تحت رعاية اللواء حاتم باشات القنصل العام المصري الأسبق بالسودان، نظم أبناء شعب وادي النيل بالعاصمة المصرية القاهرة الخميس(٢٦ يونيو ٢٠٢٥م) ندوة عبر تقنية زووم بعنوان ” الدعم المعنوي للأشقاء السودانيين من الأضرار المترتبة على الحرب السودانية”، وشهدت الندوة تفاعلا كبيرا من قبل المشاركين الذين تطرقوا للتحديات الحقيقية التي تواجه السودانيين جراء الحرب وتجربة الإقامة في عمق المجتمع المصري واختلاف بعض الجوانب المتعلقة بالثقافات والعادات والتقاليد و الاجتماعيات بين الشعبين، فضلا عن المشاكل الأخرى التي تواجه السودانيين الذين قدموا إلى مصر بسبب الحرب.
ضغوط نفسية هائلة
تحدث صديق تاور عضو مجلس السيادة السوداني السابق، رئيس لجنة الأمناء للمجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين، عن ضرورة الدعم النفسي لشريحة السودانيين الذين قدموا إلى مصر جراء حرب ١٥ أبريل، داعيا إلى ترتيب عدة لقاءات مماثلة لتناول الموضوع من عدة زوايا وتأثيرات الحرب نفسها على السودانيين وأيضا المصريين بحسب التواجد الكبير للسودانيين في مصر، لافتا إلى أن أغلبية القادمين لمصر من شريحة الشباب، وكيف أن هذه الشريحة تعاني من ضغوط نفسية هائلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ثمة نقاشات كانت قد تحدثت عن ضرورة عمل لقاءات مشتركة بين السودانيين والمصريين لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وفهم سلوكيات وعادات وتقاليد كل منهما، كذلك تطرق تاور إلى بعض المشاكل التي تواجه شريحة المحبوسين المحكوم عليهم بالترحيل وظروفهم الإنسانية وإمكانية إيجاد معالجة لها من قبل المفوضية العامة لشؤون اللاجئين والسفارة السودانية بالقاهرة.
مساعدة مهنية متخصصة لحل المشاكل
بدوره تطرق د. محمد الشيخ عن الآثار النفسية التي تخلفها الحرب كالإضطرابات والرعب ما بعد الصدمة والاكتئاب وتعاطي المواد المخدرة.
وتحدث أيضا عن تحديات العبور والإقامة والدراسة والاندماج وغيرها من التحديات وضرورة معالجة أسبابها وعمل مسح لمتابعتها، مبينا أن الهدف من هذه الفعالية هو ترسيخ المشاركة الوجدانية، ولكي يعلم الذين واجهوا التحديات أنهم ليسوا وحدهم، وأن هنالك من يعيشون نفس مشاكلهم، والمقارنة الحميدة، وترسيخ مفهوم أن هذه التحديات لابد وأنها ستنتهي في يوم ما.
وأكد د. محمد الشيخ، على تقديم المساعدة المهنية المتخصصة في حل مشاكل السودانيين بمصر، بالتركيز على أهمية وجود أخصائيين اجتماعيين وترتيب أولويات للحالات المستهدفة.
دورات توعوية
من جهته تحدث الأستاذ علي البحيري عن ضرورة الاهتمام بمسألة الدعم النفسي، خاصة فيما يتعلق بمعاناة الأطفال ومسألة التأقلم مع الواقع المصري الجديد عليهم وتنظيم دورات للتوعية ومعالجة مشاكل الشباب والصبية.
مشاكل حقيقية تواجه الأسر
وبالنسبة للدكتورة زحل محمد الطيب أستاذة القانون الدولي والدستوري بالجامعات السودانية، فقد تطرقت لتجربتها الشخصية التي وصفتها بالقاسية مع الحرب ومغادرتها للسودان وفقدان أحباء، فضلا عن فقدان كل المدخرات والأثر النفسي العميق الذي خلفته هذه التجربة بالنسبة لها.
وقالت د. زحل إن هذه التجربة بالرغم من قساواتها ولكنها زادتها قوة، لافتة إلى أنها عملت مع اللاجئين ودخلت بيوت السودانيين في مصر وكيف أن هنالك مشاكل حقيقية تواجه الشباب والنساء والأسرة بصورة عامة، ونوهت بضرورة تقديم دراسة لأوضاع السودانيين في مصر وما يمكن تقديمه لهم ومعالجة تعقيدات تجديد الإقامة.
ورقة علمية
من جهتها أفصحت الدكتورة وفاء، عن ورقة علمية قدمتها العام الماضي عن معاناة السودانيين الوافدين إلى مصر من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من أشكال المعاناة، مؤكدة على ضرورة عدم الحياء من مسألة المطالبة بالدعم النفسي بالنسبة للأشخاص الذين هم في حاجة إلى هذا الأمر، مشيرة إلى أن تجربتها مع الحرب وحتى وصولها إلى مصر كانت صعبة وأليمة وأن آثار الحرب من أصوات الرصاص والمعارك لاحقتها حتى بعد وصولها إلى القاهرة.
تقريب الشقة
أما اللواء حاتم باشات القنصل العام المصري الأسبق بالسودان، فقد أكد على أهمية وضرورة وجود مثل هذه الندوات لتقريب الشقة في النواحي الاجتماعية والثقافية واختلاف العادات والتقاليد بين السودانيين والمصريين.
وأوضح باشات أن هذه التجربة قاسية على السودانيين، وعلى المصريين الذين تأثروا أيضا وحزنوا على التجارب القاسية التي عانى منها السودانيين.
وأضاف نتطلع إلى المزيد من مثل هذه الندوات لاستكمال هذا الإنجاز الذي تم بجهود سودانية مصرية.
