الشيخ الحوار لأهل الإنقاذ: كفوا عن المكابرة واستمعوا لأهل السودان

خطيب مسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي: الثورة شبابية خالصة ومطلبها رحيل النظام دون قيد أو شرط

خطيب مسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي: الثورة شبابية خالصة ومطلبها رحيل النظام دون قيد أو شرط
  • 11 يناير 2019
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم- التحرير:

ألقى أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار الشيخ محمد الحوارمحمد خطبة الجمعة اليوم (11 يناير 2019م)بمسجدالإمام عبدالرحمن بودنوباوي 2019/1/11م، قال فيه: “هناك منكر كبير، وإثم عظيم، بسببه تكون المصائب، وتحل النقم والجرائم، ويجد الظالم فيه مبتغاه، ويضيع العدل وتضطرب حياة الشعوب، وتنفجر النفوس غيظاً وكمداً منه:
إنه منكر الظلم ، الذي هو ضد العدل، وهو وضع الشيء في غير موضعه: ولأجل كثرة مضار الظلم، وعظيم خطره، وتنوع مفاسده ،وكثير شره؛ حرمه الله علي نفسه ،وحرمه بين عباده”، متشهداً بالحديث القدسي: (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)، ثم أوضح: “حرمه على نفسه جل وعلا لأنه اعدل العادلين، وأحكم الحاكمين، وحرمه بين عباده ليحفظوا بذلك دينهم، وليصلحوا آخرتهم ، ويتعاون العباد على ترك الظلم ومقاومته، وليؤدوا الحقوق لله وللخلق”.

ونبه إلى أن “سير الماضين و أنباء السابقين، من الذين بغوا واستبدوا في الأرض، ومن الذين استبدوا في هذا العصر وساموا شعوبهم سوء العذاب،كم لنا في قصصهم من عبرة، وكم فيها من دلالة وحجة واضحة علي عاقبة الظلم والطغيان، ونهاية الطغاة والمستبدين، فكيف كانت عاقبتهم؟
فها هو فرعون مؤسس منهج الاستبداد، حينما علا في الأرض وجعل الله شيعا يستضعف طائفة منهم، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم؛ حتي نسي أنه بشر فاستعظم نفسه وادعى الربوبية فكانت نهايته”، كما أخبرنا سبحانه وتعالى في محكم تنزيله.

وأشار الشيخ الحوار إلى أن ذكر ما سبق ليقول: “إن كل نظام قام على الاستبداد والقهر، فهو إلي زوال، وإن الظلم مشين،لا يبقى معه ملك،ولا تجري معه حضارة،والعدل زين يديم الملك –ويامن معه الحاكم والمحكوم ،وتطمئن به النفوس، ويدوم معه الملك ولو كان علي غير ملة الإسلام، قال تعالي:” وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”.

ووجه رسالة إلى أهل الإنقاذ مفادها: “عليكم اليوم قبل الغد أن تتعظوا بمن سبقكم ،وعليكم أن تكفوا عن المكابرة والعناد، وتستمعوا لصوت أهل السودان الذي قال: لا لحكمكم،الذي أذله وأذاقه مر العيش وقسم وطنه وأهان كرامته،فالله ينتزع الملك انتزاعا وهو يمهل ولايهمل، فاتركوا الحكم”، ثم قال للثوار: “ونقول لكل المقاومين للظلم: لاتهولنكم قوة الطغاة، ولا كثرة عتادهم، فإن عاقبتهم حسرة ونهايتهم ذل وإهانة، فالطغاة كلما اشتدت وطأتهم، وتعاظم شرهم؛ كان ذلك إيمانا بقرب زوالهم؛ فهذه سنة الله التي تجري على كل الطغاة؛ ولن تجد لسنة الله تبديلا”. ”

وأوضح الشيخ الحوار في الخطبة الثانية “أن الوعي القومي بدأ يتشكل في السودان؛ وجاءت الأحداث لتؤكد ماذهبنا إليه”، ولخص ذلك في الآتي:
أولا: كل فبركة يطلقها النظام، يواجهها الشعب السوداني بشعار وطني يؤكد وعي الشعب؛ فعندما حاول النظام أن يصبغ على المظاهرات صبغة عنصرية؛ واجهه الشعب بشعار: ” ياالعنصري المغرور، كل الوطن دارفور “…

