رحلتي إلى ٱخر الدنيا-منازلة كرونا

رحلتي إلى ٱخر الدنيا-منازلة كرونا
  • 12 يوليو 2021
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

الفصل الثالث

6

سيارتنا تمضي مسرعة في شوارع فسيحة ملساء تحفها الخضرة بينما القلق يستبد بي فالمشوار خاص بأخذ لقاح كرونا فمازلت أتهيب الحكيم والبوليس منذ صغري حيث كانوا يخيفوننا بهما.
اللافت أن أهلنا ظلوا يسمون الوباء كروورا.

ترجلنا من السيارة أمام المجمع التجاري الهائل الذي يعج بالمتسوقين وهو أحد مراكز أخذ اللقاح في حينا فاللقاحات متوافرة لكل البالغين 12 عاما فأعلى حتى إن أمريكا تبرعت من فائضها للدول النامية أو النايمة كما يحلو لبعض الممازحين بنصف مليار وحدة’ علما أنها متاحة للزوار أيضا ما أبرز على الساحة الدولية مفهوم سياحة اللقاحات في وقت حصدت فيه كرونا 4 ملايين حول العالم حتى اليوم’ في وقت تصطبغ القتامة فيه مواقع شتى من بينها تونس التي تستغيث لانهيار نظامها الصحي لتفشي الجائحة.
أسرعنا وسط السلع المترعة المتنوعة وجمهور المتسوقين إلى الصيدلية بالداخل حيث هدفنا.

أفصحنا للعاملين بنيتنا فقدموا لنا استبانات لملئها وفق بطاقات الهوية وقد كان.
بعد نحو ربع ساعة من انتظار الدور دلفنا إلى مكتب داخلي فجلس العزيز أحمد عمر على كرسي وثير وأخذت موضعي في الٱخر فخيرته ال سستر الٱسيوية النابضة بالحيوية عما يريد من الانواع فاختار جونسون لميزة أخذه مرة واحدة بذا فهو رغم ما يثار حوله أكثر ملاءمة للمتعجل وفعاليته نحو 85.4 في المية وهو مفيد للمناطق التي تعوزها مواعين الحفظ المبردة الملائمة.

حينما عكفت ال سستر على وخزه قرأت على وجهه رباطة ثم جاءت تسألني عن أي كتف أريد تلقي اللقاح عليها فاخترت اليمنى بينما أسارع بفك أزرار قميصي في وجل فجاءت تمسحها بمادة معقمة ثم أقبلت وهي تهمهم ويصدر عنها صوت منغم خفيض فعدت بخيالي القهقرى لما كان من شأن الحكيمين اللطيفين مختار طه وعبد الرحيم تاج الختم وبعثهما الطمأنة في نفوس الأطفال الوجلة على النحو ذاته حيال الحقن المرعبة المصحوبة بصياحهم في مستشفى دلقو الرائد.

كانت في يدها حقنة صغيرة سنينة كتلك المستخدمة لمرضى السكري فغرستها في خفة ورشاقة ثم نزعتها وقد أفرغت نوع فايزر وفق طلبي مع وضع لاصق وهو يحمي بنسبة 95 في المية وتتصدى للسلالة الهندية بنسبة 88 في المية’ التي تصيب حتى بمجرد مرور مصاب جوار ٱخر سليم ولما كانت نسبة 5 في المية تظل نافذة للإصابة فلا مندوحة من الاستمرار في احتراسات التباعد والكمامة ثم أعقبتنا أم محمد.

من المشجع أنه حتى لو أصيب نائل اللقاح بكرونا فإنه لا يصل مرحلة المكابدة والموت إلا في حالات استثنائية.
إذن هكذا اجتزت كابوسي وأنا أكاد لا أصدق يسر ما ظل يشغلني وقتا فطلب منا الانتظار ربع ساعة مضينا بعده في حبور الظافرين بعد تزويد كل منا ببطاقتين إحداهما تتصل بتخيفض أسعار مشترياتنا على أن نعود بعد 3 أسابيع لتلقي التالية.

لست وحدي من تمنع وتشكك فالملايين حول العالم يتوجسون ما جعل اليونان تعلن حافزا ماديا ونتا مجانيا لشبابها في حالة تلقيهم اللقاح فيما حصرت ابوظبي ارتياد مواقع مرغوب فيها للمحصنين باللقاحات.

في الأيام التالية لم يتعد التأثير بعض الإحساس بثقل الكتف والشعور بصداع أكاد لا أستبينه بوضوح استعنت حياله وتجنبا لأي طارئ بحبة أسبرين يوميا 3 أيام وهو يتفاوت من شخص لٱخر في ضوء طاقة الإنسان واحتماله لكنه عامة في نطاق المحتمل غير المخيف.

لم أنس تجريب وضع لمبة كهربية ثم معدن مغنطيسي على موضع التلقيح فلم تكن هناك أدنى استجابة عكس بعض مبالغات نت المتداولة.

من المهم الإيعاز بتوخي عدم الخضوع لتخدير ” بنج ” خلال أسبوعين من نيل اللقاح لخطورته.
حسنا .. ماذا عن الجرعة التالية؟

في جو غائم سلس عدنا للمركز عينه وبعد الاستيثاق من البيانات وجدنا هذه المرة خواجة شابا حيويا أقبل نحوي يمسح كتفي اليسرى ويأتي بالحقنة فطار قلبي كما يغني العميد لكنها كانت مجرد وخزة عابرة حتى إنني سألته:
هل فرغت؟
فرد إيجابا
هكذا ببساطة ” عبرنا ” وبتنا في قائمة المحصنين ضد كارثة كرونا بنسبة 95 في المية.
ولم تتعد الٱثار الجانبية صداعا وألما في الكتف تصديت لهما بأسبرين ثم بنادول.

لا أجد ختاما قارئي العزيز نصحا أقيم من قاعدة الحديث الشريف الذهبية:

اعقلها وتوكل

أنور محمدين
سياتل
صفحة أشواط العمر في فيس
جريدة التحرير الإلكترونية

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.