الجبهة المدنية: آليه لإنهاء الحرب وإكمال الثورة أم آلية للمشاركة في العملية السياسية؟

الجبهة المدنية: آليه لإنهاء الحرب وإكمال الثورة أم آلية للمشاركة في العملية السياسية؟
  • 20 أغسطس 2023
  • لا توجد تعليقات

ياسر عرمان

إلى شعبنا: ( مد الخطوه وأمشى، تلقى الصعب فات)
( لما الدنيا تبكينى باقول دى مصيرها مبتسمة )
( طعن الخناجر ولا حكم الخسيس في) أحمد فؤاد نجم شاعر للفقراء مصرى .

♦️تبذل قوى وشخصيات ديمقراطية جهد مقدر فى محاولة توحيد المدنيين، ولكى تلتف قوى الثورة حوله ويحظى بالنجاح نحتاج أن نسبر غوره بمزيد من الحوار والنقاش المثمر والمنتج دون تربص أو تخوين .

♦️طريقان يتقاطعان فى بناء الجبهة المدنية طريق يحسبه الظمآن ماء يخضع بناء الجبهة المدنية ويكيفها وفق متطلبات العملية السياسية، بما فى ذلك التعجيل بقيامها كتجميع شكلى للقوى المدنية وبمحتوى لا يبعد كثيرا أو قليلا لللحاق بسوق العملية السياسية ، وطريق آخر فى السعى لبناء جبهة مدنية كفاحية ونضالية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة واكمال مهام الثورة و مخاطبة جذور الأزمة وهنا فإن القيادة للشعب وقواه الحية فى جبهة مدنية وطريق صعب . إن نجاح بناء الجبهة المدنية شرط لإنجاح العملية السياسية بشكل مترابط وعضوى يكمن فى إختيار الطريق الثانى، رغم تعقيداته .
♦️الإنقلاب والحرب وجهان لعملة واحدة مصممة لإنهاء ثورة ديسمبر وإغراقها فى الدماء من قبل الفلول .

♦️طرح منبر جدة أطروحة وقف الحرب أولا ثم العملية السياسية ثانيا بمشاركة المدنيين، وهى أطروحة صحيحة فى تصميم عمليات السلام على طريقة وقف النزيف أولا ثم تشخيص المرض ومعالجته بعد ذلك ، ومن هنا تكاثرت الدعوات لبناء جبهة مدنية لمتطلبات العملية السياسية وهى قضية ذات سمات ومحتوى مختلف عن الجبهة التى تساهم فى إنهاء الحرب وتأسيس وبناء الدولة وإكمال الثورة وهى عملية نضالية ذات صله بثورة ديسمبر وإنجاز مهام الثورة السودانية عموما.
♦️إنهاء الحرب وعودة الحياة المدنية رغبة نبيلة تستحق الدعم والتأييد، لكن السؤال كيف تنتهي الحرب؟
ولمصلحة أى قوى إجتماعية؟
ووفق أجندة من ؟
وهل سنعيد النظام القديم ام نبنى نظاما جديدا ينهي الحروب؟
♦️تم تقسيم العمل بشبه إتفاق إقليمى ودولى بين منبرى جدة والإيقاد والإتحاد الأفريقي، بأن يتولى الأول وقف الحرب والثاني وحدة المدنيين فى إطار العملية السياسية وتشكلت كثير من المبادرات الداخلية والخارجية لتوحيد المدنيين لللحاق بالعملية السياسية بأكبر صف يتم تجميعه من القوى المدنية، والقوى المدنية ليس بالضرورة قوى الثورة والتغيير ، فهى عبارة بلا ضفاف تحتاج إلى ضبط وإحكام بما ذلك السؤال الهام حول من سيشارك فى إجتماع ٢٥ أغسطس ٢٠٢٣ الذى كان ينوى الإتحاد الأفريقي قيامه حتى قبل وحدة القوى المدنية نفسها، وحسنا أنه لن يقوم فى مواعيده دون تحضير كافي .

