التسوية

التسوية
  • 15 يونيو 2022
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

الحقيقة الجوهرية التي أثبتتها الثورة وأكدها انقلاب ٢٥ اكتوبر هي أن العسكريين الحاليين في مجلس السيادة غير راغبين في المسار المدني الديمقراطي، وغير مستعدين لدفع تكلفة ذلك.

العسكر يريدون شراء الوقت وخداع المجتمع الدولي بأنهم مع العودة للمسار المدني، تكتيكا للانقضاض مستقبلا على الحكم المدني في الوقت المناسب.

قحت جسم سياسي والصفة السياسية تلزمها ان تتعاطى مع المجتمع الدولي، وهي في ذلك يجب أن تلتزم خط الشارع وان تحترم لاءاته وأن لا تدخل في تسوية مع ذات هؤلاء العسكر، فالنتيجة لن تكون بأفضل مما سبق.

إدارة حوار مفتوح بين المدنيين والعسكريين السودانيين في مائدة مستديرة هو احد الحلول الجوهرية لعبور أزمة العقلية المسيطرة لدى قادة الجيش والاجهزة الأمنية بأنهم اوصياء على البلد والسياسة.

الثورة السودانية ليست ثورة عبثية ولا (فورة اندروس) لشباب واهم او مغيب، وانما هي ثورة حقيقية ضد مفاهيم مسيطرة لدى المشتغلين في العمل العام من مدنيين وعسكريين، وإذا لم تحقق اهدافها فهي ستستمر وسيكون من العسير على عساكر او مدنيين طغاة أن يحكموا ويتحكموا في مصير البلاد.

مئات الشهداء والاف الجرحى من الشباب واستمرار مواكب ومظاهرات لقرابة الثلاث سنوات ليست أرقاما تقال وانما افكار وتطلعات ومشاريع تغييرية تقتل وتواجه بالعنف والتدليس من قبل من يظنون انهم شركاء في الثورة والتغيير، وهذا بالضبط ما يوضح أزمة الخلاف العميق بين مكونات الواقع السياسي الحالي، وعمق الهوة التي لن يصلح معها الحل السطحي والتسويات المستعجلة.

لن تقدم أمريكا ولا اي دولة في العالم الحل للسودانيين، الحل بأيدي السودانيين انفسهم، لو كانت أمريكا بيدها تغيير الأحوال لما ظل الشعب السوداني يتقلب في جحيم حكم البشير لأكثر من ثلاثين سنة، التعويل على أمريكا والمجتمع الدولي هو تعويل مزيف، الحل اذا لم يخرج من أرض النيل وبأيدي أبناءها فهو سيكون حلا مؤقتا وبلا قيمة.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.