بعض فصول رواية (ماهر سالم) و(بسام حسن) التي حان ميقات نشرها!!

بعض فصول رواية (ماهر سالم) و(بسام حسن) التي حان ميقات نشرها!!
  • 31 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

ماهر أبو الجوخ

أصدرت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م وإزالة التمكين ومحاربة الفساد وإسترداد الأموال في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته مساء يوم الخميس 29 أكتوبر 2020م عدد من القرارات حظي بعضها بتسليط الضوء الأبرز على رأسها استرداد الخطوط البحرية السودانية وشركة شريان الشمال وإلغاء تسجيل عدد من المنظمات واتفاقيات المقر لأخرى على رأسها وكالة الإغاثة الإسلامية ومنظمة الشباب العربي الإفريقي وغيرها.

في خضم تلك القرارات، ورد قرار خاص باسترداد أملاك وعقارات ومنقولات اثنين من الشخصيات البارزة بشركة الأندلس للإنتاج الإعلامي والتوزيع المحدودة المالكة لقناة وإذاعة طيبة، وشركات أخرى مرتبطة بها وهاتين الشخصيتين، وهما (ماهر سالم رباح رمضان) و(بسام حسن محمد أحمد) الهاربين والموجودين حالياً بتركيا تتويجاً لمسيرة تقصي وتتبع تزيد على الخمسة أشهر.

لعل ما حجب الضوء عن هاتين الشخصيتين عدم ظهورهما في سطح الأحداث، ربما لإنشغالهما بكنز وتكديس الأموال التي أظهرها قرار الاسترداد بموجب حجم الأصول المملوكة لهما، والشركات التي لديهما أسهم فيها، إلا أن الفصل الأبرز في سيرة ماهر سالم رباح رمضان تعود للعام 1999م حينما شارك بالتحريض والتنفيذ في أحداث حرق معرض الكتاب المقدس بجامعة الخرطوم عبر واجهة جمعية الدعوة والإرشاد التي كان يشرف عليها رئيس قسم الدراسات الإسلامية د.عبدالحي يوسف التي كادت أن تفضي لفتنة دينية عظيمة بالجامعة عقب قيام ماهر سالم (المشهور حينها باسم ماهر الفلسطيني) بحرق معرض الكتاب المسيحي الذي أقامه الطلاب المسيحيون بجامعة الخرطوم، والذين كان أغلبهم من طلاب جنوب السودان، وأسهم تدخل القيادات الطلابية الديمقراطية المناهضة للنظام المباد في نزع فتيل الفتنة. منذ ذلك الوقت توطدت علاقة وصلة ماهر سالم بشيخه عبدالحي يوسف بشكل أعمق فتنامت وتعززت، وبات موضع ثقته المطلقة، وساعده الأيمن.

بالنسبة لبسام حسن محمد أحمد فهو بخلاف الأصول الفلسطيننية التي جمعته بماهر سالم، فلديهما قاسم مشترك أخر يتصل بارتباطهما المباشر بأنشطة (حماس)، ويحتفظ ماهر سالم لبسام حسن ببعض الفضل (ايام العسر) عند مباشرتهما للعمل ضمن بعض استثمارات (حماس)، التي تمددت بفضل التسهيلات الحكومية، واستعان ماهر ببسام عند تأسيسه وانخراطه في بعض أوجه العمل التي بدأت بالتسجيلات الإسلامية، ثم تطورت بشركة تولت تأسيس قناة طيبة التي تطورت لاحقاً لتصبح محطة تلفزيونية، ومن بعد تأسيس باقات قنوات (أفريقيا) بثلاث لغات، ثم بعد خلافات مع الممولين تم تأسيس باقة (نيو أفريكا).

كانت نقطة قوة ماهر سالم تتمحور في أمرين أولهما تمتعه برؤية مالية استثمارية، وهو ما جعله مميزاً لدى عبدالحي يوسف، أما الأمر الثاني فهي سيطرته بالكامل على عبدالحي يوسف بشكل بات الثاني فيها منساقاً ومطيعاً للأول، وهو ما جعل ماهر سالم من موقعه كعضو منتدب لمؤسسة المشكاة التي أسسها عبدالحي يوسف هو المخطط الأساسي والمهيمن على موادرها.

