وحي الفكرة: حتي لا يختلط الحابل بالنابل

وحي الفكرة: حتي لا يختلط الحابل بالنابل
  • 13 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

  • قديماً تستخدم هذه العبارة للتنبيه من الدخول في الفوضي المهلكة نتيجة للتراخي في أداء المهام، والتماهي مع التغافل المتعمد. والحابل صفة لمن توكل إليه مهمة الإمساك بحبال الجمال و الجياد في أثناء المعركة، والنابل من تقع عليه مهمة رمي السهام علي الأعداء. واختلاط الحابل بالنابل لايقع إلا بالتراخي والإهمال، وعدم الالتزام بالتوجيهات الصارمة.
  • الأحداث المتواترة والتفلتات في شرق وغرب السودان، وتصاعد وتيرة الاختراقات والاعتداءات في مواقع الوجود الكثيف للسلطة والشرطة، يجعلنا نطالب بسرعة استعادة هيبة الحكومة وسلطان الدولة حتي لا يختلط الحابل بالنابل.
    فمن الضروري جداً أن تحدد الحكومة أولاً الحابل والنابل في معركتها ضد الفساد، وتخطيطها لبناء دولة العدل والسلم والحرية والعلم.
  • وحتي تمنع الحكومة أي ثغرة للفوضي عليها أن تفض التضارب الذي يقع احياناً بين الجهاز التنفيذي للدولة والتيارات الثورية المسماة لجان المقاومة أو مجموعات الحرية والتغيير.
    فكثيراً ما تتجاوز لجان المقاومة حدودها في مساندة الجهاز التنفيذي حتي تتسبب في تعطيل العمل. والسبب في ذلك إغفال الحكومة الانتقالية عن إصدار قرار دستوري بتوصيف لجان المقاومة، وتحديد مهامها ووظيفتها داخل الأحياء والمدن والأرياف؛ منعاً لتداخل الاختصاصات، ودرءاً لتسلل المتربصين بالثورة والتغيير المدني.
  • من الضروري جداً أن تحدد الاختصاصات لكل لجان ابتداءً من لجان المقاومة داخل الأحياء وانتهاءً بلجنة تفكيك النظام، مع مراعاة الحماية الدستورية والقانونية لتلك اللجان وتغذيتها بالخبراء القانونيين؛ لربطها بالنظام العدلي العام للدولة منعاً للتهور أو التحايل او التسلل عبرها لتعطيل الحكومة الانتقالية، وضربها من الداخل.
  • من المؤسف حقاً ان تتصاعد الصدامات القبلية في شرق السودان وفي غربه… وأن تطل الاشتباكات بين المواطنين في الجزيرة، وأن تظهر التفلتات داخل ولاية الخرطوم؛ مما يؤشر إلي غياب هيبة الدولة، وغياب الحسم والعقوبات الرادعة.
  • الحكومة الانتقالية بحاجة عاجلة إلى تنشيط مهام وزارة الداخلية، وتفعيل المحاكم الإيجازية لحسم التفلتات ومعاقبة كل من يسعي الي الفتنة والإضرار بأمن وسلامة المجتمع..
    كما تحتاج الدولة إلي التخلي عن كثير من المفاهيم المضرة التي تؤجج الصراعات القبلية والعنصرية، وذلك بالإسراع بتبني لغة الخطاب الثقافي والاعلامي القائم علي الانتماء الوطني، وتجريم كل من يتبني لغة القبلية والعنصرية، وإذا لم تعجل بمراجعة من يقومون بمهمة الحابل والناب، وتجديدهم وتحديد مهامهم وإلزامهم بالضوابط الصارمة..
    فإنها مهددة باختلاط الحابل بالنابل…وتلك هي الفوضي والتضارب المهلك…

التعليقات مغلقة.