حميدتي يسلم جبل عامر للحكومة

حميدتي يسلم جبل عامر للحكومة
  • 22 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

د. يوسف السندي

إعلان تسليم قائد قوات الدعم السريع حميدتي مناطق التعدين بجبل عامر للحكومة خطوة مهمة في عملية إصلاح الدولة وإصلاح الأجهزة العسكرية وترسيخ ولاية وزارة المالية الاتحادية على كل أموال الدولة . هذه الخطوة فتحت من جديد الحديث عن الصراع العسكري المدني حول الحكم في السودان، وأعادت للواجهة أسئلة مزمنة تمثل محور أزمة السودان التاريخية .

بلادنا شهدت ثلاث ديمقراطيات انتهت جميعها بانقلاب عسكري شمولي ، لم يحرك الجيش و لا الشعب ساكنا في مواجهة هذه الانقلابات لحظة وقوعها ، ولم يقف امامها لمنعها من تقويض النظام الديمقراطي. الآن بلادنا تخطو نحو الديمقراطية الرابعة ، فهل القوات المسلحة السودانية مستعدة لحماية النظام الديمقراطي الدستوري ؟ هل الشعب جاهز للدفاع عن النظام الديمقراطي ؟ .

حماية الديمقراطية الرابعة تحتاج لوعي وتغيير في عقلية العسكر و المدنيين ، ينقلهما من موقف الرافض للديمقراطية او المحايد ، إلى موقف المؤمن بها والداعم لوجودها ، هذا الايمان بالديمقراطية يفترض فيه ان يكون دافعا ومحفزا لحماية الديمقراطية ، يدفع الشعب إلى الشوارع في لحظة الانقلاب ، ويحفز الجيش للتحرك سريعا بصورة مضادة تشل حركة الانقلابيين و تعيد السلطة للشرعية الديمقراطية .

اشاعة هذا الوعي ليست سهلة ، هناك عوائق تقف أمامها ، منها تفاوت الإيمان بالديمقراطية كنظام حكم أمثل بين فئات الشعب من المدنيين و العسكر ، الايمان الضعيف بالديمقراطية هو الذي قاد الجيش و الشعب إلى الخنوع والصمت والاستكانة في لحظة حدوث انقلابي مايو ١٩٦٩ و يونيو ١٩٨٩ ، هذه الحقيقة التاريخية تقود إلى حقيقة أن اي انخفاض في ايمان الشعب و الجيش بالديمقراطية في المستقبل سيعرض الديمقراطية الرابعة للسقوط .

الجيوش وظيفتها حماية النظم الدستورية، هذه العقيدة تحتاج لمزيد من الترسيخ بإزالة الشوائب التي تجعل النظام الشمولي في نظر بعض العسكر هو ايضا نظام دستوري ، فالنظام الدستوري هو النظام الذي ينشأ عن إجماع الشعب ، إجماع ناتج عن حرية وعن طوع واختيار وليس ايمان المكبلين المقهورين .

الشعوب وظيفتها ليست النوم والأحلام وإنما العمل والكفاح من أجل بناء دولتها ورفعة امتها ، ليس منطقيا ان يسقط شعبنا ثلاث ديكاتوريات ويفشل كل مرة في إقامة ديمقراطية مستدامة !! ، توق الشعب السوداني الفطري للحرية لا يمكن أن يتحول في كل مرة إلى الخنوع ومطاطاة الرأس أمام جلاد جديد، شعبنا عليه أن يعي أن ماانتزعه بالدماء والتضحيات الغاليات ليس مطروحا للاستلاب .

مهم إدارة حوار جاد و شفاف بين جميع فئات الشعب مدنيين وعسكر لتطوير حلف وميثاق وطني ، يتضمن قسم الجميع على الولاء الكامل للنظام الديمقراطي وحمايته ودعمه حتى يستوي على سوقه ويعجب الجماهير .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.