كما هو معلوم، فإن مؤسسة المشكاة ظلت منذ تأسيسها تعمل بلا تصديق حتى صدور قرار إلغاء تسجيلها في نوفمبر 2019م. استحوذ ماهر سالم على أموال ضخمة وعبر (المشكاة) باسم قناة وإذاعة طيبة ثم باقة قنوات أفريقيا من جهات داخل وخارج السودان تقدر بملاين الدولارات.

قام ماهر سالم تحت سمع وبصر وعلم عبدالحي يوسف بتحويل جزء كبير من تلك الأموال لمصلحته الشخصية واستخدامها في أنشطة أخرى، وحظي والده الروحي بسام حسن بقدر من تلك الأموال، فتمددت ثروتهما وممتلكاتهما ليس داخل السودان فقط وإنما خارجه.

ما يؤكد معرفة وإلمام عبدالحي يوسف بهذه التجاوزات، واقعتان: الأولي مساندته لماهر سالم حينما تمت مواجهته من الداعمين لباقة قنوات أفريقيا بالتجاوزات المالية، وخروجه من مجلس أمناء القناة، وتأسيسه مع ماهر سالم وآخرين لقنوات (نيو أفريكا)، أما الشاهد الثاني فهو قبوله لهدايا وعطايا ماهر سالم، أبرزها: شقة بمجمع الرواد السكني التي لم تكتمل نقل الملكية، لكنها على أرض الواقع كانت فعلياً تستخدم من أقارب لعبدالحي يوسف بوصفها ملكاً لـ(الشيخ) الذي لم يسأل (حواره ماهر سالم) من أين لك هذا ..!! ..

وبالعكس، فإن (الشيخ) كان شريكاً مع (حواره ماهر سالم) في أكثر من شركة من بينها (الأندلس) المالكة لقناة وإذاعة طيبة، و(النبلاء) المالكة لباقة قنوات أفريقيا، (شركة إفريقيا الجديدة للإنتاج الإعلامي) و(الجامعة الإ\أفريقية المفتوحة) وأسماء العمل التابعة لها.

بالنسبة إلى ماهر سالم، فقد امتلك منفرداً عدداً من الشركات، أبرزها: (إنجاد للاستثمار والمقاولات المحدودة) التي تنازل شركاؤه الأجانب عن أنصبتهم فيها قبل أن يتهموه لاحقاً بالاحتيال عليهم بعد إخلاله باتفاقه معهم بتسجيل جزء منها كمستحق لهم نظير تصفية الشراكة، وامتلك في ذات الوقت شركات عديدة أغربها (الماهر للحلول المتكاملة) التي يمتلكها ماهر سالم وابنه سالم ماهر، التي تأسست في أكتوبر 2010م، وشغل فيها الابن (سالم ماهر) موقع سكرتير مجلس الإدارة وهو من مواليد العام 2000م !! ليقوم في العام 2014م وبوصفه سكرتيراً لمجلس الإدارة يصدراً تفويضاً لأحد أعضاء مجلس الإدارة لإبرام التعاقد مع المدير العام للشركة !!

من الضروري الإشارة هنا إلي أن بسام حسن محمد أحمد – الذي ألحقت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين بقرار استرداد الممتلكات- مثل في أحيان عديدة واجهة من واجهات ماهر سالم في بعض الممتلكات بغرض إخفاء الملكية الحقيقية لماهر سالم، لعدم لفت الأنظار للأول، وفي ذات الوقت فقد جنى مكاسب شخصية تمثلت في استحواذه على عدد من العقارات داخل وخارج الخرطوم.

