من بلاد العم سام إحتلال الكونغرس الامريكي

من بلاد العم سام إحتلال الكونغرس الامريكي
  • 11 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

أكرم عبد الجبار

تتواصل جلسات التحقيق في حادثة إحتلال او دخول الكونغرس في السادس من يناير الماضي للعام ٢٠٢١م ضد الرئيس السابق دونالد ترمب بعد ان اقتحم مناصريه رمز السيادة الامريكية. كل الادلة توحي الي عزله السياسي التام من تولي اي منصب حكومي او سياسي فيما تبقي من عمره.
بدأت الاحداث المؤسفة عندما عبأ ترمب مناصريه بأكاذيب افترضها من أم خيال رفضه لنتيجة الانتخابات الرئاسية واصبح يكررها حتي صدقها أعوانه الذين ينتهجون نفس نهجه العنصري والذين هم من البيض المتشددين الذين يؤمنون بالسامية.

في ذلك اليوم كان كل الشعب الامريكي في صدمة وذهول من الأحداث التي راح ضحيتها خمسة اشخاص من بينهم شرطي من حراس الكونغرس. كثير من ألشعب الامريكي كان يتوقع حدوث فوضي من قبل اعوان ترمب، بعد ان صرح مراراً وتكراراً قبل ميعاد الانتخابات الرئاسية انه لن يخسر الرهان إلاّ اذا تم التلاعب في نتيجة الانتخابات. ولكن لا أحد كان يتوقع ان تأخذ هذا المنعطف الخطير في طريق السياسة الامريكية، حيث وصل الحال ب( الترمباويون) مناصري ترمب الشروع في التهديد والهتاف بالقتل لوقف إجازة نتيجة الانتخابات. في تلك اللحظات خاطبهم ترمب بالذهاب الي الكونغرس من شارع بنسلڤانيا اڤينيو المؤدي مباشرةً الي البوابة الرئيسية من الناحية الغربية، وكان نص الخطاب ” نحن ذاهبون الي الكونغرس لإعطاء الضعفاء من الجمهوريين القوة والجرأة لإعادة امريكا إلينا مرة اخري ” وكان الإيماء الي نائبه مايك بنس بالضعف وعدم الجرأة. فهتف الحشد بعبارات تهديدية غاضبة وارهابية ومنها، اوقفوا السرقة، إحتلوا الكونغرس و أرجموا الكونغرس. وبعد ان حطموا تلك البوابات الرئاسية وتمكنوا من الدخول تحولت الهتافات الي ” اشنقوا مايك بنس” وهو نائب الرئيس و ” اقتلوا نانسي بلوسي ” وهي الناطق الرسمي Speaker of the House والتي عرفت بمواقفها القوية ضد معظم قرارت ترمب المتطرفة. فقد كان قادة وعناصر أكبر التنظيمات عنصريةً وحقداً وكراهيةً للغير بالولايات المتحدة الأمريكية حضوراً مثل منظمة
Proud Boys
The Kek Flag
The Three Percenters
QAnon Supporters
Norse Symbols
Stop the Steal
Neo-Nazism
Noose and ‘Day of the Ropes
The confederate flag
عاش أعضاء الكونغرس ساعات من الارهاب المتواصل بعد ان عجزت الشرطة عن ايقاف الاحتلال الذي كان سيؤدي بحياتهم إذا وصل اليهم ذلك الجيش المتهور. وما كان من ترمب الا ان يصب المزيد من الزيت علي النار بشكره وتشجيعه لهذا الجمع المخرِّب عبر موقع تويتر كما وصفهم بالفدائيين.
فقد نجا مايك بنس وأسرته بسباقهم الدقائق التي تفصلهم عن حتفهم بمساعدة افراد من أمن الكونغرس، كما وصل التهديد لكل الجمهوريين الذي خالفوا ترمب واعوانه الرأي مثل مِت رامني وغيره.
عالمياً ومحلياً وصف هذا الحدث بالإرهابي لانه تضمن كل اركان الافعال الارهابية من تهديد وتخريب وقتل. كان بإمكان الرئيس السابق ترمب ايقاف انصاره بكلمات بسيطة بعد ان توسل اليه الكثير من أصدقائه وأعضاء حزبه وحتي بعض افراد عائلته مثل إيڤانكا ترمب ولكنه ادار ظهره لهم جميعاً بعدم الرد.
الادلة التي تم عرضها في الجلسات أثبتت ان الرئيس السابق ترمب هو من رسم وخطط لكل هذه الأعمال التخريبية لإرضاء كبرياءه و لنصرة ذاته.
فإذا انتهت التحقيقات بالعزل، ستكون هذه من المرات القلائل التي يحدث في العزل والاولي من نوعها من أنصار أي رئيس او حزب. ذلك اليوم كان نقطة تحول في حياة كثير من الامريكان السياسية والاجتماعية وأيضاً التنبيه رفع الراية الحمراء للنظر في أمن الكونغرس وسلامته بعد ان كان البؤرة الأكثر أماناً في العالم. فقد كان يوم لا ينسي وطبع في ذاكرة التاريخ الامريكي الي حقبة الرئيس دونالد ترمب.
وما زالت الجلسات متواصلة ……..

التعليقات مغلقة.