إنهم يسرقون تراث محجوب شريف

إنهم يسرقون تراث محجوب شريف
  • 23 سبتمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

حسن الجزولي

  • كتب الأستاذ ميرغني سوار الدهب في صفحته بالفيس بووك يقول:ـ
    (رفقة مثقف من الطراز النادر وشاعر وروائي الأستاذ الرفيق حماد يونس كوكو الذي كتب من داخل معتقل الأبيض بقبضة أمن نميري الباطشة في العام (1982) أشهر القصائد التي طالما رددها البعثيون في جبهة كفاح الطلبة. بعد أن قام بتلحينها الرفيق الضخم أبوالسعود وقام الكثير من الرفاق بإضافة الأبيات تباعاً ليشكلوا هذه الدرة الثورية الخالدة
    ثم رددها ملايين الثوار في الشارع :
    ودانا لي شالا
    عزتنا ماشالا
    نحن البلد خيرا
    وخلاصا من حالا
    مستقبل أجيالا
    من منفى لي منفى
    زنزانة زنزانة
    مشى شعبنا معانا
    حماد يونس كوكو)
  • فكتبنا له بصفحته مداخلة قلنا فيها:ـ
    (الأستاذ ميرغني
    أود إجلاء بعض الحقائق التي لابد منها إحقاقاً للحق ولحقوق الملكية الفكرية والتي أنتم أدرى بها وتعلمون قيمتها ربما أكثر منا.
    الحقيقة أن قصيدة (ودانا لي شالا ) هي في الأساس والأصل لشاعرها الراحل محجوب شريف والتي نظمها عندما تم نفيهم لسجن شالا بغرب البلاد على تخوم مدينة الفاشر. وأن هناك الآلاف من أبناء الشعب السوداني ومن كافة الاتجاهات السياسية على دراية بهذه المعلومة، خاصة بالنسبة للذين مروا على سجون ومعتقلات البلاد في فترتي مايو والانقاذ، كما أن الدارسين لشعر الراحل محجوب شريف قد ضمنوا هذه القصيدة في كراسات تناولهم لشعر محجوب.
    في واقع الأمر إن القصيدة طويلة والمقاطع التي أبرزتها:ـ
    (ودانا لي شالا
    عزتنا ماشالا
    نحن البلد خيرا
    وخلاصا من حالا
    مستقبل أجيالا)
    هي بالفعل لمحجوب شريف ،، أما ما عداها فلا علاقة لها بأصل القصيدة وهي:ـ
    (من منفى لي منفى
    زنزانة زنزانة
    مشى شعبنا معانا)
    ولا أعلم ربما أن الأستاذ الشاعر حماد يونس كوكو قد أخذ مقاطع قصيدة محجوب شريف وبنى عليها تلك الأبيات اللاحقة، الله أعلم!
    هذا مع تقديري لك ولضيوف بوستك ،، تسلم).
    *
  • وقد لاحظنا أن سوار الدهب كاتب الادعاء لم يكتفي بتجاهل الرد علينا فحسب، بل حاول أن يحظر مداخلاتنا حتى!، ولقد انتظرناه ثلاثة أيام بلياليها في سبيل إعطائه فرصة للتعقيب والشرح، ولكنه تمادى في التجاهل، وبما أنه لم يترك لنا مندوحة من الدفاع عن شخص في مقام (شاعر الشعب) محجوب شريف، فها نحن ننقل المسألة برمتها لساحة أخرى وسنعمل ـ إن أصر على أن يتمادى ـ على نقلها لساحات القضاء لنقف جميعاً أمام محاكم المعلوماتية لنرى مدى تماسك هذا (الادعاء العلني) دونما أي تردد لواحدة من أشهر قصائد الصمود للراحل محجوب شريف، والتي يشهد بها ليس زملاء محجوب الذين استمعوا للقصيدة سبعينيات القرن الماضي بسجن شالا بمدينة الفاشر، بل حتى جنود وضباط مصلحة السجون الذين سيقرون أيضاً بنسبة القصيدة لمحجوب شريف!، مروراً بآلاف المعتقلين السياسيين بكل معتقلات النميري والبشير من كافة الاتجاهات السياسية، وقطعاً ضمنهم عدد من المعتقلين من مناضلي حزب البعث ذات نفسه!، وهي على كل شهادة لا يمكن أن يتنازع حولها عنزان!.
  • ونذكر من طرائف هذه القصيدة الشهيرة أن حكى الدكتور الراحل محمد سعيد القدال ضمن ذكرياته بالمعتقل أن قصيدة محجوب شريف (ودانا لشلا وعزتنا ما شالا) قد وصلت سبعينيات القرن الماضي من شالا للمعتقلين السياسيين بسجن كوبر، فأعجبوا بها وزادتهم صموداً وتماسكاً، وبعد يوم يومين قال شيخ العرب لخليل الياس أثناء دردشة بينهما داخل معتقل كوبر، أنه يمكن أن يشعر أكثر من محجوب شريف وطفق ينشد:ـ
    (ودانا لي بربر وقلبنا ما فرفر،،
    نميري يا أزعر تلقانا زي عنتر)!.
  • عرفنا ظاهرة أن تنسب القصائد لشعراء مشهورين في قامة محجوب شريف وهاشم صديق وحميد وأزهري محمد علي والقدال، فقد نفى لي الصديق الشاعر هاشم صديق خلال دردشة حميمة وأنا أعاوده بمنزله، أن قصيدة (رئيس البلد وينو) والتي امتلأت بها الأسافير لم يكتبها ولا علاقة له بها ،، فتأمل!، ولكن أن ينسب شخص وبكل جرأة إحدى قصائد محجوب الشهيرة جداً لشخص آخر ويدعي بأنه مالكها وأن القصيدة تم تطويرها من قبل مجموعة سياسية بعينها، فهذا ما لم نسمع به ولم تمر كحالة حتى بالنسبة لجميع قصائد محجوبنا طيلة مسيرة إنتاجه الشعري العزير، وطنية كانت أم عاطفية!، علما أن من جاء بهذا الادعاء الغريب هو (إعلامي) حسب ما ورد في صفحته بالفيس بووك، وكان عليه مراعاة ضبط المعلومة في سبيل الحرص (تربوياً) على تمليك الجيل الجديد ما هو صحيح من المعلومات بأمانة وصدق!.
    *
  • وأما آخر الحكي فنحن على أكيدة بأن خلف محجوب سيحتشد جيش جرار دفاعاً عنه وعن سيرته وتراثه، ولا يعتقد أحد بأن رحيله سيفتح أبواباً لكل من هب ودبً في ظل توفر (التقنية الحديثة) لـ (يهبر) من أشعار الشريف وينسبها لشاعر مغمور لا يعرف الناس عنه شيئاً!.
    *
  • ده كلام عيب يا أستاذ ميرغني سوار الدهب ،، عيب كبير والله العظيم!.

hassanelgizuli45@gmail.com

التعليقات مغلقة.