وداعًا محمد محجوب كبش.. رحل الصديق النبيل والخبير المخلص

تلقّينا بأسى بالغ نبأ وفاة الخبير الرياضي محمد محجوب كبش، الذي انتقل إلى جوار ربه أمس في الدوحة، العاصمة القطرية التي أقام فيها لأكثر من أربعين عامًا، قدّم فيها عصارة علمه وخبرته، وسخّر وقته وجهده في خدمة وتطوير الرياضة القطرية، فكان من الكفاءات النادرة التي تركت بصماتها بكل صمت ونبل وعطاء.
عرفت الفقيد منذ ثلاثين عامًا، وتحديدًا في عام 1995، حين رافقت وزميلي عبدالرحمن حسن بعثة المنتخب السوداني لكرة اليد إلى الدوحة للمشاركة في البطولة العربية، فكان أول المستقبلين، وأكرمنا بما لا يُنسى من دعم ومساندة، فسهّل لنا مهمتنا الإعلامية بكل سخاء ومحبة.
منذ تلك الزيارة، لم تنقطع علاقتي به، فكان كلما عاد إلى السودان في إجازاته السنوية، نلتقي به في منزله العامر بالود وأهله الكرام، وكنت أحرص على زيارته والجلوس إليه، لما يحمله من طيب المعشر وعمق المعرفة الرياضية. وبعد أن انتقلتُ أنا إلى السعودية عام 1997 ، بقي حبل الود موصولًا عبر المكالمات الهاتفية ورسائل الواتساب فيما بعد ، فكان دائم السؤال، حاضرًا بالتعليقات والتفاعل والدعم على منشوراتي، لم يبخل بكلمة، ولم يتأخر يومًا عن الوقوف مع من عرفه وأحبّه.
قبل نحو شهر فقط، هاتفته، وتحادثنا لأكثر من عشرين دقيقة. كنت قد وعدته أن أنشر صورة جمعتنا في الدوحة عام 1995، لكنها لم تُنشر في وقتها، واليوم – بكل ألم – أفي بوعدي، ولكن بعد رحيله.
رحمك الله يا أبا محجوب، بقدر ما أعطيت وأخلصت. رحلت جسدًا، لكنك ستظل حيًا في ذاكرتنا، وفي صفحات التاريخ الرياضي، وفي قلوب كل من عرفك.
نسأل الله أن يتغمّدك بواسع رحمته، ويجعل الفردوس الأعلى مأواك، ويجزيك عن كل ما قدمت خير الجزاء، ويُلهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”.