ذروة الغفلة للفترة الانتقالية المنقلب عليها وتوابعها

ذروة الغفلة للفترة الانتقالية المنقلب عليها وتوابعها
  • 15 أغسطس 2022
  • لا توجد تعليقات

لم تكن هى لحظة الشراكة في الحكم مع اللجنة الامنية ، كما انها ليست ملابسات الاستمرار في تطبيق وصفة البنك الدولي في السياسات الاقتصادية ما أكد وأشار فقط على عدم دقة وصحة قراءة العقل السياسي الناظم للحرية والتغيير في البحث او التوصل الى وجهة ومحتوى التغيير المنتج باحراز انتقال مستحق واصيل، بل لقد كان الإبقاء على جهاز الامن والمخابرات بتصديق واعتبار انه قد بدل واخلص التعديل لوظيفته انصياعا لبنود الوثيقة الدستورية كونه قد اصبح جهازا لجمع المعلومات.
تلك كانت الاصابة القاتلة في مرمى التغيير والثورة وستظل تدفع اثمانها نضالات الجماهير ولجان المقاومة بنحو خاص باكثر من عملة، وليس من مستفيد من ذلك سوى النظام القديم ودولة اللصوص الحاكمة بانقلاب اجرته بالتنسيق والادارة المشتركة مع ذات الجهاز الذي وفي واقع الامر كان اعلى الخيل الذي ركبته دولة ما قبل الثورة واسلمت قيادته له فتمدد في سائر اوصال الحياة الاقتصادية والاعلامية والثقافية وادار العلاقات الداخلية بين المكونات الاجتماعية وكذلك العلاقات الخارجية ليستمر دون تعديل جوهري يمس فكرته ووظيفته الفعلية بعد الثورة. ذلك ما جعل طبيعة الاشياء واحدة والردة امرا في متناول اليد فيما بعد.
لقد كانت المطالبة بتأسيس جهاز جديد مقترحا قدمته لجان ضباط الشرطة والجيش المفصولين فسعوا عبر لقاءات واجتماعات مع اعلى سلطة تنفيذية بالبلاد وقتها لتطبيقه وسلموا تصورهم مكتوبا لها ولكن دون نتيجة صدرت عن ذلك بان قبعت الاوراق كما الكثير من مثيلاتها بادراج المسؤليين المدنيين. وكانت ماثرة الاستاذ فتحي الضو في سنوات مقاومة الانقاذ قد تمثلت في فضحه وكشفه عن الجهاز كجسم اخطبوطي وبيت عنكبوت حقا وحقيقة لسلطة الانقاذ .
الان وبعد وقوع الانقلاب واعطاء الصلاحيات المطلقة والاستثناءات المريبة التى خصصت للرتب العليا بعدم المساءلة القانونية امام القضاء حال ارتكاب اية جريمة نكراء – الان صار ذلك هو ما يحرض افراد الجهاز على القتل ويجعل ازلام النظام البائد يمدون لسانهم للثورة التي يصيبها الزكام بعدوى العدو والصليح معا فتعطس غير ابهة لمن حولها في رابعة النهار.
يبقى ان كل ما تقدم بات يدخل في تعريف العقل السياسوي الادبي المساهم في اغتيال تطور البلاد بطرق متعددة العناوين والصيغ في امر ادارة الدولة في منعطفات التحول من النظم الشمولية الى الديمقراطية دون ادنى تطور يجرى بمنظومته وميكانيزمات عمله.
الانتقال لا يتم بذات روافع الجرم السياسي القديمة التى ثارت لاجل تغييرها الناس ووثقوا شهاداتهم واشتكوا لطوب الارض من بيوت اشباحها وقتلها، وقهرها الذي مارسته على ابناء الشعب البررة وجحافل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لاجل مستقبل افضل للبلاد.

wagdik@yahoo.com

التعليقات مغلقة.