قطتي نوقة

قطتي نوقة
  • 13 يوليو 2023
  • لا توجد تعليقات

د. صلاح خليل

مدخل
في الصف الثاني بمدرسة عمارة الاولية (شمال مدينة وادي حلفا وجنوب مدينة عبري مباشرة بالولاية الشمالية) دخل علينا الاستاذ الجليل شرف الدين محمد شريف مدير المدرسة آنذاك في حصة العربي وانشد على مسامعنا نشيد قطتي سميرة :
لي قطة صغيرة
سميتها سميرة
تنام في الليل معي
وتلعب باصابعي
بشعرها الجميل
وذيلها الطويل
ولا تخاف مني
لاني لا اضربها
حفظنا ذاك النشيد في نفس الحصة وما زلت احفظه..


سميرة كانت قطة منهج المطالعة والاناشيد..
وكانت لي قطة صغيرة في منزلنا بجبرة… كنا نتسابق في اطعامها.. كنا نحبها وتحبنا وكانت تنام معي وتلعب باصابعي وكنت لا اضربها… سميناها نوقة.. عندما هربنا من ويلات الحرب اللعينة تركنا ما تبقى في الثلاجة من اكل لها في ركن من اركان راكوبة المنزل
وعندما خرجنا بعفشنا جرت خلفنا وهي تموء مواء حزينا وعندما اغلقت باب الحوش قفزت الى اعلى سور المنزل وهي تموء… تحركت المركبة التي اقلتنا الى قندهار ونحن نلوح بايادينا مودعين قطتنا نوقة ومنزلنا وما فيه (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) حتى اختفت عن انظارنا…
ماذا فعلت بك الوحوش قطتي
ماذا فعل بك جنرالات الحرب اللعينة قطتي نوقة…
تلك القطة اوحشتنا واحزننا فراقها فكيف فراق الاحبة
وفقدان عزيز
كيف يكون حزن من فقد فلذة كبده وكيف يكون حزن من ترملت او من تثكلت وكيف يكون حزن من فقد ما بناه في سنين الغربة واغترب مجددا واصبح بلا وطن..
اللهم رد الينا السودان وردنا اليه سالمين غانمين..
ولكم احبتي كل الود.

التعليقات مغلقة.