أربعينية السكرية

أربعينية السكرية
  • 05 مايو 2022
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

حين رزق والدي توأما زف الخبر لصديقه الرمز فقير فضل مضيفا أن إحداهما بيضاء فيما الأخرى سمراء فقال عمنا فقير بروحه المرحة:
خلاص نسمي البيضاء سكر والسمراء شاي فنحن لا نملك أغلى منهما وأحلى .. فذهبت دعابته طرفة زمنا.
ظللت متابعا وضع أختي الحبيبة أم الحسن .. ” السكر ” بل السكرية عطاء غدقا .. ليل نهار بتفصيل طوال مرضها ..قربا وبعدا مسترشدا برؤى أحبابي المختصين بالداخل والخارج.
تعميما للفائدة في ضوء تجربتي هل يمكن الإفلات من بين براثن هذا المرض الشرس?
نعم
بشرطين:
.. اللجوء للعلاج فور الإصابة
.. الحرص على المقابلات في مواعيدها بدقة
وفي كل الأحوال المرض ” أحد” أسباب الوفاة ولكم يموت النصيح المرافق قبل المصاب! فالحوادث المرورية مثلا الحاصد الأول لأرواح الشباب حول العالم.
حكى لي مسن مصري أن ابن عمه كان في حالة حرجة بالمستشفى فدخل عليه صديقه وانحنى عليه يقبل جبهته محبة وتشجيعا غير أنه خر صريعا فوقه وفارق الحياة وسط دهشة الحاضرين فيما تعافى المريض وخرج ينهب الأرض!
قالت لي أختي الحنينة في اتصالها المباشر الأخير:
يأ أنور
انت ما حضرت وفاتي فاطمة وعبد العظيم وأنا مريضة وأدسه من ناس البيت حتى لا يتأثروا.
عجل بالحضور حتى لا تندم!
بالفعل طويت ما أمامي من مشاغل وغادرت لكن الأجل المحتوم كان أعجل.
كانت أختي العالية الطيبة تتحمل ويلات المرض اللعين في اصطبار دون شكاية.
حتى قبل أيام 3 من رحيلها قالت لأختها:.
إنني أحتضر
وتشهدت ثلاثا
وارتاحت كأن شيئا لم يكن
وكانت ٱخر عباراتها
وفي اليوم الوداعي ارتوت من عصير قدم لها قبل ساعة من الأذان بالمغرب حيث انسلت الروح في هدوء دون مخاض النزع الأخير المعتاد لتتموضع تحت الرقم 38069 بمقابر البنداري بالحاج يوسف.
فور شيوع الخبر الأليم بادر الأحباب,:

عبد الواحد عز الدين
لطفي شيخ ادريس
محيي الدين أحمد بدري
أمجد محمد إدريس
د. عمار محمد إبراهيم طه

بإبداء استعدادهم لأي مبلغ يتطلبه الفراش وتبعاته فشكرهم أخي بيومي فقد كان تحت تصرفه ما يفيض.
جوزيوا خيرا في حيواتهم وأرزاقهم وكلهم من ناس البيت .. أهل وجيعة وفجيعة.
والتحية مزجاة لكل من عاون .. ابن صديقي الشاب نوري إبراهيم أبوشنب بحيويته مثالا’ وسرب الأخيار ملء الأفق والحصر مجلب ملامة.
.. هكذا أهلي أبناء دلقو البررة دوما سدادو ثغور بهمة طرفة:

إذا القوم قالوا من فتى؟ خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

ولأرحام الحلقة الداخلية:
ربنا يديكم العافية واللقمة الدافية
انطوت سراعا 40 يوما بئيسة منذ رحيلها لم يبرحنا خلالها طيفها وذكرياتها النادية. وشد ما لفت تنبهي قدوم ثاكلات باكيات للبيت كثيرا فأسأل عنهن ويأتي الجواب
كلهن صديقاتها
لقد كانت أم الحسن صفية كل الناس .. بطيبتها وابتساماتها وعذوبتها وحبها للحياة والناس.
اللهم اجعلها من ” وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة “.
ماذا بوسعي أن أقول سوى
أن ما يخفف عنا ألم الفراق تقاطر الاتصالات وتوافد الأحباب ليل نهار لمشاطرتنا الأحزان متخطين كل الظروف الجهيرة.
الانحناءة لكم أجمعين
ما عدمناكم

أنور محمدين
الخرطوم

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.