سفينة بَوْح –السوَّاي ما حدَّاث ..!

سفينة بَوْح –السوَّاي ما حدَّاث ..!
  • 14 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

هيثم الفضل


يعتقد الكثيرين أن الخطباء و الموهوبين في مجال الكلام و المقدرة الجيدة على التعبير عن الذات و الأفكار ، فاشلين في مجال العمل الميداني و الملموس لذلك قالوها بالعامية ( الزول ده بتاع كلام ) ، و هكذا أصبح كل من آتاه ربه موهبة في التأثير عبر الحضور و المقدرة الجيدة على التعبير و الكلام ( ما زول شغل ) ، و للحقيقة قد يكون لهذا التصور وجود على واقع حياتنا الإنسانية و ربما تراءت أمام أعيننا نماذح بشرية تحاكي هذا الحكم و تشبهة بصورة و أخرى ،

غير أن هذا لا ينفي أن هناك أناساً في هذه البسيطة حباهم الله بالموهبتين معاً ، ففي نفس الوقت الذي يمتكلون فيه فنيات الكلام و التعبير عن الأفكار ، تجدهم أيضاً قادرون على العطاء الواقعي و الميداني و هم أيضاً فعّالون في مجالات حرفية و إنتاجية و يصلون في مضمارها حد المهارة و الحنكة ، و في المقابل ليس كل قليل كلام أو عديم مقدرة على التعبير في كل الأحوال قادراً على النجاح عملياً أو ميدانياً ، فهناك من البشر أيضاً من لا يملك هذا و لا ذاك ،

و في مضمار العمل الإداري يحتاج المدير أو الرئيس الإداري فضلاً عن الفعالية و المقدرة على الإنجاز الميداني و الواقعي ، قدراً مهماً من المقدرة على إقناع الآخرين بجدارته القياديه و تقبل مرؤوسيه من الناحية المعنوية و الحسيه لشخصيته كقائد ، و ذلك بالتأكيد لا يتأتى إلا بمقدرة عالية في مجال التعبير بالكلام و مهارة و حذاقة في بلورة أفكارة و شرحها بأساليب و صور جاذبة تقود إلى المزيد من التأثير الإيجابي على كوادر و أدوات العمل الميداني و التي دائماً ما يكون في مقدمتها البشر ، و بذلك وجب على الذين يحكمون على الناس في إطارالإحتكاك الإجتماعي العام او في إطار العمل الإداري الرسمي لا سيما لجان إختيار الموظفين و المهنيين ،

أن يعلموا أن هذا المنحى في تفسير كنه الشخصية المراد إختبارها أو الحكم عليها إنما هو واقع تحت مبدأ الإنطباعية البحته ، و من المعلوم أن القوانين و النظريات لا يجب أن توضع بناءاً على الإنطباعات الشخصية بل تحكمها أمور حسابية و قياسية يتم من خلالها تفسير الإيجابيات و السلبيات في الناس ، فلا تعتقدوا أيها السادة بأي حال من الأحوال أن كل متمكن من ناصية القول و موهوب في مجال التعبير و الخطابة هو دائماً مجرد ( فيلسوف ) غير قادر على تحقيق نتائج ملموسة في الواقع الميداني ، لأن العكس أحياناً قد يكون صحيحاً ، فكم تضررت نتائج الواقع الميداني من عيوب تتعلق بمهارات شخصية لم تتوفر عند القيادة الإدارية مثل المقدرة على الإقناع أو التعبير عن الأفكار و المخططات و على هذا المنوال أقف ضد المثل السائد ( السوَّاي ما حدَّاث ) .. فكثيراً من الخطباء الأماجد و المفوهين أثبتوا على مدى التاريخ فاعلية ميدانية واضحة و بيِّنة و ملموسة و إنجازات ماثلة أمام الأعين إلى يومنا هذا.

الوسوم هيثم-الفضل

التعليقات مغلقة.