تحت الغيم-خابت آمالهم !

تحت الغيم-خابت آمالهم !
  • 05 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

عبدالباسط شاطرابي


تعالوا واسمعوا آخر جهالات (الإنقاذيين)، فبعد أن فشلت كل التعبئة المسعورة لكي يثور الناس ويخرجوا في مليونيات (زاحفة) بسبب ضوائق الخبز والوقود الموروثة من نظامهم البائد .. جاءتهم الأوامر أخيرا بأن يعزفوا على وتر الاستعانة بالأمم المتحدة ويحيلوه إلى بكائية على سيادة السودان !!
لم يجرؤوا على ذلك (الجعير) يوم جاءت اليوناميد بجيوشها وعتادها لتسجل حضورها رغم أنف زعيمهم القابع في كوبر الآن .. فمارسوا السكوت المذل وهم يرون تلك القوات تأتي بقرار من مجلس الأمن عام ٢٠٠٧ وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بكل الصلاحيات الخطيرة الممنوحة لها قانونا.
هل كانوا يعرفون معنى الفصل السابع يومها ؟
نعم كانوا يعرفون أنه يسمح باستعمال القوة العسكرية للأمم المتحدة في الدولة التي يتم التدخل فيها، ويعرفون أن هذا يعني القضم من السيادة الوطنية للسودان، وهي سيادة سكتوا عنها من قبل وغضوا الطرف عما حاق بأراضي السودان في بعض أطرافه ولله المشتكى.
صمتوا عن كل ذلك لأن زعيمهم سكت .. ولو مارس النواح لناحوا معه.
(قطيعٌ يُـساقُ إلى حتفه.. ويمضي ويهتفُ للسائقين ..
قطيعٌ يسيرُ بـلا غايةٍ .. ويُعرضُ عـن صيحة الناصحين).
الآن جاءتهم التعليمات لكي يتباكوا على سيادة البلاد، فكل البكائيات السابقة لم تجد سوى السخرية والشماتة، وأتى الدور لكي يذرفوا الدموع بسبب طلب رئيس الحكومة من الأمم المتحدة تعديل ولايتها من الفصل السابع إلى الفصل السادس، بتركيز على صناعة السلام ودعمه، وتقديم المساندة لجهود التنمية والإغاثة.
هكذا تباكوا على (السيادة الوطنية) .. وهم يعرفون أن هذه السيادة قد تم ذبحها في عهدهم البائد رغم ضجيج المخلوع بأن فلانا وعلانا تحت حذائه !
لقد أغمضوا عيونهم عن أن الفصل السادس لا يتيح لمجلس الأمن سوى التوصية بما يراه، تاركا القرار للجهات المعنية، في حين أن الفصل السابع الذي أتت بموجبه اليوناميد يتيح لمجلس الأمن سلطة اتخاذ القرارات والتدابير التي يراها مناسبة .. وشتان بين الفصلين!
أيضا جعلوا أصابعهم في آذانهم وهم يسمعون أن التحول من الفصل السابع إلى السادس سيسهم في الحصول
على المساعدات الاقتصادية الدولية، والدعم التقني في وضع الدستور الدائم، وكذلك الدعم التنموي والإنساني وإعادة النازحين واللاجئين والذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين وتسهيل دمجهم، وكلها أمور تحتاج المال والعون الذي يتيح تجاوز العراقيل المترتبة على العقوبات المفروضة على البلاد.
ثم أنهم تجاهلوا – أخيرا – أن البعثة التي طلبتها حكومة السودان هي بعثة سياسية وليست عسكرية كسابقتها، مع العلم أن البعثات الأممية تكون في العادة مصحوبة بقوات شرطية تمارس نشاطا محدودا في حراسة المرافق الأممية وضبط العمل الداخلي للبعثة. وهذا ما تسكت عنه أبواق المخلوع الحالمة بعودته، متشبثة بتغييب الوعي الجمعي عن الحقائق كما كان دأبها طوال ثلاثين عاما.
حبطت نواياهم وخابت آمالهم.

التعليقات مغلقة.