نهاية السودان الذي نعرفه!

نهاية السودان الذي نعرفه!
  • 31 يوليو 2022
  • لا توجد تعليقات

الجميل الفاضل

عند ساعة الحقيقة، لا مهرب من الحقيقة، الا الي الحقيقة.
الآن تتساقط كل الخرافات والاساطير القديمة، تتساقط كاوراق الشجر في فصل الخريف.
هذه “العاصفة الديسمبرية” العاتية، من شأنها أن تقتلع اشجار نسب مؤسطرة تدب الان الشيخوخة في اوصالها، ظلت تضفي على سادتنا وكبرائنا قداسة وتوقيرا زائفا ومصطنعا، توارثته أصلابهم جيلا بعد جيل.
عاصفة من شأنها ان تعصف باسلاميين، لا علاقة لهم بالاسلام السلس الذي تشربناه منذ الصغر.
الإسلام الذي لخص نبيه مهمة بعثته الأولى، في انها قد جاءت متَممة لمكارم الأخلاق لا أكثر ولا أقل.
وساسة بطيف واسع لا صلة لهم بالواقع، ولا شان لهم بالسياسة كما ينبغي أن تكون مضمارا للتعاطي بحصافة، مع معطيات الراهن والمباشر والممكن.
انه واقع سريالي ظل يعبر عنه من الضفة الأخرى.. خبراء عسكريون، يقال انهم، استراتيجيون، لا يستحقون صفة خبراء، إذ انهم في الحقيقة ليسوا خبراء، ولا شان لهم فيما يبدو بالعسكرية كمهنة، ولا بالاستراتيجية كعلم.
هي ثورة وضعتنا امام أسوأ ما فينا مباشرة، لكي نواجه كل الحقائق عارية تماما.
حقيقة “جيش”.. هل هو لنا كشعب، أم لحزب أو جماعة؟، وحقيقة “شرطة”.. هل لا زالت هي في خدمة هذا الشعب، كما يقول شعارها التاريخي القديم؟، وحقيقة “أحزاب” أكل عليها الدهر وشرب، تقف عاجزة على محك الاختبار، وحقيقة “حركات مسلحة” هل هي أقرب لمعاني الكفاح الثوري المسلح، ام انها ليست سوي عصابات يقودها لوردات حرب؟.. وحقائق، وحقائق، مذهلة أخرى، تتصل بالإدارات الأهلية المزجاة للبيع منها، والمؤدلجة، والطرق الصوفية المبذولة لكل حشد، تحت خدمة العرض والطلب.. وهلمجرا.
انها حقائق تجعلنا ندرك باختصار.. اننا لسنا ملائكة كما نظن، وأن الشر ليس من اختصاص الآخرين فقط.
المهم فإن ثورة ديسمبر المجيدة، هي ثورة بالعمق، يتكاثر اعداءها يوما بعد يوم، كلما اقتربت جمرتها المتدحرجة المقدسة، من حمى ومصالح حزب مسيطر، او جهة مستأثرة، أو من مواريث أسرة مبجلة.
هي ثورة يقودها “غواصون سمر” مهرة نبتوا، كما ينبت عشب مغامر بين مفاصل صخرة.
غواصون يحفرون الان عميقا، ليكتبوا نهاية السودان الذي نعرفه، بل وليكتبوا بداية سودان جديد، ربما لا نعرفه الي الآن جيدا.
انها ثورة اضحت نقطة مضيئة في كتاب التاريخ السوداني، سيتبعها ولو بعد حين، سطر جديد.
انها ثورة ضد كل القديم الذي فقد كل مبررات وجوده.
هي ثورة لبناء جديد لم تتلبور الي الان ملامحه.
جديد لا زال يتخلق رويدا رويدا، وطورا بعد طور.

حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا

التعليقات مغلقة.