ثورة الجنرالات !!

ثورة الجنرالات !!
  • 05 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


كنت في طريقي عودتي امس من مسقط رأسي عبري الى الخرطوم وتوقفت في محطة الملتقى لبعض الراحة . فجأة سمعنا صفارات ( السارينا) وعلا الغبار الى عنان السماء في طريق الاسفلت ( طريق شريان الشمال) ومر امامنا موكب احد اعضاء مجلس السيادة العسكريين البارزين جدا .. وهالني ما رأيته .. عشرة عربات من افخم انواع السيارات الفارهة في المقدمة ثم سيارة عضو المجلس البارز في المنتصف وخلفها عشرة سيارة فارهة جدا ثم ثلاثة او اربعة تاتشرات لجنود مدججين بالاسلحة في مؤخرة الركب !!! .
منظر لا تصدق ان تراه حتى في الافلام الاميركية .
كل هذا العدد من السيارات الفارهة جدا مرت امامنا في ثواني معدودة بضجيجها وغبارها الكثيف . لاحقا علمت ان عضو مجلس السيادة البارز كان في طريق عودته من مناسبة اجتماعية خاصة في احدى مدن الولاية الشمالية .. شيء لا يصدقه العقل ..

دولة تئن تحت وطأة الفقر المدقع .. وشعب بالكاد يتحصل على رغيف الخبز بعد انتظار الساعات الطوال في صفوف المخابز .. شعب تكاد عاصمته تغرق في مياه الامطار ومعظم اسقف منازلها تنهار فوق رؤوس ساكنيها من الغلابا والمساكين الذين يبحثون عن الجوالات القديمة والكراتين لسد منافذ مياه الامطار من الدخول لغرف نوم اطفالهم وشيوخهم . والجنرالات الذين وصلوا لسدة الحكم بدماء وتضحيات هؤلاء الغبش يمتطون افخر انواع السيارات وبموكب ضخم كهذا الذي شاهدناه لحضور مناسبة اجتماعية !! هل تعتقدون ان الله لن يسألكم عما ترتكبونه من جرم في حق هذا الشعب ؟؟ تبا لكم

احد مدنيي مجلس السيادة وفي اول ظهور اعلامي له بعد استلام منصبه قال انه ذهب للقصر الجمهوري يوم اداء القسم بواسطة سيارة ترحال !! نفس هذا العضو قابلت موكبه قبل عدة ايام في احد شوارع الخرطوم بعدد ثلاثة سيارات ايضا من افخم الانواع سيارة امام سيارته واخرى خلفها وتتقدمهم سيارات الشرطة والمرور !! وسيظل سؤال الاديب الطيب صالح قائما وصالحا لكل زمان ولكل سلطة …من اين أتي هؤلاء ؟؟؟!!!!

نحن نكذب على انفسنا اذا قلنا ان هؤلاء أتوا من رحم ثورة ديسمبر العظيمة والصدق كل الصدق ان نقول ان هؤلاء هم من سرقوا ثورة ديسمبر ..هؤلاء هم من خانوا الثورة هؤلاء هم من قفزوا فوق أكتاف شباب الثورة وشوهوا ثورتنا العظيمة .

هؤلاء هم الذين تسببوا في ابعاد من كنا نحلم معهم بواقع اخر لهذا الوطن .. تذكرت الوزير الثائر أكرم التوم عندنا سافر للدمازين ايام وباء الكوليرا وهو يحمل حقيبته على ظهره وهبط في مطار الدمازين بواسطة مروحيه وتفاجأ الذين اصطفوا لاستقباله بوزير يقفز من المروحية وهو يلبس ( تيشرت ) وبنطلون الجينز ويحمل حقيبته على ظهره .. ودخل الدمازين ولم يخرج منها الا بعد ان قضى على وباء الكوليرا .

مثل الوزير أكرم لا يمكن ان يستمر مع هؤلاء الذين لو باعوا نصف سيارات مواكبهم لتمكنوا من سداد قيمة العجز في ميزانية الدولة .

وغير بعيد من الموضوع ..نشرت صحيفة اليوم التالي خبرا قبل اسبوع تقريبا ان وزارة المالية صدقت بعدد 37 سيارة جديدة لاعضاء مجلس السيادة برقم فلكي يفوق قيمة العجز في الميزانية المعدلة . لم أقرأ نفيا من وزارة المالية للخبر حتى اللحظة . اذا كان هذا الخبر صحيحا ( ووالله اتمنى ان يكون خبرا كاذبا) فعلى شباب الثورة ان يستعدوا لتصحيح هذا الوضع وبصورة جادة ..

واذا كان الخبر صحيحا فليذهب حمدوك وحكومته غير مأسوف عليهم . وليذهب مجلس السيادة بعسكرييها ومدنييها غير مأسوف عليهم ايضا. وليعود شباب المقاومة الى الشوارع لاستعادة ثورتهم من هؤلاء .. هذه ثورتكم يا شباب ..هي ليست ثورة قوى الحرية والتغيير وليست ثورة مجلس السيادة ولا مجلس الوزراء ولا تجمع المهنيين ..
هي ثورة لجان المقاومة بطول البلاد وعرضها فلا تدعو الثورة تموت شاء من شاء وابى من ابى
وكل عام ولجان المقاومة بالف خير


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.