الجمعة - 22 جمادي الثاني 1447 هـ , 12 ديسمبر 2025 م

غوتيريش: طرفا النزاع السوداني  سيجتمعان في جنيف

عقوبات أمريكا على الكولمبيين بين نهج دق القراف خلي الجمل يخاف ، وأسلوب ابن زعيم الطائفة؟

عقوبات أمريكا على الكولمبيين بين نهج دق القراف خلي الجمل يخاف ، وأسلوب ابن زعيم الطائفة؟
حيدر التوم خليفة

القراف *(بكسر القاف)* لغة يعني المخالطة ، والخساسة ، واللحاء ، والجرب الذي يصيب الإبل ، ويعني مباشرة الفعل ، واكتساب السوء ، الخ …

وعندنا في السودان  ، وتحديداَ في هذا المثل *فالقراف هو إناء جلدي محشو بالقش أو العلف أو الذرة  ، أو صندوق خشبي* يوضع على ظهر البعير  ..

فذا أراد حاديه أو راكبه أن يسرع به أو يطوِّعه من *غير أن يؤذيه أو يستثير حنقه ، لأن الجمل حقود* ، ضرب علي القراف *فيخاف الجمل وينتبه فيسرع ويطيع صاحبه* ، خوفاَ من أن يتحول الضرب من القراف إلى جسمه ..

والمثل يقال لمن *قصد بعث رسالة معينة لطرف ثالث فيها تحذير مبطن* ، فيبطش بمن حوله ، فيفهم الطرف الثالث الرسالة ، ويلزم حده ، من منطلق إياك أعني فأسمعي يا جارة ، أو *أضرب زيد ينقرع عبيد* ..

وقالوا والعهدة علي الراوي ، أن أحد أبناء طائفة صوفية مشهورة ، كانت لزعيمها كلمة مسموعة في أمر البلاد ، كان هذا الابن يتلقي العلم ومعه مجموعة محدودة من أبناء المحظيين ، وكان لهم *مُعلم مُؤدِب يكثر من الضرب* ، ولكنه لا يستطيع أن يمد يده بالضرب على إبن الزعيم الطائفي مهما *اخطأ أو عجز عن الفهم* ، لهذا أُلحِق بهذه المجموعة تلميذُُ اخر من غمار الناس محدود التفكير ، وعندما يري المعلم أن ابن الزعيم غير قادر على استيعاب الدرس ، أو عاجز عن الإجابة ، كان يتجه مباشرة للتلميذ الآخر ويسأله عن ذات الشئ ، مُدركاً انه سوف يجيب إجابة خاطئة ، ويصدق توقعه ، وهنا يثور المعلم ويصب غضبه عليه ، *ويعاقبه بالضرب المبرح وعينه على ابن الزعيم*  ، ويتلقي التلميذ المسكين ثمن جهله وجهل ابن الزعيم معاً ، فيرتاح *ضمير المعلم الكذوب* ، ويشعر بما يسميه علماء النفس بالإزاحة النفسية ، ويحس أنه أدى ما عليه من مهمة ، فقد *علّم وشرح وعاقب* ..

وهذا عين ما فعلته أمريكا بالامس عندما *أصدرت وزارة خزانتها* ممثلة في مكتب مراقبة الأصول (*أوفاك*) ، *قرارات عقابية* ضد شبكة دولية تشمل بعض الشركات والأفراد الكولمبيين و(*جهات دولية لم تسمها*) ، عقاباً لهم على دورهم في *تهريب مقاتلين ومرتزقة كولمبيين* إلى دارفور ، شاركوا في القتال ، أو قاموا *بتدريب مقاتلين من الدعم السريع بينهم أطفال* ، الأمر الذي ساعد على تأجيج الحرب في هذا الإقليم  ..

وشمل القرار *عقوبات مالية تختص بالتمويل وتجميد الأصول داخل النطاق الأمريكي* ، وشملت *تحركات المُعاقَبين ومنعهم من دخول أمريكا* ..

وهي كما أرى *عقوبات لا ترقي إلى مستوي الجُرم*  ، بل تحوم حوله ، فهل يمكن اعتبارها على *شاكلة ذر الرماد على العيون* ، أو تعبيراِ عن عجز لازم سياساتها ، وهي تري جهل (*ابن الزعيم*) ولا تستطيع معاقبته ، فتعاقب (*التلميذ البليد*) بدلاَ عنه  ..

فالكل يعلم أن هذه الشركات تابعة *لمنصور بن زايد* في الخفاء ، وهو مدير الصندوق السيادي الاماراتي ، وأن *الإدارة الكولمبية ما هي إلا غطاءً لأفعال إجرامية كبرى* ، والجميع يعلم أن التمويل والتجهيز والتسفير لهولاء المقاتلين يأتي من *الحكومة الإماراتية  ، ومن مال إماراتي* ، فهل تُعاقب أمريكا *الفرع الطري وتترك الأصل القوي* ، وقديماً قال المتنبي  (*ومن قصد البحر استقل السواقيا*) ..،!

وهل اتبعت أمريكا *أسلوب ابن الزعيم* باحثة عن راحة نفسية ، وكأنها بقرارها هذا تُحمِّل كل مآسي الفاشر  *لثلاثمائة مقاتل كولمبي هُلِك نصفهم* ، وتغض الطرف عن *عشرات الطائرات* التي تحط يوميا في تشاد ، وهي تحمل *السلاح للدعم والموت لإنسان دارفور* ، قادمة من الإمارات ، وتشيح بوجهها عن *عشرات القوافل الممولة إماراتياً* ، والقادمة من ليبيا عابرة الحدود الى السودان كل أسبوع ، في صفوف طويلة تحوي العربات المصفحة والناقلات البرية الضخمة *المكدسة بالأسلحة الثقيلة ..؟*

أم أنها تريد *استدعاء نهج دق القِراف* وترسل رسالة إلى *المسئولين  عن تأجيج الحرب* في دارفور ، بعد أن طفح الكيل وزاد الميل ، *وتعدت نتائج الحرب ما هو محتمل ومسموح به* ، فهل هي رسالة لهم أن يرعووا ويرعوا بقيدهم ، وتحذير لهم بأنكم *تحت المراقبة ، وأن الدور آتيكم إذا لم تكفوا أيديكم* ..

إذا اردتم رأيئ فأنا أميل إلى *فرضية ابن الزعيم* ، لسبب بسيط ، وهو أن أمريكا الباحثة عن الراحة النفسية *ضالعة حتي أذنيها في إشعال وتمويل واستمرار هذه الحرب ..*

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
دخول سجل اسمك المستعار
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور