هي لله

هي لله
  • 11 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

آسيا المدني

استوقفتني كثيرا هذه العبارة التي كانت ترددها فئة المؤتمر الوطني بطريقة هستيريه تعبيرا عن نشوة السلطة وفرحة تقسيم كيكة ما، في اي لقاء تضليلي- وما اكثر لقاءتهم واحتفالاتهم- أسد أفريقيا وزمرته الفاسده.. والفئة التابعه المنتفعه وقليل من عامة الشعب المضطهد . وبعد ترديد هي لله هي لله لا للسلطه ولا للجاه.. وغالبا ما تعقبها رقصة في الهواء بعصاه على أنغام قيقم الذي تخصص في إشعال حماسهم باغاني الدلوكه التي يعتبرها exclusive لقبيلة الذي لا بديل له (وهذا في حد ذاته discrimination) وهذا الراقص الحاذق الذي تفنن في أساليب الرقص على الهواء- لا عجب ولا غرو- ثلاثون عاما حسوما من الرقص المتواصل على أنغام اغنية (النار ولعت بكفي بطفيها) ما تفتأ ان ترى كل العصى التي تشبه عصاه ترتفع وتنخفض (الله أكبر.. الله أكبر) يهللون ويكبرون باسم الله ثم يؤازون كبيرهم في ذاك الفعل. الرقص وبنفس النسق، ولسان حال المظلومين يقول دعهم في غمرتهم يلهون ويلعبون حتى يتأيهم اليقين.. او عذاب الله الذي ليس ببعيد.
و أفعالهم في ثلاثين عام لم تكن خافيه على أحد ابدا الكل يعلم كم تغيرت الأحوال ولو أخذنا كل تغيير على حدا لاحتجنا الي مجلدات قد تنوء بحملها رفوف المكتبات.
تغيرت خارطة الوطن الجغرافيه (وكانت ما أجملها شكل المانجو ولون المنقه) انفصل الجنوب وانفصلت معه أمتنا وايضا تغيرت الخارطه السياسيه واصبحنا منبذوين معاقبين بفعل السفهاء منا الي يومنا هذا تغيرت الانثربولجيا. تغيرت الحياة الاجتماعيه صارت هنالك فجوه سحيقه بين first class الذين يسكنون كافوري حيث الرجال الأثرياء وسيدات المجتمع الراقي والكلاكلات وأمبدات شعب درجة ثالثه وال paradox الكل يحمل الجواز السوداني.
وبمناسبة الجواز السوداني تحضرني قصة ابن احد الذوات القابعون الآن في كوبر، وهو يُمِّنُ علينا بالجواز السوداني عندما احتج بعض أبناء المغتربين عن الأوضاع في السودان فقال قولته المشهوره (حقو يحمدوالله النحنا اعطيناهم جوازات سودانيه ) تخيل كيف نشأ وتربى ذاك الشاب المتغطرس كأن السودان اقطاعية والده ونحن حاشيته يالسخرية الأقدار.

كما تغيرت الحاله الاقتصادية وأصبح الجنيه في عهدهم ورقه لا قيمةو التضخم ارتفع عنان السماء rocketing وكانت أغلى بيوت العالم في السودان.. عندما يتكلم المغتربون بلغة الألوف كانوا هم يتكلمون بالملايين وعندما تكلمت الناس بالملايين أصبحوا يشيرون للأرقام بدون تمييز فيقولون ١٠٠ فيقصد ١٠٠ مليار فساد وصل الحد وكله بسياسة (رب رب رب) فساد أقاموا له محاكم وهميه التي لا تجرؤ على محاكمة احد منهم. لان الكل فاسد لا أحد فيهم برئ فكيف يكون الخصم والحكم. الي ان جاءت الطامة الكبرى التي اودت بهم الي السجون وانكشف المستور الذي اذهل الجميع كمية الأراضي والعقارات المملوكه لشخصيات معينة وفي أماكن معينه. سبحان الله عندما كانت تذيع لجنة إزالة التمكين القطع واصحابها وهم يتناوبون في اذاعتها إلى أن بحت أصواتهم خيل لي إذاعة طلبه المدارس وصاحب الملك هو المؤسسه التعليميه سبحان الله من الذي كان يخطر بباله ان شخص واحد يبتلع قرابة ال ١٥٠ الف متر عبارة عن قطع مشيدة على أرقى طراز!!! ؟ ناهيك عن النقد والودائع وهناك خزائن ذهب السودان جله ان لم يكن كله بحوزة سيدة السودان الأولى وداد.. التي عاثت في الأرض الفساد وانزل الله عليها سوط عذاب لأنها بغت وطغت وتجبرت . وكنوز الملك سليمان سوف ترونها عن قريب بحوزة اقطاب المؤتمر الوطني النافذين فعلا زمرة قارون. أمثال على عثمان واحمد هارون ونافع والجاز وهلم جرا سوف تشهدون العجب العجاب، سبحان الله وكلهم كانوا يقولون لا لدنيا قد عملنا!! وهذا حساب الدنيا فقط و عن طريق لجنة إزالة التمكين. َسوف يمثلون أمام القضاء لاثباتها ان كانت هي لله.
ونحن كشعب مظلوم مشرد هائم على وجهه في ديار الغربه وأهلنا الذين هلكوا بعذاب المؤتمر الوطني الذي كان سائق سيارة وزير يسطيع ان يبني فيلا بارقى المواصفات العالميه (وهذا ليس بتبخيس لمهنة السائق) ولكن مكان تساؤل هل راتب السائق يسطيع ان يسد رمقه في ظل ذاك الغلاء الطاحن ناهيك عن بناء فيلا ومؤثثة باجمل طراز من الأثاث؟؟! ولأن سألتهم من أين لهم هذا ليقولن لأنه من المؤتمر الوطني كأن المؤتمر الوطني مؤهل فوق الاستاذيه يكسبك وظيفة في أقوى بلاد العالم اقتصادا حتى تتاتي لك الفرصه لبناء الصروح التي تتناسب وامكانياتك الماديه. وكلهم على هذه الشاكله.


لن نعفو عنهم ابدا حقنا نأخذه كله يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم. واسال الله ان نرى أموال الشعب تسترد من كل الحراميه الذين يأكلون الحرام ويقولون هي لله هل هي لله فعلاً.. ؟؟ وان كانت كذلك أثبتوا ذلك .. مالكم كيف تحكمون.. واين مشايخهم الذين كانوا يؤججون نيران الفتنه ويخرجون في مظاهرات ضد الحكومه وينادون بشرع الله كأن الحكومه كافرة ظنا منهم ان الشعب غافل ومغفل عن المتاجرة باسم الدين
أين الإسلام من كل هذه السرقات ونهب الثروات.
ولكننا نرجع ونقول هذا العبث والفساد كله من افراز الحكم الدكتاتوري الشمولي الذي دام لعقود طويله حتى ظن من تولي امر البلاد هو الأوحد الذي لا بديل له وأحس ان السودان بما فيه ومن فيه ملكا خالصا له هو جهابذته. ومن هنا نقول للجنة إزالة التمكين Go ahead. we are looking forword to seeing what is behind the bushes. أهي لله؟؟!! .


مسقط
سلطنة عمان
١١ مايو ٢٠٢٠.

الوسوم آسيا-المدني-

التعليقات مغلقة.