رسالة للسيد / الصادق المهدى من محب: العودة للثورة أقوم

رسالة للسيد / الصادق المهدى من محب: العودة للثورة أقوم
  • 01 يونيو 2019
  • لا توجد تعليقات

السفير صلاح محمد أحمد

لا أنكر أننى ظللت منذ مدة أدافع عنك في كل مكان، نافيا ان تكون نرجسيا، تريد ان تدور الاحداث حول شخصك، ومتصفا بالتردد دائما في اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت الملائم، وكان دفاعي ينصب بأنك كما وصفك مؤيدوك “أمل الامة” في اعطاء النموذج للسوداني الانسان الذي يحترم الاخر المختلف فكرا، والرافض للتنكيل به.

وكنت ساردا لما تعرضت له من سجن و ملاحقة وابعاد ابان السنوات الاولى من حكم مايو.. وبأنك لم تكن في لحظة من اللحظات مشاركا أو داعما لما حصلت من مجازر طالت حزبك واستشهاد عمك وعدد من الانصار.

وكنت وما زلت ادافع عن مشروعك النهضوي الذي اسميته (الصحوة الاسلامية) طالما ان الدعوة تأتى بالموعظة الحسنة وعدم اكراه الغير المخالف، و قد اثريت الفكر السوداني بمؤلفات ستظل خالدة لنا والاجيال القادمة.

وبعد الانقاذ تعرضت للتعذيب، والابعاد بل لمحاولات خسيسة لاغتيال شخصيتك، ورغم ما اعتراك من ظلم كانت مساعيك العدة لاصلاح ذات البين بالهجرة – تهتدون- والعودة – تفلحون، وما بين الهداية و الفلاح قواسم تأرجح روح التسامح و الانسانية و تبعد الكراهية والغل.، وأجريت سلسلة من اللقاءات تمت في جيبوتي و اسمرة و جنيف لكسر حدة المواجهة ، ايضا لقناعة مزروعة بداخلك بأن فى الانسان نزعة خير ربما تعود بالمعاملة الحسنة.

وكنت دائم القول بأنك ظللت مؤمنا (بالجهاد المدني) السلمى أسوة بنموذجين:- المهاتما غاندي ونموذج نلسون ما نديلا، شارحا لمن يتهمونك بالتقاعس والتردد بأن لديك احساس بأن مالا يتم بالأساليب الخشنة يمكن انجازه بكسر جدار التصلب والعلاقات الانسانية ولاسيما وللسودانيين خصوصية مميزة في هذا المجال.

وقد عاصرت مع زملاء لي بوزارة الخارجية فترة الديمقراطية الثالثة، وكنا شهود عيان ما عانيته كرئيس للوزراء حين اعلنت على رؤوس الاشهاد انك ضد قوانين الحدود التي طبقت فى الوقت الخطأ على اساس انها شوهت صورة الاسلام.

وقد كان تحالفكم مع الحزب الاتحادي الديمقراطي محفوفا بكثير من التوجس وعدم الثقة، اضافة الى ان من عين نائبا لك لم يكن على قدر التحديات والمهام التى تحتاجها البلاد، لتبدأ لعبة و ضع التروس ازاء ما يقترحه طرف على الطرف الآخر، فجاءت مقاطعة الاتحادي لاجتماع كوكادام الذى ضم كل قوى الانتفاضة والحركة الشعبية.. وكانت مقررات و ِتوصيات ذاك الا جتماع كفيلة بحل الكثير من المشاكل. ووقف الاتحادي مع الجبهة الاسلامية فى خندق واحد لتصبح الحصان الاسود في لعبة الكراسي السياسية، وحين جاءت اتفاقية الميرغني- قرنق- بتجميد قوانين الحدود.. والتى لم تخرج من دعوتك الاولى حين تبوأك رئاسة الوزراء، وشهدنا انك في نهاية المطاف لم تكن معارضا للاتفاقية.

كنت اقول بان سعة صدرك وابمانك بالرأي والرأي الآخر جعلك لا تحاول كبح جماح اعلام فاجر بدأ ينال من رموز الحزبين ورغم احتجاجات الكثيرين كنت دائم القول بأن الشعب هو الذي سيقاطع الاسفاف …مرة اخرى غلبة روح التسامح بدلا من التشفي.

وفي موجة الدفاع عنك كنت اسمع من بعض القياديين بالحركة الاسلامية انك تفضل اليساريين على الاسلاميين وأنفى ذلك لعلمي بأنك لا تعادي أحدا، وماكنت أدهش ابان الديمقراطية الثالثة ان أجد الراحل محمد ابراهيم نقد دائم الحضور في القصر الرئاسي بمكتب السيد الصادق لدرجة جعلت قريبي الراحل البروف فاروق كدودة بسخريته المعهودة يقول ده نحنا بقينا الحزب الشيوعي جناح الصادق.

وحين جاءت هذه الايام فرية انك تبيع الثورة وتستهتر بدماء الشهداء، وهاجمت الحزب الشيوعي واصفا اياه بالحزب المنبوذ الذي لن يحصل على مقعد واحد، قلت قد يكون قد انتقدت عدم الاتفاق على تكوين لجنة قومية…لتتحدث باسم قوى الحرية و التغيير، متهما بعض اليساريين بإصدار القرارات دون موافقة الجميع، ولا استبعد بأن سعة خيال الاعلامي يمكن ان يضيف لهذه الرؤية ما يتناسب و قناعاته.

افهم تماما سعيك ان لا تصل العلاقات بين المجلس العسكري والثوار الى مرحلة كسر العظام.. وفي اعتقادك ان ما تم الموافقة عليها تعتبر نجاحا… يجب البناء عليه، لكن ما اود الخلاصة اليه بأن الثورة نريد اخراج السودان من سيطرة نظام قديم سيظل يكرر انتاج ما عانيت منه، ولم يعد انتهاج سياسة المهادنة تجدي.. والثوار يسعون لبناء ارضية صلبة لديمقراطية راسخة ….. تكون انت من أكبر المستفيدين منها، فلا تحرم شباب حزبك والشباب عموما لخلق عالمهم الجديد.

salahmsai@hotmail.com

التعليقات مغلقة.