فى ذكرى بدر وأبا الأولى

“الكرامة الإنسانية”

“الكرامة الإنسانية”
  • 02 يونيو 2018
  • لا توجد تعليقات

عبدالمحمود أبّو

من الأحداث التي تحيي ذكراها هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد في رمضان؛ ذكرى واقعتي بدر الكبرى وأبا الأولى؛ لما فيهما من دروس وعبر، ولتشابههما زمانا وأهدافا وعددا؛ وبما أن التضحية بالروح من أسمى درجات التضحية؛ فإن المقصد الكلي للمعركتين هو صيانة الكرامة الإنسانية؛ والظروف التي تمر بها بلادنا وأمتنا تقتضي إعلاء هذا الجانب عسى أن نساهم فكريا وروحيا في استنهاض الهمم والتغيير للأحسن.

الكرامة الإنسانية أصلها قوله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” وهي تقوم على سبعة ركائز:

الركيزة الأولى: الحرية: حرية الإنسان من أهم ركائز الكرامة الإنسانية؛ قال تعالى: “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.

الركيزة الثانية: صيانة العقل واحترام استنتاجاته: ففي قصة إبراهيم ومنهجه في التفكير عبرة لأولي الألباب؛ قال تعالى: “وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين …”إلخ .

الركيزة الثالثة:المسئولية الفردية: قال تعالى: “وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا” وقال تعالى: “ولا تزر وازرة وزر اخرى”.

الركيزة الرابعة: العدل: حيث حرم الله الظلم على نفسه وحرمه على العباد؛ وقال تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى…”.

الركيزة الخامسة: المساواة: فالناس كلهم لآدم وآدم من تراب. قال تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم “.

الركيزة السادسة: إحترام خصوصية الإنسان: قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا..”إلخ وقال صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه”.

الركيزة السابعة: الشورى: فالله سبحانه وتعالى جعل الشورى خصيصة من خصائص المسلمين لإدارة شؤونهم الخاصة والعامة؛ قال تعالى: ” وأمرهم شورى بينهم ” وقال تعالى: “وشاورهم في الأمر” ومن فوائد الشورى:

– الإسترشاد بكافة الآراء
– معرفة مواقع الخلل
– تحقيق الألفة بين الناس
– محاصرة الإستبداد
– الإهتداء إلى الرشد

بمراعاة هذه الركائز تتحقق الكرامة الإنسانية؛ وتتمكن الأمة من القيام بواجب الاستخلاف؛ وتختفي مظاهر الظلم والقهر والتخلف والجهل والعدوان.
قال تعالى:”قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين”

* الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد

التعليقات مغلقة.