دكتور أكرم..خسرت معركة ولكنك لم تخسر الحرب

دكتور أكرم..خسرت معركة ولكنك لم تخسر الحرب
  • 10 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


لم يكن مفاجئا على الاقل بالنسبة لي شخصيا إقالة دكتور أكرم بهذه الطريقة وكنت اتوقع هذه الخطوة من حمدوك .
والواضح ان دكتور أكرم رفض الاستقالة لذا أتخذ حمدوك قرار الاقالة . وبدأت حفلات الشواء على مواقع التواصل ومنظمي هذه الحفلات هم من تسببوا في إقالة أكرم بالهجوم الكاسح ضده ونسج الاكاذيب حوله . ولم يفكر أحدهم ولو للحظات عن مغزى رفضه الاستقالة .. الاستقالة تعنى ان تعترف بفشلك في اداء عملك أما الاقالة فتعني ان رئيسك غير راضي عنك لاي سبب من الاسباب وهذا ما حدث لدكتور أكرم .

دكتور أكرم جاء ببرنامج طبي طموح جدا كان سيلبي واحدة من أعظم شعارات الثورة وهي العدالة .. عدالة في كل شيء في التعليم في العلاج في الثروة . دكتور أكرم جاء ليعيد لمستشفيات الدولة دورها الريادي في العلاج .
دكتور أكرم جاء ليعيد مجانية العلاج والدواء للفقراء قبل الاغنياء .. هذا هو برنامجه المطروح بكل بساطة .

والسؤال .. هل فشل دكتور أكرم في تنفيذ برنامجه على الاقل حتى الان ? والاجابة ..هي لم يفشل بمعنى الفشل ولكنه تعثر كثيرا جدا وذلك لسببين
السبب الاول جائحة الكورونا وتداعياتها التي لا تخفى على أحد
والسبب الثاني وهو الاخطر وهو انه فتح جبهة معارك دون ان يكون مستعدا لادارة هذه المعارك .. معارك مع مافيا شركات الادوية وخاصة الشركات الموردة ومعارك اخرى مع كبار الاطباء والمستشارين اصحاب المستشفيات الخاصة والذين كنزوا الاموال الطائلة من هذه المستشفيات وان عودة الحياة لمستشفيات الدولة وممارسة دورها الطبيعي في تقديم العلاج سيخصم من رصيد مستشفياتهم الخاصة وستقل الاموال التي تنهب من جيوب المرضى .

لذا كان لابد من وضع المتاريس والعقبات أمام أكرم حتى لا ينجح في برنامجه الطموح .
دكتور أكرم لم يحسب بدقة لهذه المعارك او فلنقل لم يتوقع ان تكون بهذه الشراسة . وأعتقد انه استعجل كثيرا في فتح هذه الجبهات قبل ان يتمكن من تأمين برنامجه بالشكل الصحيح لدرجة انه فشل حتى في إختيار الشخصيات التي ستقود معه المعركة وقد هرب الكثيرون منهم وتقدموا بإستقالاتهم بصورة تدعو للريبة والشك .

وتكالب عليه الجميع بوعي او بدون وعي و وقعوا تحت تأثير الالة الاعلامية الضخمة التي تمتلكها هذه المافيا و التي مارست كل العهر الاعلامي و شوهت عن عمد صورة دكتور أكرم .
وللاسف الشديد كان من بين ضحايا هذه المافيا دكتور حمدوك نفسه مما دفعه لاتخاذ قرار الاقالة بشكل اذهل الجميع .

وانا أقول لدكتور أكرم لا تفقد ايمانك بهذه الثورة وبهذا الشعب الذي أحبك . انت لم تخسر الحرب . انت خسرت معركة فقط .. ولا يدانيني ادني شك انك ستعود يوما وانت اكثر قوة وأكثر خبرة لتنفيذ برنامجك الصحي في هذا الوطن المنكوب .

وأقول لك ( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) وسيعرف حمدوك عاجلا او ٱجلا انه فقد واحدا من افضل جنوده لنقل السودان وشعبه من هذه المرحلة العصيبة الى ساحات التنمية والعلاج والنماء والتعليم لهذا الشعب .

هنيئا لمافيا الدواء ومافيا المستشفيات الخاصة لهذا الانتصار الذي حققتموه على شباب ثورة ديسمبر ولكن ثقوا ان انتصاركم الكذوب لن يستمر كثيرا . فالثورة اذا فقدت دكتور أكرم فهناك ألف دكتور قادمون في الطريق وستنتصر الثورة بأكرم او بغير أكرم

ولا نامت اعين الجبناء


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.