لن ننسى ولن نغفر …ولن ننحاز سوى لشعبنا

لن ننسى ولن نغفر …ولن ننحاز سوى لشعبنا
  • 05 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

د. مجدي إسحق

رغم حجم الكارثه ورغم الالم الذي يعتصر القلوب ورغم الحزن الذي يسيطر على أرواحنا ورغم الجراح التي استلبت احاسيس الفرح والامان ورغم الغضب من هذه الاستهانه بارواح شعبنا لكننا لم نترك لمشاعرنا المتفلته ان تسيطر على افكارنا او ردود افعالنا اننا رغم كل هذا الالم نقول بكل صدق وموضوعيه متوازن يستند على الواقع والحقائق ان هذه ليس حرب بل صراع مسلح شرير بين شريحتين من ابناء شعبنا لم يكن صراعهم من اجل توفير الامن والامان او الحريه والديمقراطيه لابناء شعبنا بل هي معركه بين حليفين قد اشتركا سويا في قمع شعبنا شقيقين رضعا من سلطة القهر ودوله الفساد ….اختلفا وتصارعا على مصالحهم عندما تقاطعت بهم الدروب ….لذا نقولها اليوم وسنقوله غدا لابنائنا وسناكدها للتاريخ باننا لن ننسى ما حدث ولن نغفر للطرفين ما قاما به واننا لن ننحاز لاي منهما ليس حبا في الآخر بل رفضا لهم سويا ولما جلبا لأهلنا من دمار يتحملوا مسئوليته سويا وأصابعهم ملطخة بدماء الأبرياء والأطفال……سننحاز لشعبنا الذي كان ضحيه هذه المجزره ضحية لاقتتال ليس له فيه ناقه ولا بعير.
نقول لهم…..
لن نغفر لكم…………
لانكم قد فارقتم قيم الإنسانية أشعلتم معركه لا تستندوا فيها على اقل معايير الاخلاق الانسانيه التي تجردتم منها وضربتم بها عرض الحائط ….بلا معايير للاخلاق العسكريه التي لها شرف حتى في ميادين الاقتتال و ترفض ان تعرض امن المواطن للخطر والدمار ……
لن نغفر لكم …..
لان قواتكم المتصارعه قد استعملت كل قواتها ومقدراتها دون مراعاه لوجود انسان بريء مسالم سيكون هو الضحيه الاولى والاخيره فاستعملتم الطائرات والمدرعات والاسلحه الثقيله في داخل المدن والمنازل والمدارس والمستشفيات دون مراعاة لابناء شعبنا الذين تساقطوا في داخل منازلهم من بين رصاصات وقنابل وضرب مدافع قد هدت منازلهم عليهم فدفنت بعضهم وهم احياء ….
لا لن نغفر ………
لهم بانهم قد جعلوا من اهلنا وابناء شعبنا دروع بشريه يحتمون بها فانتشروا بين البيوت الامنه يحتمون بها لا يوفرون حمايه لاهلها بل فوق ذلك انفلاتا امنيا للبعض ينشرون الرعب والهلع بين الابرياء يسرقون وينهبون ويعتدون على المنازل وثالثة الاثافي ان من يحاول الهروب باسرته من هذه الجحيم المستعر تصطاده رصاص الغدر الطائش والمقصود احيانا بلا رأفة.
لن نغفر لكم ان الانسان وروحه وامنه وحياته لم تكن في حساباتكم ليعيشوا اهلنا في حصار في داخل منازلهم لا يستطيعون الخروج من مخابئهم للبحث عن ماء أو لقمه عيش مع انقطاع الكهرباء والماء في مساحات واسعه .اما من يحتاج للعلاج فليس هناك سوى مصارعه الالم والمرض في انتظار رحمة ربه بالشفاء او الاستشهاد ليتخلص من هذا العذاب ……..اما المستشفيات التي يستحيل الوصول اليها من مريض او طبيب فانها في حصارها لم تسلم من ايادي البطش والرصاص الطائش الذي لا يفرق بين مستشفى وهدف عسكري لتهدم فوق رؤوس المرضى وحتى التي لم يصلها التدمير والخراب فانها في حصارها قد فقدت كل معينات استمرارها حيث لا ماء ولا دواء ولا علاج ولا طاقم يستطيع ان يدير او ان يقدم الاسعاف والمساعده مما جعلنا نعيش ونشاهد ماسي لمرضى يحملون ادويتهم في اياديهم يتسللون بين الدروب تحت أزيز الرصاص والقنابل فرارا بحياتهم من المستشفى التي اصبحت منطقه حرب وعدوان واخرون يحاول اطباءهم وذويهم الهروب بهم بين مستشفى واخر بحثا عن علاج منقذ للحياه قد انقطع او انعدم في ذلك المرفق فاما يموت على الطريق او على اعتاب مستشفى اخر قد وصلوه فوجدوه خاويا على عروشه يشتكي للانسانيه فقدان كل المعينات لتقديم خدماته.
لن نغفر لكم….
عدم احترام الانسان حيا كان او ميتا لتنتشر الجثث في الشوارع والمناطق المحاصره لايام دون ان تتوفر ظروف حتى ان توارى الثرى حفاظا على كرامتها وانسانيتها.
