الجبهة الثورية الانقلابية

اختتمت الجبهة الثورية بالامس في الرصيرص مؤتمرها التداولي الذي جاء تحت شعار ( السودان اولا) وأطلقت ما سمتها مبادرة لحل الازمة السودانية.

منذ انحياز قادة الجبهة الثورية السافر لانقلاب ٢٥ أكتوبر كفرت الجماهير السودانية بما يسمى بحركات الكفاح المسلح، واصبحت تعتبرها مجرد حركات تمرد من أجل السلطة والجاه لا علاقة لها بازمات السودان ولا معاناة المواطنين ولا قضايا الحياة والهوية والعدالة.

لذلك لم يعد ثمة قيمة أخلاقية لهذه الجبهة الثورية الانقلابية في نظر الشعب، ولا وزن سياسي لمبادراتها في نظر الاجيال الجديدة التي تثور في الشوارع من اجل الحرية.

لذلك على الانقلابين عقار والهادي إدريس وحجر وجبريل ان (يعوسوا) في انقلابهم، وأن يكفوا عن الحديث عن الثورة والحقوق المشروعة للشعب السوداني.

اذا كانت الجبهة الثورية مازالت تظن بانها بمعزل عن ما يحدث من الانقلاب من جرائم في حق الجماهير، فهي فاقدة للعقل، هي غارقة حتى اذنيها في هذه الجرائم ومحاسبة عليها اخلاقيا وسياسيا وجنائيا وسيحاكم قادتها تماما كما سيحاكم قادة الانقلاب العسكري.

انحياز الجبهة الثورية لصف الانقلاب انهي عمليا ما سمي باتفاقية جوبا للسلام، فالسلام لا يصنعه الانقلابيون. انتصار الثورة واسقاطها للانقلاب سيعني شطب هذه الاتفاقية المعيبة ومحاسبة تجار الدماء من قادة الحركات المتمردة، وفتح الباب للسلام الاجتماعي الحقيقي بين مكونات الشعب السوداني وليس بين السلطة وتجار الحروب.

انحياز الجبهة الثورية لصف الانقلاب أنهى فعليا متاجرة الجبهة الثورية بما تسميه العدالة للضحايا، فالضحايا الذين سقطوا في عهد انقلاب الإنقاذ والذين سقطوا في عهد انقلاب البرهان والجبهة الثورية هم سواء، والقتلة سواء في الجرم، وما وقع على البشير سيقع على البرهان وقادة الجبهة الثورية الانقلابية معا.

اذا أرادت الجبهة الثورية ان تكفر عن خطاها الكارثي وتحظى مجددا باحترام الشعب، فامامها خيار واحد فقط وهو الإعلان عن خروجها من السلطة ورفضها للانقلاب وانحيازها لخيارات الشارع.

فاذا لم تفعل ذلك، ولن تفعل ذلك، فلتأكل الجبهة الثورية من طعام الانقلاب المصنوع من عرق ومعاناة الشعب السوداني، ولتواصل الشرب من دماء الشهداء العزل، فان وقت الحساب قادم لا محالة، وهذا الشعب لا ينسى ولا يغفر ولا يرحم .

يوسف السندي
sondy25@gmail.com