وزيرة المالية تتحدث بنصف لسان !!

وزيرة المالية تتحدث بنصف لسان !!
  • 11 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


كل الذين تابعوا التنوير الصحفي الخاص بالراهن الاقتصادي مساء امس عبر منبر وكالة الانباء السودانية ( سونا) كانوا يتوقعون ان يستمعوا لوزيرة المالية وهي تتحدث بلغة الاقتصاد ولكنها وللاسف الشديد اكتفت ببيان مكتوب وهزيل لا يشفى الغليل وتحدثت بنفس اللغة التي يتحدث بها العوام من الناس مثلنا .. دون اي ارقام او نظريات اقتصادية او نظرة او خطة اقتصادية واضحة المعالم واكتفت بترديد ذات العبارات التي نسمعها صباح كل يوم من رجل الشارع العادى .

وتحدثت عن الارتفاع الجنوني في اسعار صرف عملتنا المحلية وارجعت ذلك للحرب الاقتصادية غير المعلنة ضد الدولة .

وورد على لسانها كلمة ( العملات المزيفة) التي تم استغلالها لشراء الدولار .. وتوقفت هنا دون اي تفاصيل او شرح . فقط ذكرت وأكدت وجود عملات مزيفة.

وهذا يؤكد صحة ما يتم تداوله عبر الاسافير عن وجود عدد مهول من العملات المزيفة وقد اورد بعض رواد التواصل الاجتماعي صور لعملات سودانية من فئتي المائة جنيه والخمسمائة وبارقام متسلسلة متكررة .. وكنا نعتقد انها صور مفبركة ولا تعدو ان تكون تلك صور ( فوتوشوب) المعروفة في عالم الميديا .

واذ بوزيرة المالية تؤكد لنا صحة تلك المعلومة المزعجة والمخيفة .

ولكن السيدة الوزيرة سكتت عن الكلام المباح ولم تعطي اي تفاصيل اضافية بل بسكوتها عن الافصاح لم تزيد الوضع الا تعتيما وتعقيدا .

حتى ممثلوا الجهات الامنية الذين تحدثوا بعدها في ذات التنوير الصحفي لم يتحدث احدهم ولو عرضا عن تزوير العملة السودانية وان هناك عملات مزيفة قد ملأت وطفح بها سوق الدولار في السودان .

ويظل السؤال قائما .. لماذا تسكت الاجهزة الرسمية للدولة عند الحديث عن هذا الكم الهائل من العملات المزيفة ..

هل هناك دولة داخل الدولة هي التي تتولى طباعة هذه العملات المزيفة وتغرق بها الاسواق ؟ هل ما يتداوله الناس في مجالسهم ان هناك اجهزة مخابرات لبعض دول الجوار تقوم بهذا العمل التخريبي ويطبعون هذه العملات المزيفة في بلادهم ويشترون بها المنتجات السودانية او يرسلونها لداخل السودان ويشترون بها الدولار وبمعاونة من جهات اخرى داخل الوطن هي معلومات صحيحة .

كل هذه الاسئلة المزعجة يتداولها المواطنون بدون ان بجدوا اجوبة تشفى الصدور . وكنا نعتقد ان التنوير الصحفي مساء امس سيكشف لنا المسكوت عنه ولكن تنويرهم لم يزيد الطين الا بلة .

مازلت متفائلا ان الحكومة ربما ستفاجيء الجميع وتعلن عن تغيير العملة وبالذات الفئات الكبيرة 50 – 100- 200- 500 وانها لا تريد الاعلان عن ذلك لدواعي اقتصادية وأمنية . وربما نكون مفرضون في التفاؤل .

خلاصة القول وبعد حديث وزيرة المالية والتي تحدثت بنصف لسان عن تزوير العملة اذا لم تتخذ الحكومة موقفا واضحا وقرارا حاسما في هذا الشأن سأعتبر حكومتنا الانتقالية هي أكبر المتأمرين على اقتصادنا المنهك .
كان الله في عوننا

اللهم احمى بلادنا من السيول والفيضانات ومن العملات المزيفة ومن وزيرة ماليتنا التي تتحدث بنصف لسان


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.