أم الحسن .. وا أختاه

أم الحسن .. وا أختاه
  • 15 مايو 2022
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

عاشت أم الحسن للناس فقد كانت مديرة البيت ومدبرته وكانت معوانة لأهلنا الٱتين من البلد على قضاء حوائجهم بذا كانت محط لمة بنات الحلة حين تقصد البلد وامتدت علائقها الصفية مع أهلنا بالحاج يوسف تزورهم وتتفقدهم ولا تغيب عنهم.
حين تخرجت أم الحسن في معهد عطبرة النسوي وكنت أمين عام لجنة إدارته في مهارات التفصيل والخياطة والتطريز انتفع بها الأباعد قبل الأقارب.
كانت أختي الحبيبة ميالة للناس اجتماعية تألف وتؤلف وكانت فرايحية باسمة تنحو للمزاح ومتابعة الإذاعة والتلفزيون تطربها مرت الأيام للفنان عبد الدافع عثمان وباقة أغنيات الطيب عبد الله.
حين دهمها المرض العضال غفلت عنه بحسبانه التهابا مدة وكان أن ذهبت بها للأطباء فور وصولي السودان وكان المرض الشرس قد بلغ منتصف مراحله وكان مكمن الخطورة.
لكن كل ذلك لم يثننا عن البحث عن طوق نجاة فسافرنا بها لمصر مرتين.
هذه المرة برز خيار الهند لكن استشارتي لذوي الخبرة في المجال لم تكن مشجعة عطفا على وضعها الصحي.
رغم المجهودات الحثيثة والعناية التامة تراجعت صحتها في الٱونة الأخيرة وكان الخبر القاسي المؤلم مساء أمس الجمعة 25 مارس 2022
اللهم نسأل أن يصطفيها حيث الأنبياء والأخيار ويزرع في أفئدتنا الصبر الجميلة عاقبته.
كنت حريصا على الوصول إليها ورؤيتها وممارضتها والجلوس معها والسهر عليها وكان هذا مطلبها أيضا لكن الظروف حتمت تأخري وها هي روحها الشفيفة تصعد إلى دار البقاء وأنا في الطريق إليها وبيني وبينها أيام معدودة تعد على الأصابع ولم يجف دمعنا على فاطمة وعبد العظيم بعد.
وداعا أختي الحبيبة المجاملة البشوشة
ستظلين بعض دمنا وروحنا وشرياننا ونبضنا حتى نجتمع عند عزيز مقتدر.

أختاه
ما أقسى رحيلك!

أنور محمدين
استانبول

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.