♦️يجرى الحديث عن توحيد المبادرات المدنية فى ٨ سبتمبر، السؤال على أى أساس؟ ووفق أى صيغة؟ وما هى القوى المكونة للوحدة ؟ وهل هو عمل من أعمال العملية السياسية؟
أم لتوحيد الحركة الجماهيرية ضد الحرب وتأسيس الدولة وإكمال مهام الثورة فعلا لا قولا !

♦️ تجرى محاولات خجولة وبعيدا عن الأضواء لضم واجهات ذات صلة بالمؤتمر الوطني المحلول والفلول، وهم إن لم يجدوا الميرى لا يستنكفون التمرغ فى ترابه .
♦️مكافأة المؤتمر الوطني على حربه مستيحلة ولن تنتج سلاما ، وهنا لا نقف ضد أى إسلامي إن وقف مع الحكم المدني وضد الحرب أينما وجد، والمؤتمر الوطني على كل حال ممثل مع أحد أطراف الحرب ودفع الله الحاج على هو الذى يقود أجندة المؤتمر الوطني بإسم ما تبقى من الدولة يساعده بخارى غانم أفندى الإسلامي وكادر الأمن من الدويم فى الخارج وفى الداخل أساطين المكر من البشير وعلى عثمان والجاز وهارون وكرتى وغيرهم ، فإنهاء الحرب بالفعل يجرى مع الإسلاميين الذين يسعون للدخول بصرفتين مع أحد أطراف الحرب وفى الجبهة المدنية إن أمكنا .
♦️وحدة القوى المدنية يجب أن تعنى فى الأساس وحدة قوى الثورة والتغيير قبل أن نصل إلى العملية السياسية، والعملية السياسية فى ظل الحرب ( عصيدة ملاحها فى الريف) فالمؤتمر الوطني يسعى لإطالة أمد الحرب وتحويلها الى حرب أهلية شاملة ويجب التصدى له .
♦️للوصول لعملية سياسية ذات جدوى يجب الفصل بين قيام جبهة مدنية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة وإستكمال الثورة كتطور لازم لإستنهاض الحركة الجماهيرية وثقتها فى قدراتها فى مواجهة الحرب والفلول معا بضم كل الراغبيين فى إنهاء الحرب وإستكمال الثورة .
♦️الجبهة المدنية هى إنتقال من صيغة ٢٠١٩ والحكومة الإنتقالية ومن ثم مناهضة الإنقلاب التى إنتهت فى ١٥ ابريل٢٠٢٣ بإندلاع الحرب إلى مرحلة ثالثة تضم قوى الثورة والتغيير ومناهضى الحرب دون ترك ثورة ديسمبر خلفنا ومكافأة الفلول والقوى الخارجية التى تدعمهم ، واى حل نئ سوف يرجعنا للنار مرة أخرى .
♦️تأسيس الجبهة المدنية ترياق ضد اللتق والتلفيق والتوفيق وإعادة إنتاج النظام القديم بمخاطبة جذور الأزمة وحتى لا تصبح قوى الثورة كالأيتام فى موائد اللئام فى أى عملية سياسية تصمم على شاكلة سوق عكاظ ومؤتمر كنانة و مؤتمر الحوار الأول والثاني ومؤتمر سلام روتانا وحتى لا نكافى الفلول على حربهم، وسردية حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ هى حرب الفلول وإم حروبهم الطويلة ضد الشعب السوداني.
♦️ أخيرا المبادرات الإقليمية والدولية تجد الترحيب والتقدير منا جميعا دون إستعجال أو تباطؤ ودن مزايدة أو تفريط ،فالتعويض والعوض الوحيد لما لحق بشعبنا من خسائر ودمار وإنتهاكات هو فى تغيير الإتجاه واستدامة الحلول ببناء دولة جديدة ديمقراطية للمواطنة بلا تمييز وتأسيس جميع المؤسسات بشكل مهنى غير محزبن وعلى رأس ذلك بناء القوات المسلحة.
سيكون شعبنا يوما ما يريد .
١٧ أغسطس ٢٠٢٣

التعليقات مغلقة.