ثانيا: هذه الهبة شارك فيه كل السودانيين، وخاصة الشباب الذين وُلِدوا في عهد الإنقاذ؛ فهي ثورة شبابية خالصة؛ .. لا فيها مندسين ولا مأجورين، ولا عملاء ، كما يدعي النظام! ..
ثالثا: تصريحات قادة النظام تؤكد أنهم لا يفهمون الإسلام كما نفهمه، ولا يعرفون الوطن كما نعرفه، ولا يعرفون السودانيين على حقيقتهم، ولا يشعرون بمعاناة أهل السودان..
رابعا: مدينة أم درمان البقعة المباركة تزينت بلوحة شبابها بكل الألوان؛ وردت سريعا بصورة غير مسبوقة؛ على الحشد الضرار المدفوع القيمة، الذي نظمه المنتفعون من النظام؛ وأعادت صورة موكب الإمام المهدي وهو يدخل الخرطوم قبل مائة وثلاثة وثلاثين عاما؛ وصدق شاعرنا عابدين عند وصفه لأم درمان بقوله:
بتقوى الله وَضَعْ سَاسِكْ عَلَى الأَقْطَارْ رَفَعْ رَاسِكْ
تَآلَفُوا كُلّ أَجْنَاسِكْ مَحُوا ظُلْمِكْ وَأَدْنَاسِكْ
مُوَفَّقْ شَعْبُو مُتْمَاسِكْ خَلَّى الطُّغْيَانْ يَخَافْ بَاسِكْ.
خامسا: نترحم على أرواح الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن، ودفاعا عن كرامة المواطن، ونتمنى الشفاء للجرحى، ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين فورا؛كما ندين العنف والتعدي الذي حصل للمرضى والأطباء والعاملين ، بمستشفي أم درما ن ونعتبره جريمة في حق المرضى والأطباء والعاملين..
سادسا: نقول للنظام لن تُجدِي كلُّ المُحاولات المُخَدِّرة، ولا التهديدات الجوفاء؛ فأهل السودان كلهم أحفاد النور عنقرة؛ الذي قال عنه ود سعد:
النُّورْ عَنْقَرَا جُرْعَتْ عَقُودْ السَّمْ دَاخِلْ فِي المَحَاصْ يَضْحَكْ وَيَتْبَسَّمْ
جِسْمَهُ بِالرُّصَاصْ بِحَالِهِ مُوَسَّمْ الرُّوحْ سَبَّلاَ إِلاَّ الأَجَلْ مَا تَمْ”….

سابعا: بدأ الحراك مطلبيا، ثم تطور إلى تشكيل رأي عام، اتفق عليه كل أهل السودان، يطالب بوضوح تحقيق المطالب الآتية:
* رحيل النظام دون قيد أو شرط.
* استعادة الشعب السوداني لإرادته المسلوبة؛ ليقرر مصيره كما يشاء.
* إزالة التمكين الحزبي وبناء دولة الوطن.
* قيام حكومة قومية إنتقالية تقوم بالآتي:
– تتولى الانتقال السلمي للسلطة من هذا النظام الفاسد.
– تستعيد أموال السودان المنهوبة.
– تحقق السلام في ربوع البلاد.
– تنصف المظلومين وتعاقب الظالمين.
– تستعيد علاقات السودان الخارجية وفق المصلحة الوطنية والاحترام المتبادل.
– ترفع عن السودان العقوبات المفروضة عليه بسبب سياسات النظام.
– تشرف على قيام مؤتمر قومي دستوري يحسم قضايا الوطن المصيرية.
– تشرف على انتخابات حرة نزيهة؛ ليقرر الشعب كيف يُحْكَم ومن يحكمه.
وإن شاء الله سوف نصلي على الشهداء صلاة الغائب عقب هذه الصلاة على شهداء الوطن”.

وختم خطيب الإمام عبدالرحمن بودنوباوي: “اللهم إنك تعلم أن أهل النظام قد طغوا وبغوا وتجبروا وعاثوا في الأرض الفساد، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إن أهل السودان يقولون مع نبيك نوح: “رب إني مغلوب فانتصر”، ويقولون مع نبيك موسى عليه السلام: ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم،ونقول مع نبيك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: “اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم”. اللهم أحقن دماء أهل السودان وهيء لهم مخرجا آمنا يا رب العالمين، اللهم أرم الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين”.

التعليقات مغلقة.