الهاوية!!

طيف أول: 
دم القصيدة وبكاء البحر،
والدمعة التي أردَتِ الأمل قتيلاً،
هي التي جعلت أمانيهم البائسة
تحترق!!

بيان الرباعية لم يقف عند ردود الفعل السياسية، التي نالت حظًا كبيرًا من الدعم والموافقة من “الإيغاد” والاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون الخليجي في الخارج، ورحب به من الداخل تحالف “صمود” وعدد من القوى السياسية المدنية.
رفضته الحركة الإسلامية، وهاجمته المنابر الإعلامية الداعمة للإخوان.
لم يقف عند هذا، بل فجّر خلافات كبيرة بين القيادات الإسلامية والعسكرية.
أكدت المصادر أمس أن خلافات حادة نشبت بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من جهة، ومساعده ياسر العطا والخلية السياسية الإخوانية بقيادة كرتي وأحمد هارون من الجهة الأخرى، وذلك بسبب قرارات جوهرية صاغها البرهان وكان بصدد إعلانها خلال اليومين المقبلين، تخفيفًا للضغط الدولي المتزايد على قيادة الجيش.
وأضافت المصادر أن البرهان شرع في إعداد هذه القرارات فور عودته من سويسرا الشهر الماضي، حسب ما وضعته مخرجات لقائه بمستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس.
وكان من المفترض أن يتم إعلان هذه القرارات قبل ثلاثة أسابيع، لكن الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي اعترض عليها.
وكشف المصدر أن القرارات كانت تشمل:
تشكيل لجنة قانونية وأمنية لإعادة اعتقال المطلوبين للمحكمة الجنائية، وعناصر من تنظيم الإخوان الذين كانوا رهن الانتظار في عدد من القضايا.
عمليات إحلال وإبدال جديدة داخل الجيش والأجهزة الأمنية.
قرارات تتعلق ببنك السودان المركزي، وكذلك وزارتي الخارجية والمالية.
فك الارتباط بين الجيش والمجموعات الإعلامية الإخوانية الصارخة، التي ظلت تؤجج الحرب وتتّبنى خطابها السياسي العدواني.
شطب البلاغات الكيدية ضد القيادات السياسية المدنية، وعلى رأسها د. عبد الله حمدوك، رئيس تحالف “صمود”، وعدد من السياسيين والصحفيين.
وقال المصدر إن المجموعة المقربة من البرهان أبدت الآن مخاوفها من أن يكون الوقت قد مضى، سيما أن البرهان فقد الفرصة التي تضمن له التقارب مع الولايات المتحدة.
وتشير تقديرات المجموعة الاستخباراتية إلى أن إعلان المجموعة الرباعية لخارطة الطريق الجديدة شكّل ضربة قوية لموقف البرهان، الذي استجاب فيه لضغوط مجموعة كرتي والعطا. وأضاف أن البرهان وصلته تحذيرات من المملكة العربية السعودية ومصر من مآلات ذلك.
كما أن المخاوف تزايدت أكثر بعد الترحيب القوي الذي وجدته خارطة الطريق الرباعية، سيما الموقف الأفريقي الجامع الذي ترجمه الاتحاد الأفريقي و”إيغاد”، إذ إن تلك الخارطة تتطابق تمامًا مع خارطة الطريق الأفريقية التي أُعلن عنها في مارس 2023، والتي رفضها تنظيم الإخوان جملة وتفصيلًا.
الأمر الذي جعل رقعة الصراع تتسع، والأزمة الإنسانية تتفاقم، وهو ما عقد المشهد وجعل خسائر الحرب الميدانية والإنسانية والاقتصادية تتزايد، الأمر الذي شكّل هزّة كبيرة في صورة المؤسسة العسكرية أمام المجتمع الدولي.
وقال المصدر إن الفريق عبد الفتاح البرهان طالب الخلية الاستخباراتية بضرورة وضع سيناريوهات سريعة للتعامل مع الوضع الراهن.
وأثّرت الخلافات في كابينة القيادة حتى على البيانات الصادرة من الحكومة، حيث أصدرت الخارجية بيانًا أوليًا رفضت فيه بيان الرباعية وهاجمت فيه الإمارات، لكن الفريق البرهان اعترض على البيان، وطالب بصياغة بيان يرحب بالاقتراحات الدولية حتى لا يأتي الرفض برد فعل أقوى.
لكن تم تسريب البيان الأول الذي اعترض عليه البرهان، مما زاد من حالة الارتباك التي تعمّدتها فلول النظام البائد، وبعدها صدر البيان الذي دفعت به الخارجية كرد رسمي رحّبت فيه ببيان الرباعية.
والمعلومات الواردة تكشف أن ياسر العطا، كقيادي عسكري، يقف في صف القيادة الإسلامية، أي أن الشخصيات الثلاث التي منعت البرهان من تنفيذ اتفاق بولس هم: هارون، وكرتي، وياسر العطا، ولهذا يطالبهم البرهان الآن بإيجاد مخرج من هذا المأزق.
لذلك قلنا من قبل إن البرهان أهدر فرصته الأخيرة،
وهذا ما يؤكد ضيق الأفق والنظرة التي يعاني منها الكيزان، فغرورهم، رغم الخسارة والقتل والدمار، وتشبثهم بالبقاء، هو الذي سيرسلهم جميعًا إلى الهلاك.
وعلى الذكر، أننا وفي اليوم الثاني للحرب، كتبنا مقالًا تساءلنا فيه:
من الذي دفع البرهان إلى الهاوية؟
واليوم تأكد أن الذي دفعه يخشى ايضا ويلات
السقوط !

طيف أخير :
#لا_ للحرب

الاتحاد الإفريقي و”الإيجاد”: اجتماعات أكتوبر تستهدف الإعداد لحوار سوداني – سوداني والانتقال لنظام دستوري لذلك تحدثتنا من قبل ان ترحيب الاتحاد بحكومة ادريس من قبل لايعني انها دستورية.