تحويل حرب الجنوب الى حرب دينية أوقف تقدم الإسلام والثقافة العربية جنوبا

تحويل حرب الجنوب الى حرب دينية أوقف تقدم الإسلام والثقافة العربية جنوبا
  • 15 يوليو 2022
  • لا توجد تعليقات

عبدالرحيم وقيع الله


حرب الجنوب لم تكن حرب دينية ولم يقاتل الجنوبيين باسم الصليب وهي حرب تمرد سياسي داخلية عادية تحدث وحدثت في كل دول العالم ومع قليل من الرشد والوعي ودعم الجيش الوطني كان من المكن حسمها أو حلها سلميا.

وقد تمكن الراحل الرئيس الاثيوبي الذي جاء للحكم عام ١٩٩٣م ملس زيناوي من حل مشكلة إقليم اوغادين مع انها ارض صومالية منحت لاثيوبيا من قبل الانجليز عام ١٩٥٤م فقط ويسكنها اكثر من ٧ ملايين مواطن مسلم من أصول صومالية وعربية وتطالب بالانفصال الا أن إثيوبيا قاتلت منذ عام ١٩٧٨م من اجل الوحدة وضد الانفصال حتى تمكن الرئيس ملس زيناوي بوقف الحرب ومنحهم الحكم الذاتي داخل إطار الدولة الإثيوبية.

أو كما قام الرئيس التركي بحل مشكلة كردستان في إطار الدولة الواحدة والتفت إلى التنمية والسلم والاقتصاد لمصلحة الأمة التركية كلها وليس انحيازا لفئة دون أخرى.

ولكن مشكلتنا مع ناس علي عثمان وعلي كرتي وغيرهم وبمثل الخطب الحماسية الدينية وصراخ الدعوة إلى الحرب واناشيد واهازيج القتال في برنامج في ساحات الفداء تم تحويل حرب الجنوب سريعا إلى مشكلة دينية مع العلم ان من اهم مباديء الدين هي الوحدة والسلام وفي نهاية الامر وقعت الحركة الإسلامية على اتفاقية نيفاشا بفصل الجنوب وقامت بتسليم اكثر من ثلث البلاد واكثر من عشرة ملايين مواطن جنوبي مسلم ومسيحي وأكثرهم لا ديني وأكثر من ٨٠% من بترول البلاد وثرواته الغابية والمعدنية والماءية لا إلى الجنوبيين ولكن الي الحركة الشعبية لتحرير السودان.

والمعروف ان الإسلام ينتشر مع السلام والامن ولن يشاد الدين أحدا الا غليه والغرب يعرف هذه الحقيقة لانه دين الفطرة دخل كل أفريقيا سلما وبالهدوء والدعوة وقامت ممالك اسلامية قوية في النيجر ونيجيريا والسنغال وتشاد ولكن بانفصال الجنوب أوقف الكيزان زحف الاسلام والثقافة العربية جنوبا واوقفوا تقدمه التلقائي بعد ان كانت الجنوب تابعا للشمال ويخضع لوزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الدينية بالخرطوم وبغباء وقلة حيلة وعدم رشد سلموه لليهود والنصارى والصليبيين مع ان إثيوبيا وقفت وقفة صلبة في سبيل وحدة بلادها.

لن يعرف الشعب السوداني مقدار الألم والتفريط الذي تسببت فيه الحركة الإسلامية بفصل الجنوب الا بعد مرور ثلاثين أو أربعين سنة من الان وبعد انقضاء الجيل الجنوبي الحالي المتشرب بالثقافة العربية الإسلامية والجيل الحالي المتشرب بالعادات والتقاليد السودانية وسيأتي جيل جديد تحت تربية الكنيسة وسياسيين حاقدين علي الشمال يتم الان تدريسهم وتعليمهم الآن في المدارس الأمريكية في كاليفورنيا وجورجيا وفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تحت إدارة وتصرف الغرب.

ان مافعلته الحركة الاسلامية في هذه البلاد اكبر ضربة للمجتمع والشعب السوداني وهو بمثابة جرح غاير شديد النزف لن يندمل ابد الدهر الا أن يشاء الله

التعليقات مغلقة.