شوكة حوت!!

طيف أول :
في يوم ميلادها
يممت وجهها شطر الحق
ونادت في مآذن الروح
بإسم الوطن
أن ادفع حلمك بقوة
ليصل السماء
ولاتنكسر!!
وتبقى الذكرى السادسة للثلاثين من يونيو 2019، هي ذكرى القوة السلمية ، التي هزمت “البندقية” عندما حاولت كتابة تاريخ جديد للحكم العسكري في السودان، بعد أن ارتكبت جريمة فض الإعتصام
عندما اتفقت اللجنة الأمنية وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن والشرطة لقتل الثوار ، شركاء الدم الذين حتى عندما انفضت شراكتهم انتهت بالدم!!
وعلى عتبة القيادة العامة قتلوا الثوار وألقوا بهم في النيل، وظنوا أنهم وأدوا الثورة وتوهموا بإعادة تشييد امبراطورية الحكم العسكري، من جديد ولكن وقفت مواكب 30 يونيو عقبة اعترضت طريقهم وحالت بينهم وأحلامهم!!
وأسوأ مايعيشه الطغاة أنهم مازالوا في غيهم يعمهون، إن كان في حديثهم عن إقامة عروشهم على الأنقاض او بظنهم الخاطئ أن الحرب كتبت نهاية الثورة ، وعيونهم لاترى أبدا نهايتهم الماثلة امام أعين الجميع
وكانت الثورة ولازالت وستظل “شوكة حوت” لجنرالين تقاتلا بسبب السلطة التي نزعتها الثورة من تنظيمهم الإخواني الذي ظل يصنع الجيوش التي تتحول الي حوش، ففي أول ذكرى للثلاثين من يونيو، هدد كل جنرال من موقعه وكأنه يكشف دوره المستقبلي حينها
فقال الفريق البرهان إن الجيش لن يسلّم السلطة إلا لحكومة منتخبة يرضى عنها الشعب السوداني وهو مايقصد به إنه سيقف لحماية التنظيم ليعيد له ماسلبته منه الثورة!!
كما حذر نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو وقتها، ( أنه لن يتسامح مع محاولات التخريب إن تخللت المظاهرات) ليكشف أنه سيكون أداة التنظيم الباطشة مستقبلا بدواعي واهية، وأثبت كل واحد منهما في الحاضر أنه صنيعة كيزانية مجرمة!!
وحربهما التي أرادت النيل من الثورة لم تحقق نصرا وظلا مابين سماء أحلامهما وأرض الموت في منطقة على حافة الزوال لاتسمح إلا بالوقوف فيها حتى تدركهم النهايات !!
و 30 يونيو ستبقى لطالما أنها كانت نقطة فاصلة أنهت مؤامرات النظام البائد ومجلسه العسكري وكتبت صفحة جديدة في مشوار الثورة المستمر
وكانت حصنا منيعا وترياقا، وحدا فاصلا مابين العشم والخذلان!!
وستظل جذوة الثورة التي لن ينطفي نورها ولن يخمد بريقها هي الفعل الذي كان سببا في شلل الحكم العسكري وجعل حكومته “مُقعدة” عندما أطاح بمشروعية الإنقلاب وتسببت في عزله داخلياً وخارجياً ، وحرمت الثورة النظام المخلوع من العودة الي سدة الحكم في النور وجعلته يختبئ خلف الواجهات لأكثر من خمس سنوات وحالت بينه والتقدم الي الأمام قيد أنملة
فظل النظام بالرغم من دمويته التي دمر بها كل شيء عاجزا عن إيجاد ذاته السياسية والمجتمعية حيث اصبح ” الكوز” وصمة سوء يتبرأ منها حتى المنتمين للتنظيم ، الذي تنكر هو ايضا لذاته، وشرع في صناعة واجهات بمسميات جديدة!!
وتظل 30 يونيو هي الملحمة الثورية والبطولية ضد الظلم وقوى الاستبداد التي تسببت في القتل والظلم والقهر والجوع
ولخصت القوى المدنية والثورية من احزاب وكيانات ونقابات ولجان مقاومة أمس ، مطالب الشارع في بيان مشترك تحت عنوان (لا عودة للشمولية والاستبداد _ نعم لوقف الحرب واستعادة مقاصد الثورة)
قالت فيه إن ما يحدث اليوم هو محاولة مكشوفة للارتداد عن الثورة، عبر مشروع انقلابي عنيف يسعى لاستعادة الشمولية وتحويل الدولة السودانية إلى غنيمة في يد المليشيات، لكن شعبنا الذي أسقط الاستبداد مرتين، قادر على إسقاطه مرة ثالثة.
واكدت على وحدة السودان أرضاً وشعباً، ورفضت مشاريع التقسيم والإثنية السياسية
وطالبت بوقف الحرب فوراً، وتحقيق سلام شامل دائ، عادل ومستدام، وضرورة محاسبة المتورطين في الجرائم والإنتهاكات الجسيمة، وتحقيق العدالة للضحايا
كما نبذت خطاب الكراهية والعنصرية، وطالبت بعزل دعاة الحرب والشمولية).
عاشت المجيدة ديسمبر وظلت شعلة نور في هذا الليل الحالك بالظلام،
عاش الثوار الأحرار.
طيف أخير :
القيادي في “صمود” بابكر فيصل قال إن المقارنة بين نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا والحزب المحلول معدومة، والحركة الإسلامية “ميليشيا مسلحة” أشعلت الحرب لتعود مجدداً للسلطة.