محمد شريف أرباب .. القيادي السباق

محمد شريف أرباب .. القيادي السباق
  • 19 سبتمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

شخصية اليوم الحاج محمد شريف أرباب والد الطيب الذي سهر على راحة المرضى في مستشفى دلقو ومشافي المنطقة فترة مديدة وشريف وعبد المنعم وعثمان وأخواتهم.
لفائدة الجيل الجديد والده شريف أرباب خال حبوبتنا جارة عبد الله والدة شيخ إدريس سليمان كما خال أختها ألقية عبد الله حبوبة الطيب محمد شريف والدة وردة.
كان الحاج محمد شريف أرباب فعالا ذا همة متقدة فقد نشط في غرس النخيل بجانب عمله في مقهاه العامر في سوق دلقو حيث ربطته بزملائه هناك عرى المحبة والصداقة’ التي ارتقت فقادت لارتباط والدنا الحاج إبراهيم عثمان بشقيقته.
وكان عمنا محمد شريف قياديا من نوع فريد فهو من ركائز إنشاء شركة دلقو أقترى سعدنكورتى الزراعية الضخمة أواخر الأربعينيات التي كانت تعمل في طحن الغلال أيضا وهي من أولى الشركات الكبيرة متعددة الأغراض على امتداد الشمالية.
وحين حار الناس في موقع مضرب المشروع تبرع بساقية والده مجانا دون رسوم إعلاء للمصلحة العامة.
غير أن أهل سعدنكورتى شمالي دلقو تلكأوا في المساهمة فيها نظرا لبعدهم الجغرافي عن مضرب المشروع ولشكهم في وصول مياه الري بقدر مناسب لسقي محاصيلهم.
هنا اضطلع الحاج محمد شريف بحل المشكل فقد ذهب إليهم وشرح لهم أهمية المشروع وطمأنهم ليس هذا فحسب بل اقترح مجرى ترعة المشروع في حلتهم إمعانا في إقناعهم فعارض عمنا طه نوري مسار قطاع معين للترعة أو الجدول بحسبانه سيؤثر في منزل خاله صالح محمد إدريس فهون عليه الأمر برؤية اتخاذ الجدول موقعا ٱخر محاذيا لشريط النخيل وهكذا شارك أهلنا في أقاصي الشمال وأسهموا في المشروع العملاق جميعا لكن الماء لم يصل باندفاع بالفعل لذا ظل مزارعو أقصى الشمال يزرعون جنوبا حيث الماء الوفير حتى جاءوا بمشروعهم التعاوني الخاص المزدهر لاحقا في منتصف الستينيات.
لكن الشركة خدمت البلد بمجمله طويلا وحافظت على تماسك الأهل وبمائه بنيت امتدادات دلقو السكنية والمدارس والمستشفى.
وقد قال لي عمنا العمدة محمد عثمان فرح ذات مرة:.
لولا المشروع لما تعلمتم وكان مصيركم السواقي وصدق.
مواقف الزعيم محمد شريف التي كان يحكيها ٱباؤنا كثيرة بذكائه ووعيه منها أنه كان حاضرا لحظات وفاة عمه العمدة فرح وكان هناك فتور في العلاقة بين العمدة والحاج سعيد إبراهيم سر التجار فأسرع إليه عمنا محمد شريف وهو جاره يبلغه بالنبأ وأضاف قاصدا إذابة سحابة الفتور :
العمدة أوصى قبيل وفاته بأن تخلي بالك على أولاده
ورخصة تجميل الواقع متاحة شرعا في سبيل رأب الصدع وإصلاح ذات البين وحدث أن كان الحاج سعيد عند حسن الظن.
امتدادا لما عرف به عمنا محمد شريف عن حبه للبلد وسعيه الحثيث في سبيل الارتقاء به وخدمة أهله سافر للدامر وحصل على تصديق أول مدرسة وسطى في دلقو التي بدأت أهلية.
وعقد اجتماعا عاما لأبناء السكوت والمحس وحلفا لاستنفار عونهم المادي لإنشاء المدرسة بمنزل عمنا الطيب عباس في عطبرة وهو القيادي البارز في رئاسة السكة حديد المعروف وخلال عرضه الموضوع سقط فجأة بجلطة ٱنية وفارق الحياة لحظتئذ وتولى تشييعه ودفنه المجتمعون وجل النوبيين وحين هموا بغسل الجثمان كان مؤثرا أنهم عثروا على تصديق المدرسة في جيب جلابيته الذي بموجبه نهضت المدرسة الوسطى الأولى في المحس 1955.
وكان مسك الختام
إنه شهيد التعليم والمنطقة الذي يستأهل تكريما لائقا
أليس كذلك؟!

أنور محمدين
سياتل

التعليقات مغلقة.