“بريكس” تدعو لوقف النار في فلسطين والسودان

دعت قمة “بريكس” إلى وقف دائم لاطلاق النار وحل سلمي للصراع في السودان، ودانت بشدة العمليات الاسرائيلية في غزة ، وطالبت في بيان، في ختام أعمالها في ريو دي جانيرو ، الإثنين 7 يوليو 2025، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والأراضي المحتلة.
ونددت باستخدام التجويع كسلاح حرب، ودعت إلى منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وشجبت الهجمات على إيران واعتبرتها “انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة” .
وسارعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى الترحيب بما تضمّنه البيان الختامي لقمة بريكس من مواقف بشأن القضية الفلسطينية والتي تضمنت دعوة لوقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة .
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش لدى مخاطبته القمة إلى تحقيق السلام في فلسطين والسودان ، مشددا على حل الدولتين ( دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل) ، وطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، وتوصيل المساعدات الإنسانية بحرية ودون عوائق، وإنهاء الضم والعنف المدمر في الضفة الغربية، كما شدد على ضرورة إسكات صوت البنادق في السودان، حيث “عانى المدنيون الكثير”.
عسكرة الذكاء الإصطناعي
وفي تحذير هو الأول من نوعه في محفل دولي ، أثار غوتيرش ما سماه “عسكرة الذكاء الاصطناعي” و أعرب في هذا السياق عن قلقه إزاء العسكرة الاصطناعية ، “في عالم يحتاج إلى السلام أكثر من أي وقت مضى” .
ودعا في هذا الإطارإلى استجابة متعددة الأطراف، تقوم على المساواة وحقوق الإنسان، وشدد على ضرورة إشراك الدول النامية في حوكمة هذا المجال المتسارع ( الذكاء الإصطناعي).
وقال إن الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، منبها إلى أن الاختبار الأساسي يكمن في مدى حكمتنا في توجيه هذا التحول، وكيفية تقليل المخاطر وتعظيم الإمكانات من أجل الخير.
ورأى أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى استجابة متعددة الأطراف تستند إلى المساواة وحقوق الإنسان، ولفت إلى أن ميثاق المستقبل يدعو إلى بناء هيكل جديد من الثقة والتعاون، بدءا بإنشاء الأمم المتحدة فريق علمي دولي مستقل معني بالذكاء الاصطناعي. وأكد أن هذا الفريق يجب أن يوفر إرشادات محايدة ومستندة إلى الأدلة تكون متاحة لجميع الدول الأعضاء.
مطالبة بحوكمة الذكاء الاصطناعي
وأضاف غوتيرش أن “ميثاق المستقبل” يدعو إلى حوار عالمي دوري حول الذكاء الاصطناعي داخل الأمم المتحدة، يضم جميع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة المعنيين. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون ناديا للقلة، بل يجب أن يفيد الجميع، وخاصة الدول النامية التي يجب أن يكون لها صوت حقيقي في حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية.
وأوضح أنه سيقدم قريبا تقريرا يحدد خيارات تمويل طوعية مبتكرة لدعم بناء قدرات الذكاء الاصطناعي في البلدان النامية، وحث مجموعة البريكس على دعم هذه الجهود.
وأضاف “لا يمكننا حكم الذكاء الاصطناعي بفعالية وعدالة دون مواجهة اختلالات هيكلية أعمق في نظامنا العالمي، نحن في عصر متعدد الأقطاب تتغير فيه علاقات القوة، عالم متعدد الأقطاب يتطلب حوكمة متعددة الأطراف مع مؤسسات عالمية تتناسب مع العصر، ولا سيما مجلس الأمن والهيكل المالي الدولي”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن هذه المؤسسات صُممت لعصر مضى، وعالم مضى، بنظام قديم لعلاقات القوة،” وشدد على أن إصلاح مجلس الأمن أمر بالغ الأهمية.
مجموعة بريكس
يشار إلى أن مجموعة ” البريكس” التي تضم عددا من الدول أسستها البرازيل، وروسيا ، والهند، والصين ثم انضمت جنوب افريقيا، وعقدت قمتها الأولى في روسيا 2009 ، وفي العام الماضي 2024 حصلت على العضوية إيران، ومصر، وإثيوبيا، والإمارات ، ثم انضمت إندونيسيا في يناير 2025 .
و في هذا العام تم الاعلان عن قرار بيلاروس وبوليفيا وكوبا وكازاخستان وماليزيا وتايلاند وفيتنام وأوغندا وأوزبكستان الانضمام للمجموعة في خطوة تمهد لعضوية كاملة، واسم البريكس BRICمستمد من الأحرف الأول للدول الأربع المؤسسة ( البرازيل، وروسيا ، والهند، والصين) وبعدما انضمت جنوب افريقيا صار الاسم BRICS. وكانت السعودية اعلنت انضمامها للمجموعة.
ووفقا لموقع DW”تسيطر دول بريكس على أسواق مهمة في العالم، بما في ذلك 40 بالمئة من إنتاج النفط العالمي، بفضل أعضائها الجدد مثل إيران والإمارات العربية المتحدة. وبحسب موقع البريكس الإلكتروني تسيطر المجموعة أيضاً على حوالي ثلاثة أرباع المواد الأرضية النادرة، وأن التبادل التجاري بين الدول الأعضاء تجاوز بالفعل تريليون دولار أمريكي” .
شد وجذب بين أميركا وبريكس
و بشأن التحدي الذي تشكله المجموعة لأميركا، لفت الموقع إلى أن ” قادة دول بريكس اقترحوا مبكراً إطلاق عملتهم الخاصة لتحدي الدولار الأمريكي، ولكنّ التقدّم في ذلك ظل بطيئاً، وبقي هذا المخطط حبيساً لمعارضة بعض الأعضاء، خصوصًا الهند، خشية من الهيمنة الاقتصادية للصين. وازدادت العراقيل أكثر عندما حذر الرئيس دونالد ترمب البريكس من أن الكتلة ستواجه رسوماً جمركية بنسبة 100 بالمئة على وارداتها إلى الولايات المتحدة إذا تم الإعلان عن عملة مشتركة”.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس دونالد ترمب هدد بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% على دول مجموعة البريكس، وتزامن هذا التهديد مع انعقاد قمة دول” البريكس” كما هدد دول العالم في منشور على منصته “تروث سوشال” بفرض تعريفات إضافية على أية دولة تتبنى سياسات البريكس ، وهو يرى أنها معادية للولايات المتحدة الأميركية