل، وبنحو ملحوظ، نسبة الفساد حسب قراءات منظمة الشفافية الدوليةـ في ظل اتباع سياسة دولية مساندة بشكل صريح عدداً من الأنظمة السياسية الشمولية الخارجة عن القانون.

في هذا التوجه المشين لأعراف السلام والديمقراطية، يجيء تحالف بوتين حميدتي كتحالف شرير ينطوي على النوايا الكثيفة لإحراز الأهداف المضادة للسلم والأمن الإقليمي الأفريقي والوطني السوداني.

السودان وتحت هذا التحالف المتنامي المعقد يواجه ربما أخطر لحظات تطوره منذ الاستقلال، بتهديد واضح ليس فقط لإمكانية خلق الشروط الديمقراطية للتطور السياسي والاقتصادي، ولكن بتدمير بنية الاقتصاد والسياسة لصالح عنف الاقتصاد والسياسة معاً، واستقبال أفظع الديكتاتوريات التي عرفها عبر التاريخ ما لم تتوحد المقاومة الشعبية في كافة أشكالها ومؤسساتها؛ لدرء ومكافحة الخطر الماثل.

المكافحة المطلوبة بإلحاح وشدة بالسودان سوف لن تتحقق وفق حزمة الأفكار السياسية والوسائل المتبعة حالياً باعتبارها افكاراً ووسائل دون مستوى استشعار الخطر الداهم، وربما تساهم حتى بتنميته ومساعدته بنحو غير مقصود، إذا لم تذهب مباشرة إلى ريادة جودة جديدة للوحدة الوطنية المفقودة منذ الاستقلال.
wagdik@yahoo.com

الوسوم د.-وجدي-كامل

التعليقات مغلقة.