يظهر قرار لجنة التفكيك وإزالة التمكين المعلن مساء الخميس 29 أكتوبر 2020م استرداد (17) شركة واسم عمل، واحدة منها تتبع لبسام حسن التي تحمل اسم (البسام للأعمال المتقدمة المحدودة) فيما تعتبر (4) منها أسماء عمل لـ(الجامعة الأفريقية المفتوحة) التي أسسها كل من عبدالحي يوسف وماهر سالم وبخلاف هذه الشركة توجد شركات أخرى تشارك فيها الاثنان –أشرنا إليها سابقاً- فيما استحوذ ماهر سالم على شركات أخرى مع شركاء أخرين.

بالنسبة إلى العقارات والمنقولات المستردة من ماهر سالم فقد تضمنت (34) عقاراً وأرضاً سكنياً من بينها مزرعتان في القطينة (ولاية النيل الأبيض)، ومروي (الولاية الشمالية)، وبشكل تفصيلي، فإن هذه المستردات تضمنت بجانب هاتين المزرعتين (8) قطع بولاية الخرطوم أبرزهما قطعة أرض بسوبا الصناعية بمساحة 2790 متراً، وقطع أرض بكافوري بمساحة 540 متراً تقدر قيمة قطعة كافوري بما لا يقل عن النصف مليون دولار، بجانب تخصيص أرض زراعية مطري شمبات من قبل حكومة السودان للمذكور لمدة ثلاثين عاماً 4373 متراً.

المفاجأة الكبرى كانت في حجم العقارات التي امتلكها ماهر سالم، والتي بلغت إجمالاً (24) عقاراً، وجاء توزيعها بواقع شقتين بالديار القطرية الخرطوم بحري، وشقتين زائد دكان أرضي بحي الشاطي الخرطوم، و12 شقة زائد محل أرضي (برج درة الحجاز المنشية)، و4 مواقع تشمل محلين وميزانين (برج بلازا الحجاز)، ومحل أرضي (برج الحجاز حي الصفا)، بجانب شقة بمجمع الرواد السكني أهداها لشيخه عبدالحي يوسف ولكن لم تكتمل إجراءات نقل الملكية رغم استخدامها من أقارب المنقول له ملكيتها.

بالنسبة إلى بسام حسن محمد أحمد، فإن إجمالي ما تم استرداده بموجب قرار اللجنة بلغ (12) عقاراً وقطعة أرض من بينها مزرعتان في كل من سوبا (الخرطوم) والقطينة (النيل الأبيض)، أما بالنسبة للعقارات فقد شملت (3) شقق بالديار القطرية، وشتقتين إثنين بمجمع الرواد السكني الخرطوم، واستراحة مشيدة بالحي الدبلوماسي الخرطوم، ومدينة ألعاب بالحي الدبلوماسي الخرطوم، موحلين إرضيين (برج الحجاز شارع مكة الرياض)، وجزءاً من ميزان برج درة الحجاز المنشية.

حتي اللحظة فإن ما أعلنته لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م بخصوص استرداد مملتكات (ماهر سالم) و(بسام حسن) هو ليس كل رواية الرجلين، وإنما الفصل الأول من روايتهما التي ربما عند كشف تفاصيل بقية الفصول اللاحقة منها، فإن حالة الدهشة التي قد تعتري البعض الآن بعد نشر الحقائق المذكورة أعلاه سيزول عندما يكتشفوا أن ما ورد في السطور السابقة هو بمثابة المقبلات لدعوة الطعام.

من المؤكد أن اللجنة لديها المزيد والمثير أكثر مما كشفت تفاصيله مساء يوم الخميس 29 أكتوبر 2020م فالطريق أمامها بات مكشوفاً بالكامل بعدما كُسر طوق (حاجب السرية) الذي توهم لصوص هذا الزمان بأنهم أقاموه بإخفاء الأوراق والمستندات وتهريب الأموال والمعدات … والآن بعد سبعة أشهر نقول لهم (انتهي الدرس) وعليكم الاستعداد للصراخ والعويل فنحن أقرب إليكم مما تتوقعون … !!

ماهر أبوجوخ
المفوض الإداري والمالي لشركة الأندلس وقناة وإذاعة طيبة
29 أكتوبر 2020م
الخرطوم- السودان

التعليقات مغلقة.