ماساتنا ليس في جراحنا التي تزيد في كل يوم وليس في معركه بين طرفين ليس امن المواطن احد من اهتماماتهم ولكن ازمتنا الحقيقيه ان الطرفين المتصارعين يقوداننا الى كارثه الدمار الهاويه حيث لا نستطيع ان نحلم بغد فيه أحدهم منتصرا و ان نحلم بأنه سيعيد لنا الامان والطمانينه… فلا نستطيع ان ننحاز على فريق دون الاخر فان انتصار اي من الطرفين لن يقودنا الى الامن والسلام بل سنرى مخالب الشر والسيطره والقمع والضحيه هو المواطن والوطن.
لا نستطيع الانحياز ……..الى جيشنا الوطني رغم ايماننا بان الوطن المستقر يحتاج الى جيش مستقر متوازن ….لكننا في واقع مأزوم جيشنا كان دوما جيش السلطة والسلطان وضد شعبه وفوق ذلك الان يرزح مستلبا و قد سيطرت على مفاصيله خفافيش الظلام ……..رغما عن ذلك فاننا لا نتمنى له الهزيمه لان هزيمته تعني انهيار الدوله والوطن… ولكن الحقيقه لا نستطيع ان نثق فيه حتى نهلل ونتمنى له النصر المبين حيث يكفيه خزيا وعارا أنه الان في السلطه وان الدعم السريع قامت تحت رعايته وحمايته ووفر لها الدعم وسمح لها بالانتشار والتوسع كحليف وقف معها ضد شعبنا وضد ثورته وثروته.
إن التاريخ يؤكد لنا تاريخ الجيش كان سلسلة من حكم عسكري عضوض من القمع و الدكتاتوريات والحروب نعلم انهم ليسوا ملائكة الرحمه بل سيكونوا كما كانو دوما سيفا في رقاب الامنين بل سيكون شعار المحافظه على الامن بابا يتسللون به على السلطه ويستفردون بها وسنجدهم اكثر قسوه بطش وقمع.
لن نحاز للدعم السريع….. فان تاريخهم وانشاؤهم ومكوناتهم لا تحتاج منا الى كثير عناء لنعرف من هم ومن كانوا و كيف سيكونون .نعلم ان ليس من اهدافهم الدفاع عن قيم الحريه والمساواه حتى ولو رفعوا شعارات انحياز للشعب وللديمقراطيه فهي شعارات نعلم انها مبذوله في صراع المصالح فارغة المحتوى ليست لها معنى وبعيده عن الصدق لا تتناسب مع تركيبه قواتهم وعقيدتهم القتاليه والاهداف التي قاموا من اجلها.
لن ننحاز….. لاي من الطرفين ولا نريد لطرف ان يسحق الآخر لاننا وان اختلفنا مع الاثنين لا نستطيع ان نتجاوز حقيقه ان الدم السوداني واحد وان الموتى هو خساره للشعب السوداني بغض النظر حدوثه من اي الاطراف وان الدمار هو دمار للوطن مهما كان موقعه او الذي تسبب فيه….بل نريد أن تتوقف المجزره الان
اننا في خلاصه الامر لن نغفر لهم مهما طال الزمن ولن ننحاز لاي منهم… لن نغفر لهم ولن ننحاز اليهم لان الطرفين مسؤولين عن هذا الخراب ولن نغفر لهم الاستهانه بارواح شعبنا ولن ننحاز لاي طرف منهم لانه لا يوجد فيهم من سيعيد الامن والامان لشعبنا لا نثق في وعودهم ولاتاريخهم ويكفي ما يعكسه لنا الواقع ما صنعوه من ماسي ودمار وخراب وإستهانة بالوطن وارواح اهلنا الطيبين.
إننا مهما طالت المعارك سنجعل من عدم نسياننا قاعده نبني بها مستقبلنا وتجربه نتعلم منها حتى لا تتكرر مثل هذه الكارثه مره اخرى …………لن ننحاز لاي طرف لاننا نعلم انهما وجهان لعمله واحده نقول لهم قمتم سويا رضعتم سوي من دوله القهر والافساد وتحالفتم ضد شعبكم بالقتل والقهر والانقلاب على السلطه المدنيه …………
سننحاز لشعبنا الذي لا يريد الا ان يتوقف القتال اليوم وان لا تراق
نقطه دم واحده بين المتقاتلين او ابناء شعبنا الابرياء وان يجلس الجميع في مقاعد التفاوض ليس لايقاف القتال فقط انما للحديث عن كيفيه معالجه جذور الازمه المتمثله في انغماس العسكرفي السلطه والاستحواذ على مصالح اقتصاديه واجتماعيه وسياسيه يريدون السيطره عليها …..ويجب عليهم ان يعلموا ان ذلك لم يقود بلدنا الا للقتل والدمار والخراب واننا لن نسمح بتكرار ذلك ان عدم غفراننا لما تم والجرائم التي حدثت ستكون هادينا لان يكون الحل الوحيد الذي ننحاز اليه
هو دوله الديمقراطيه
هو دوله المؤسسات
هو دوله القانون التي فيها كل الافراد كل الشعب ومؤسساته من عسكر ومدنيين تحت سيطره القانون احتراما والتزاما في دوله مدنيه فيها جيش واحد يتم فيه دمج كل التنظيمات العسكريه والمليشيات في داخل مؤسسه واحده قوميه هدفها احترام المواطن حمايه امنه وسلامه وحمايه الوطن تحت مظله قانون يراعي حقوق الانسان ويحافظ على كرامه ابناء شعبنا ولا يجعلها فريسة وضحية لمن يملك السلاح بلا سلطان ولا رقيب.

الوسوم -د.-مجدي-إسحق

التعليقات مغلقة.