قطار عطبرة.. سودان بكرة أحلي

قطار عطبرة.. سودان بكرة أحلي
  • 23 أغسطس 2019
  • لا توجد تعليقات

عطيات عبدالرحيم

كان يوم السبت الموافق (17 أغسطس 2019م) يومآ تاريخياً فى حياة الشعب السودانى بوجه عام وبصفة خاصة أجمل يوم فى عمرى منذ انتفاضة ٦ أبريل عام ١٩٨٥م، وبمقارنة فرحتى فى ذلك اليوم فإن سعادتى لا توصف بفرح السودان الحالى بعد توقيع الاتفاق بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري.

وبعد ان تمت امور الرسميات والبرتكولات الفرحة والسعادة الحقيفية كانت وسط الجماهير فى كل انحاء وشوارع العاصمة المثلثة، وسبحان ألله ومن نفس المكان اللذى انطلقت منه فرحتى يوم انتفاضة ابريل على قضبان السكة حديد بالخرطوم، كنت على موعد هذه المرة ايضاً فى انتظار قطار عطبرة، ويا له من منظر مهيب.. مواكب وبشر من كل الاتجاهات التقوا بعضهم فى هذه البقعة المباركة، والكل يهتف بشعارات الثورة.. الصغار قبل الكبار والمرأة قبل الرجل، اما الشباب فحدث عنهم ما تشاء، فمهما تحدثت عن وطنيتهم، وحماسهم، ومدى حبهم للسودان فلن اوفهم حقهم فهم صانعو الثورة، وقدموا لها مهراً غالياً.

ثم جاء فطار عطبرة ومنذ وهلة قدومه الاولى أعاين للالاف القادمين داخل واعلى القطار بعيونى، ولكن روحى كانت تحلق فى الفضاء بفرحة عارمة، ولم اتمالك نفسى لا من الدموع ولا من الهتافات، وهى تطلع من حنجرتى بهزة طرب بكل جسمى، ويدى اليمنى تلوح لهم بعلم السودان، واليسرى تلوح بعلامة النصر.

من قبل كنت شاهدت وقرأت وسمعت كثيراً عن جمال وروعة قطار عطبرة لدعم الثوار، ولكن من حضر ليس كمن سمع، فشكراً لك ياربى أنى حضرت هذه الساعات التاريخية، ثم كان زحف الجميع إلى ساحة الحرية، وكل مجموعة التقت سوياً دون سابق معرفة منهم من ركب البصات والحافلات والعربات الخاصة، وكثيرون قطعوا المسافة من شرونى للساحة مشياً على الأقدام ملوحين بالأعلام وعلامات النصر والهتافات لا تهدأ ابدا.

وانا لتقدم سنى ركبت مع مجموعة من الشباب فى عربة بوكس ومن شباكه اخذت الوح بالعلم، وجبنا كل شوارع الخرطوم ٣ والخرطوم ٢ والعمارات حتى وصلنا ساحة الحرية بعد أكثر من ثلاث ساعات، وعند البوابة وعلى طول سياج الساحة ملايين من البشر يهتفون ويرقصون فرحاً فى منظر بديع يجعلك تطمئن على وحدة الشعب السودانى وانهم على قلب رجل واحد، وربنا يديمها علينا نعمة ولا يدخل بيننا الشياطين اياهم، ناس فرق تسد، ومن داخل الساحة بدأت الاحتفالية بإطلاق الألعاب النارية غى سماء الساحة، وعلى البعد كان المسرح، ومنه بدات الكلمات والهتافات تعلو وتعلو الى ان وصلت عنان السماء، مع دعواتى بادامة الفرحة والنصر لشعبنا المناضل الصبور ،وان يجزيه بكل الخير والرخاء تعويضاً عن سنوات القحط والفقر.. واكيد سودان بكرة احلى.

التعليقات مغلقة.