ترمب يعتزم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية»
قال دونالد ترامب الرئيس الأمريكي لـ«جاست ذا نيوز» صباح الأحد(٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥م) إنه سيصنّف جماعة الإخوان المسلمين كـ«منظمة إرهابية أجنبية»، في خطوة تُعد ضربة لجماعة تُتهم منذ زمن طويل بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وتطرّيف الشباب المسلمين.
وقال ترامب: «سيتم ذلك بأقوى وأشد العبارات. يجري إعداد الوثائق النهائية».
وجاء إعلان الرئيس بعد أيام فقط من نشر موقع «جاست ذا نيوز» تحقيقاً مطوّلاً حول أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، وتنامي القلق داخل إدارة ترامب. ويفكّر ترامب في هذه الخطوة منذ ولايته الأولى.
جماعة الإخوان المسلمين حركة إسلامية تأسست قبل نحو قرن في مصر، لكنها تمتلك فروعاً وأحزاباً وحركات مرتبطة بها في أنحاء العالم.
وكان حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت قد صنّف الأسبوع الماضي جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) على أنهما «منظمتان إرهابيتان أجنبيتان ومنظمتان إجراميتان عابرتان للحدود». وقد رفض مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية هذا التصنيف ورفع دعوى قضائية ضد حكومة تكساس. ووفقاً لمجلة «بوليتيكو»، يقول المجلس إن هذا القرار «يمنع أعضائه من شراء الأراضي في تكساس، وينتهك حقوقهم الدستورية في الملكية وحرية التعبير».
ويمارس جمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ، مع بعض الديمقراطيين، ضغوطاً على وزارة الخارجية لتصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية. وكان وزير الخارجية ماركو روبيو قد أشار في أغسطس إلى أن تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية «قيد الإعداد»، لكنه أوضح أن العملية طويلة وحذرة، بما أن للجماعة فروعاً وتشكيلات عديدة يجب النظر فيها بشكل فردي.
واتخذ عدد من دول الشرق الأوسط إجراءات بالفعل ضد الجماعة؛ إذ حظرتها كل من مصر والأردن، فيما صنّفتها السعودية والإمارات والبحرين تنظيماً إرهابياً.
وقد رفضت الجماعة صفة «الإرهاب» المقترحة خلال إدارة ترامب الأولى، إذ قالت في بيان عام 2019 إنها «ستظل ثابتة في عملها وفق فكرها المعتدل والسلمي في ما نعتقد أنه حق، من أجل تعاون صادق وبنّاء لخدمة المجتمعات التي نعيش فيها والإنسانية جمعاء».
وأضافت الجماعة حينها: «ستظل جماعة الإخوان المسلمين أقوى – بفضل الله وقوته – من أي قرار». وشعار الجماعة هو: «الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا».
ولم ترد الجماعة على طلب للتعليق أُرسل عبر موقعها الرسمي باللغة الإنجليزية.
حاكم تكساس أبوت كشف يوم الثلاثاء أنه صنّف كلاً من الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كـ«منظمتين إرهابيتين أجنبيتين» – وهو أمر لم تقدم عليه إدارة ترامب بعد.
وقال أبوت: «لقد أوضحت جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أهدافهما منذ زمن: فرض الشريعة الإسلامية بالقوة وإرساء “سيادة الإسلام على العالم”. إن الإجراءات التي اتخذتها جماعة الإخوان المسلمين وCAIR لدعم الإرهاب حول العالم وتقويض قوانيننا من خلال العنف والترهيب والمضايقة غير مقبولة».
وأضاف: «اليوم صنّفت جماعة الإخوان المسلمين وCAIR كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين ومنظمتين إجراميتين عابرتين للحدود. هؤلاء المتطرفون الراديكاليون غير مرحّب بهم في ولايتنا، وهم الآن ممنوعون من حيازة أي مصلحة في ملكية عقارية داخل تكساس».
وجاء في إعلان أبوت أن جماعة الإخوان «تقدّم الدعم لفروع محلية في دول وأقاليم حول العالم، بما في ذلك جماعات تمارس الإرهاب على المستوى الدولي»، وأن أنشطة فروع الإخوان «قُيّدت أو حُظرت» من قبل حكومات أخرى بسبب «انخراط الجماعة في الإرهاب أو محاولتها زعزعة استقرار تلك الدول».
وردّ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بالقول إنه يتعرّض للتشهير، وهاجم أبوت. وجاء في بيان صادر عن المنظمة الوطنية للمجلس: «غريغ أبوت سياسي “إسرائيل أولاً”، أمضى شهوراً في إذكاء هستيريا معادية للمسلمين لتشويه سمعة المسلمين الأمريكيين المنتقدين للحكومة الإسرائيلية».
وأضاف البيان: «من خلال تشويه سمعة مؤسسة مسلمة أمريكية بارزة أخرى بنظريات مؤامرة ثبت زيفها واقتباسات مختلقة، أثبت السيد أبوت مرة أخرى أن أولويته القصوى هي تغذية التعصب ضد المسلمين، وليس خدمة شعب تكساس».
انطلاق تحقيقات جنائية
أعلن مكتب أبوت الخميس أن الحاكم وجّه وزارة السلامة العامة في تكساس إلى «إطلاق تحقيقات جنائية» بشأن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين.
وقال أبوت: «الهدف هو تحديد وتعطيل واستئصال المنظمات الإرهابية المنخرطة في أنشطة إجرامية في تكساس. سنستهدف تهديدات العنف والترهيب والمضايقة ضد مواطنينا. وسنركّز أيضاً على الأفراد أو الجماعات التي تفرض الشريعة الإسلامية بشكل غير قانوني – في انتهاك لدستور تكساس وقوانين الولاية».
السيناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز، إلى جانب أعضاء جمهوريين آخرين في مجلس الشيوخ، قدّم في يوليو مشروع قانون يدعو لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية.
وقال كروز هذا الصيف: «جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وهي تقدّم الدعم لفروع من الإخوان هي منظمات إرهابية. أحد هذه الفروع هو حماس، التي ارتكبت في السابع من أكتوبر أسوأ مجزرة بحق اليهود في يوم واحد منذ الهولوكوست، وشملت قتل وخطف ما لا يقل عن 53 أمريكياً».


