أفغانستان بين طالبان والامريكان

أفغانستان بين طالبان والامريكان
  • 18 أغسطس 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ التي استهدفت مبنى البنتاغون وبرجي التجارة بامريكا، اقتحمت أمريكا وحلفاؤها افغانستان بحجة منع حدوث هجمات إرهابية مشابهة لما حدث في ١١ سبتمبر، هذا هو الهدف الاهم لاقتحام افغانستان.

لو لم تكن هناك ١١ سبتمبر لما اقتحمت أمريكا وحلفاؤها افغانستان، هذه حقيقة بسيطة أكيدة عن ما حدث في افغانستان، لذلك لم يكن مطلوبا من امريكا وحلفاءها ان يقوموا ببناء دولة في افغانستان، أو أن ينشئوا ديمقراطية او ليبرالية، كان هدفهم الأساس هو منع حدوث تهديد ارهابي جديد لبلدانهم .
هل تمثل طالبان تهديدا حقيقيا لأمن أمريكا وسلام العالم؟ هذا هو السؤال الذي سيدور كثيرا في هذه الأيام بعد سيطرة طالبان المفاجئة والسريعة على العاصمة كابول وإستلامها السلطة في افغانستان.

في ٢٩ فبراير ٢٠٢٠ وقعت امريكا وحركة طالبان على اتفاق سلام في الدوحة بقطر بعنوان (الاتفاق على إحلال السلام في أفغانستان) شملت أحكام الاتفاق انسحاب جميع القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، وتعهد طالبان بمنع القاعدة من العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان، وإجراء محادثات بين الطالبان والحكومة الأفغانية.

خلال الفترة اللاحقة لهذا الاتفاق جرت مفاوضات متقطعة بين حكومة افغانستان وطالبان ولم تؤدي إلى نتائج، ولكن يمكن القول أن الصيغة التي كانت تتحدث بها طالبان في تلك الفترة حتى بعد تقدمها في معارك الشمال كانت صيغة فيها كثير من الآراء الجيدة لمصلحة التسوية السياسية وبناء السلام والأمن.
الانهيار الدراماتيكي لجيش افغانستان وتقدم قوات طالبان السريع نحو العاصمة وهروب رئيس البلاد اوجد مناخا جديدا في البلاد، وجعل طالبان هي المتحكم الأول والرئيس في هذا البلد المضطرب، فهل ستدعو افغانستان إلى حوار وطني مع بقية الفرقاء ام تواصل سيطرتها المنفردة على الحكم؟ هذا سيكون السؤال السياسي الأهم للافغان لمعرفة نوايا وتوجهات طالبان تجاه الفرقاء الداخليين الآخرين.

هل ستلتزم طالبان بالتعهد الذي قطعته لامريكا في اتفاق الدوحة بعدم السماح لتنظيم القاعدة بالعمل في مناطق سيطرتها والتي أصبحت افغانستان بكاملها؟ هذا هو السؤال المهم الان لامريكا، فالراجح ان امريكا لن تتردد في اقتحام افغانستان مرة أخرى اذا انطلقت منها هجمات إرهابية جديدة تستهدف الأهداف الأمريكية.

لن تفرض أمريكا على طالبان شكلا سياسيا محددا للحكم، الشعب الأفغاني هو من سيحدد ذلك اذا ارتضى ان يواجه الحكام الجدد، ما سيفعله الشعب سيحدد بشكل كبير مستقبل افغانستان الداخلي، وما تفعله طالبان تجاه تنظيم القاعدة هو ما سيحدد مستقبل افغانستان من منظور العالم الخارجي.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.