ماذا  قال غوتيرش عن أطفال غزة الراغبين في الذهاب إلى الجنة؟

ماذا  قال غوتيرش عن أطفال غزة الراغبين في الذهاب إلى الجنة؟
  • 26 يوليو 2025
  • لا توجد تعليقات

لندن- محمد المكي أحمد

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، توصيفا أخلاقيا للأزمة الإنسانية في غزة ، و قال  إن  ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو “أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي”.
ووجه انتقادات شديدة إلى ” المجتمع الدولي” بقوله “إن حجم ونطاق الأحداث يتجاوزان أي شيء شهدناه في الآونة الأخيرة، لا أستطيع تفسير مستوى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي .. انعدام الرحمة.. انعدام الحقيقة.. انعدام الإنسانية”.
وكان غوتيريش  يتحدث، اليوم ، 25 يوليو 2025، عبر الفيديو إلى الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية، وهي منظمة غير حكومية دولية تُعنى بحقوق الإنسان، وتُعقد أعمال جمعيتها العامة في العاصمة التشيكية براغ.
وأوضحت الأمم المتحدة  أن  أمينها العام كرر إدانته “للهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر”، لكنه أكد أن شيئا لا يمكن أن يبرر “انفجار الموت والدمار منذ ذلك الحين.
الكلمات لا تطعم الأطفال الجائعين
وفي إشارة ذات دلالات، قال غوتيرش: “يتحدث الأطفال ( في غزة) عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة، لأنهم على الأقل، كما يقولون، سيجدون الطعام هناك ” وشدد على أن  الأمم المتحدة سترفع الصوت عند كل فرصة، “لكن الكلمات لا تُطعم الأطفال الجائعين”
وأكد  أنه منذ 27 مايو 2025، سجّلت المنظمة مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وقال :”لم يُقتلوا في القتال، بل في حالة يأس – بينما يتضور جميع السكان جوعا”
وشدد على ضرورة العمل  للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون قيد أو شرط، ووصول إنساني فوري ودون عوائق، و “خطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين”.
وقال إن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للاستفادة إلى أقصى حد من وقف إطلاق النار المحتمل لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في مختلف أنحاء قطاع غزة، كما فعلت بنجاح خلال فترة الهدنة السابقة.
موظفو الأمم المتحدة يتضورون جوعا
وبشأن أوضاع موظفي الأمم المتحدة المرابطين في غزة ، أكد  الأمين العام للأمم المتحدة أنهم  “يتضورون جوعا أمام أعيننا”، و أفاد الكثيرون منهم بأن الظروف التي لا يمكن تصورها قد جعلتهم “مخدرين ومنهكين لدرجة أنهم يقولون إنهم يشعرون بأنهم أموات ، لا أحياء”
الوقوف في وجه الظلم
ونوه غوتيريش بعمل منظمة العفو الدولية، ورأى أن عملها  يعكس حقيقة أن الأخلاق “تتطلب الشجاعة للوقوف في وجه الظلم”، ورأى أن “التضامن والعدالة أمران شخصيان وعالميان”.
وقال في سياق  حديثه عن أدوار منظمة العفو الدولية إن قوى قوية “تتصدى لحقوق الإنسان وللنظام الدولي المُقام لحمايتها ودعمها”، بما في ذلك من خلال الهجمات على المحكمة الجنائية الدولية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، “من الأهوال في السودان وما بعدها إلى غزو روسيا لأوكرانيا”
وقال: “نحن في معركة عالمية من أجل الكرامة الإنسانية، من أجل حقوق الإنسان، من أجل العدالة، من أجل النظام متعدد الأطراف نفسه، ومنظمة العفو الدولية لا غنى عنها في هذه المعركة”.
وحضً الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية على  التركيز أيضا على مواجهة تصاعد الممارسات الاستبدادية وتعزيز العدالة المناخية.
 سيل الأكاذيب والكراهية يلوث الفضاء الرقمي
ورأى  أن العالم يشهد اليوم “تصاعدا في الأساليب القمعية” التي تهدف إلى تقويض احترام حقوق الإنسان، مضيفا أن هذه الأساليب “تُلوث بعض الديمقراطيات” وتتفاقم بفعل التكنولوجيا الرقمية.
وشدد على  أنه يجب دفع الدول للدفاع عن حقوق الإنسان “بشكل مستمر وعالمي، حتى – أو بالأحرى – عندما يكون ذلك غير ملائم”
ودعا إلى إتخاذ إجراءات لمواجهة “سيل الأكاذيب والكراهية الذي يلوث فضاءاتنا الرقمية”، مشيرا إلى أن  التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي أصبح “سلاحا قويا في يد الأنظمة الاستبدادية”.
مجاعة جماعية متعمدة
من جهته، وصف المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني ما يحدث في غزة بـ “مجاعة جماعية مُدبرة ومُتعمدة”. وقد : “مات اليوم مزيد من الأطفال، وأجسادهم منهكة من الجوع”.
وقال على حسابه على موقع أكس إن نظام توزيع المساعدات الخاطئ المسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” غير مُصمّم لمعالجة الأزمة الإنسانية وأنه يخدم أهدافا عسكرية وسياسية.
وأشار إلى أن لدى الأونروا وحدها ما يعادل 6000 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية عالقة في مصر والأردن.
وأكد  إن عكس مسار المجاعة المتفاقمة لا يمكن أن يحدث إلا بإرادة سياسية، ودعا إلى جعل مقولة “لن يتكرر ذلك أبدا” واقعا. وقال: “إذا خذلنا الفلسطينيين في غزة، فمن المرجح أن يُخذل آخرون أيضا في المستقبل،  دعونا لا نؤسس لسابقة خطيرة لا رجعة فيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*