ضجة صورة وزيرة الخارجية والوزير المصري

ضجة صورة وزيرة الخارجية والوزير المصري
  • 12 يوليو 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

أقام كثير من البسطاء والساذجين الدنيا ولم يقعدوها بعد رؤيتهم لصورة توجد فيها وزير الخارجية السودانية مريم المهدي في لقاء في مقر البعثة المصرية وهي تجلس على يمين وزير الخارجية المصري الذي كان في مقعد مدير اللقاء بوجود آخرين من الدبلوماسيين العرب، هؤلاء البسطاء فات عليهم ان في لقاء آخر مع ذات الدبلوماسيين جلست مريم المهدي في مقعد مدير اللقاء وجلس وزير الخارجية المصري على يمينها، ولم نسمع ولولة وصياح وصراخ النشطاء المصريين عن انهيار الدبلوماسية المصرية وتمريغ أنف كرامة مصر كما يصدع رؤوسنا هؤلاء الساذجين.

الذين يتحدثون عن تناغم سوداني مصري وتباعد سوداني اثيوبي فهذا له سبب، الدبلوماسية السودانية والمصرية في تناغم الآن لأن مصالحهما في مياه النيل تتعرض لخطر، وطبيعي أن يعملا سويا من أجل إزالة هذا الخطر، اثيوبيا جارة لنا وصديقة وهذا شيء مؤكد، ولكنها لا تتعامل معنا الآن بهذا المفهوم ولا تتعاون معنا، بل تتجاهلنا وتتعامل معنا بطريقة فيها اهانة للسودان وشعبه، كونها لا تطلع السودان ولا تشركه في قضايا السد من أجل أن يطمئن شعبنا على مصير حياة الملايين منه، ولذلك لا يمكن لدولة تحترم سيادتها وحق مواطنيها في الحياة أن ترهن نفسها وشعبها لأي دولة مهما كانت صديقة، وفي نفس الوقت لا يمكن لدولة في خطر ان ترفض التنسيق مع اي دولة تساعدها على تحقيق مصالحها في إزالة هذا الخطر، هذه أبسط أسس الدبلوماسية ووظائف الحكومات.

ملء وتشغيل سد النهضة بصورة احادية من جانب اثيوبيا يعرضنا لمخاطر جمة، اثيوبيا لن تتأثر بانهيار سد النهضة لأنه يقام بالقرب من حدودها مع السودان ولا توجد بعده مدن وقرى اثيوبية كثيرة مأهولة، بينما اذا انهار السد فإن مدن وقرى سودانية يسكنها الملايين ستختفي من الوجود خلال ساعات، هل يعلم البسطاء والساذجين الذين يشنون حملة على وزيرة الخارجية واسفارها هذه المعلومة؟!! ام انهم نائمون في العسل؟!! هذا الخطر لمعلومية الجميع اذا لم يعالج الان سيكون موجودا باستمرار في السنوات القادمة، ويهدد حتى الاجيال القادمة، وبالتالي هي قضية أمن قومي عليا، لا يجب التفريط فيها ولا التهاون اذاءها. حكومة السودان واجبها القومي يفرض عليها السعي من اجل توقيع معاهدة شاملة بخصوص سد النهضة، ولتحقيق ذذلك مطلوب من الدبلوماسية السودانية الذهاب إلى كل دول العالم لشرح موقفنا كسودانيين والمخاطر التي تتهددنا، والعمل مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والأشقاء العرب من أجل توقيع اتفاق يحمي مصالحنا.

وبالمناسبة موقف السودان متوازن جدا، لا يطلب السودان من اثيوبيا ان تتوقف عن تشييد سدها ولا قتل طموحها في بناء سد يخدم مصالحها ومصالح شعبها، وإنما يطلب ان يكون كدولة مجرى سيهدد هذا السد سكانها ومصالحها الاقتصادية أن تكون مطلعة على كيفية ملء وتشغيل السد، حتى تحمي شعبها، فهل هذا الطلب غير عادل؟.

هل يعلم أصحاب الحملة (الطرشاء) ان سد النهضة يبعد ١٠٠ كلم فقط عن سد الرصيرص الرملي الذي يسقي ما يفوق ال ٥٠% من مشاريع السودان الزراعية بما فيها مشروع الجزيرة؟ ويوفر نسبة كبيرة من كهرباء السودان؟! وهو يمثل عشر حجم سد النهضة فقط، مما يعني ان تسريب مياه فقط غير محسوب وليس انهيار لسد النهضة يمكنه أن يمسح سد الرصيرص من على وجه الأرض؟! فينتهي مشروع الجزيرة وكهرباء السودان!! فهل ينتظر هولاء الساذجين ان يحدث هذا حتى يعلموا لماذا تسافر مريم المهدي شرقا وغربا من أجل معالجة هذه القضية؟ الأغبياء هم من يتعلمون الدرس فقط حين يقع الفأس في الراس.

وزيرة الخارجية السودانية لا يمكنها أن تهين سيادة بلادها وما ينبغي لها، فهي ممثلة في الحكومة لحزب عريق جاء باستقلال السودان هو حزب الأمة القومي، فمن صنع الاستقلال لا يهدره، كما أنها سليلة أسرة روت بدماءها هذه الارض تحريرا وفداءا، فهل تفرط فيه الان!! العقلاء يعلمون هذه الحقائق، لذلك يترفعون عن الشك في هذا الأمر، بينما هناك صف طويل من أصحاب العقد النفسية، الذين يحاربون أبناء أسرة المهدي فقط لأنهم أبناء هذه الاسرة، وهؤلاء لا مكان لعلاجهم الا مستشفيات الطب النفسي. 

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.