لعنته أصابت أعظم مشروع وطني

السودان وطن أفقره النفط

السودان وطن أفقره النفط
  • 19 أبريل 2018
  • لا توجد تعليقات


لا أدري إن كان الخبر المتداول عبر الاسافير عن اكتشاف أكبر حقل نفطي في العالم داخل حدود ولاية النيل الابيض صحيحاً أم مجرد أكذوبة مشابهة لما أشيع عن بحيرة بترولية في ولاية الجزيرة هي السبب الخفي وراء تعجيل الولايات المتحدة الأميركية برفع حصارها عن السودان، واستعجالها التطبيع الكامل، وترفيع تمثيلها الدبلوماسين؛ لأن بحيرة بترول الفخاخير بولاية الجزيرة كنز لا تستطيع أميركا تجاهله أو تركه لتصل إليه دولة أخرى.

? وبما أنني علي قناعة تامة بأن المتداول عن الاكتشافات النفطية الضخمة التي وصلت الي مرحلة الادعاء بأن ولاية النيل الابيض تحتضن أكبر حقل نفطي في العالم ترويج مقصود لتحقيق أهداف محددة، وهو ترويج لا يفيد السودان، وإنما يجلب اليه المزيد من الضرر، حتي ولو كانت المعلومات المتداولة صحيحة، وأن النيل الابيض تحتضن أكبرحقل نفطي في العالم، وكذلك ولاية الجزيرة تمتلك بحيرة بترولية في منطقة الفخاخير؛ لأنه لا فائدة من النفط حتي لو اكتشف كل مواطن بئرا للبترول داخل منزله.

? مراجعة بسيطة نستطيع إقناع من يخالفنا الرأي أو يعترض على ادعائنا أن السودان وطن أفقره النفط…فالوثائق والوقائع تثبت أن السودان قبل النفط كان أفضل اقتصادياً واجتماعياً. أولاً كان أغني دول إفريقيا والعالم العربي… وقبل النفط كان وطنا واحدا فقد تسبب النفط في اشعال الحرائق والتعجيل بأنفصال الجنوب… وبعد النفط اصيب السودان بفساد الثروة والسلطة.

فالنفط بعائداته الضخمة قد شجع المتربصين بمشروع الجزيرة (أكبر مشروع زراعي متقدم علي وجه الأرض) علي تنفيذ أكبر جريمة ارتكبت في حق السودان، وهي تدمير مشروع الجزيرة العملاق، وقدكانت عائدات النفط سبباً مباشراً في ازدياد معدلات الاعتداء على المال العام، واستشراء ظاهرة الفساد، وظهور أخطر مهددات الأمن والاقتصاد، كالمضاربات وتجارة العملة والتهريب والتجنيب وغيرها من ثقافة التحايل والتحلل ..وتصاعدت وتيرة الضرر حتى أصبح السودان بلداً مفتوحاً للأجانب ينقبون عن ثرواته، ويهربون ذهبه، ويشترون محصولاته، ويصدرونها لصالحهم، كما تعددت الجرائم الاجتماعية التي ترتبط بثقافة الضرر، وهي ثقافة مرحلة ما بعد اكتشاف النفط.

? وقد يتساءل بعضكم عن ادعائنا واتهامنا للنفط بأنه سبب مباشر للفقر في السودان، مع العلم أن النفط ثروة مثل أي ثروة أخرى كالزراعة و الصناعة أو الثروات الأخرى يزيد من دخل الوطن والمواطن فكيف تكون زيادة الدخل فقراً؟

والسؤال صحيح تماماً، ولكن ما يحول النعمة إلى نقمة، والثراء إلى فقر هو ضعف الإعداد والاستعداد، وغياب الرؤية الواضحة لضبط حركة الأموال واستثمارها فيما يفيد…فقد كان متاحاً أن توظف عائدات النفط في تطوير الزراعة والصناعة كموارد دائمة ومتجددة بدلاً من تجاهلها، والاعتماد على عائدات النفط.

واذا كانت عائدات النفط اقرب للاموال السائبة… فإننا بلا شك نكون وقعنا فيما هو متعارف عليه.. وهو أن المال السائب يعلم السرقة..وهو ضرر جلب معه سلسلة من الأضرار وتسبب في ظهور مجموعة من المتنفذين الأشرار.

? ويكفي من لعنة النفط أن الدين الخارجي ارتفعت معدلاته إلى مستويات قد تعوق حصول السودان على قروض أو الدخول في شراكات جديدة، وتلك من أخطر حالات الإفقار…

التعليقات مغلقة.