(سلطان الخير) أحد عشر عاماً من الرحيل

(سلطان الخير) أحد عشر عاماً من الرحيل
  • 26 أكتوبر 2022
  • لا توجد تعليقات

سمؤل محمد إبراهيم

عن أي حزن وأي لوعة يمكن أن يتحدث القلب، وهو يستذكر يوم رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمة الله ، يوم السبت الموافق 22 أكتوبر 2011 م ؛ أي قبل 11 عاماً من اليوم، وهل يا ترى ما المسافة التي يمكن للقلب أن يقطعها حتى يعود إلى نبضه الطبيعي، فيوم رحيله كان الحزن جماعي لجميع افراد المجتمع السعودي والعالم الإسلامي والعربي والغربي معاً، لأن الأمير سلطان كان أيقونة للخير فبغيابه فقد العالم رمزاً من رموز الخير والحكمة والحنكة السياسية والكرم الفياض.

الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله كان شعلة فرح أينما تجده بابتسامته المعهودة، وحضوره البهي، ومحياه الطيب الوسيم، لذلك فان الجميع قد صارعوا آلام فقده الغالي، فكان الحزن جماعياً كما قلت.

عاش الأمير سلطان بن عبدالعزيز بإنسانية رحيمة ودودة، وإنتاج فكري وسياسي محترم، وأعمال خيرة مازالت تشهد له وستظل تشهد له رغم غيابه، وجامعة الأمير سلطان هي إحدى هذه الأعمال التي وجدت منه الدعم والمساندة، وقد أصبحت منارة من منارات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية بصفة خاصة، وجميع انحاء العالم بصفة عامة، وقد دأب الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، منذ وقت باكر على المشاركة بفعالية كبيرة في الأعمال الخيرية والإنسانية سوى كان على المستوى المحلي أم العربي أم العالمي، ومن ضمن تلك الأعمال أيضاً مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية التي قدمت كثيراً من الخدمات الإنسانية والاجتماعية داخل المملكة العربية السعودية والعالم أجمع، وجميع هذه الأعمال بإذن الله تكون له من ضمن الصدقات الجارية.

وجامعة الأمير سلطان وغيرها من المؤسسات التعليمية تكون له من باب العلم المنتفع به، وكذلك دعاء أبنائه له بإذن الله كل هذه الأعمال تنور قبره وتجعله روضة من رياض الجنة، حيث جاء في الحديث النبوي الشريف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) صدق رسولنا الكريم.

كان فقد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، مؤلماً لعدد كبير جداً من الناس لما انطوى عليه وجده في الدنيا من لطف ورحابة، فكانت يده مبسوطة يرفع من عثرات المتعثرين، فقد عاش الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، إنساناً فياضاً غامر الإحساس بالآخرين منطلق من مبدأ الحسن في المعاملة بتواضع فزاده الله رفعة ومكانة.

وفي الختام، أذكر تلك القصة الشائعة والمشهورة للشاعر الشمري الذي كتب للأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، أبيات قال فيها: (يا مطر جيتك وانا قطرة مويه، يا بحر جيتك وانا ضفة نهر، سيدي سلطان يا الحر النزيه لي سؤالا حيرن طول الدهر، الرجل لاضاقت الدنيا عليه يزبنك ويلا يموت من القهر) فأكرمه الأمير سلطان وأجبر بخاطره وأدخل السرور على قلبه، فاللهم ارحم الأمير سلطان الذي كان يجبر خاطر الجميع اللهم أجبر خاطره بجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، اللهم بارك في أبنائه وأحفاده، اللهم اجعله منعم في جنات النعيم، اللهم اجعل الأمير سلطان بن عبدالعزيز في عليين، وارزقه النظر إلى وجهك الكريم يا رب العالمين.

Smwalma88@hotmail.com
00966562940864

التعليقات مغلقة.