طه عثمان: العسكريون عرضوا علينا الشراكة مرة أخرى ورفضنا

طه عثمان: العسكريون عرضوا علينا الشراكة مرة أخرى ورفضنا
طه عثمان
  • 27 يونيو 2022
  • لا توجد تعليقات

رصد التحرير- الجريدة- حوار: أحمد خليل

القيادي بقوى الحرية وممثلها في الوساطة الأمريكية – السعودية طه عثمان المحامي في حوار الأسرار:

لم أكن اعلم أن مصطفى ابن اختى تم اغتياله إلا بعد أن زارنا عبدالرحيم دقلو في معتقلنا بكوبر حيث ذكر أنه جاء لتعزيتي وأنه لم يكن مع الانقلاب وانه مع اطلاق سراح المعتقلين لكن هناك اطرافاً رافضة، ووضح من خلال حديثه أنه يحمل (الكيزان) مسؤولية انقلاب 25 اكتوبر.

قوى الحرية متمسكة بشعار (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل)!!

قابلت هذا الشخص وقال لي اكتشفنا إن الانقلاب وراءه (كيزان) وفي تلك اللحظة قتل ابن أختى مصطفى!!

العسكريون عرضوا علينا الشراكة مرة أخرى ورفضنا!!

لسنا مع حكومة محاصصات !!


بالرغم من نشاطه الفاعل ووجوده على سدة قيادة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين منذ انطلاقة الثورة مروراً بتشكيل الحكومة المدنية الأولى والثانية تجد المقابلات والحوارات الشخصية التي يجريها طه عثمان المحامي ضنينة ، ودائماً ما يكتفي بالتقارير التي كان يقدمها في مؤتمرات لجنة التفكيك المجمدة ، وحتى عندما كلف من قبل قوى الحرية والتغيير بأن يكون ممثلاً لها في الوساطة الامريكية السعودية ظل صامتاً ، ولكن في لقاء رتبه بمنزله الجمعة الفائتة تحدث حديث الصراحة للإعلاميين كما اجرينا معه حواراً فالى التفاصيل.
*طه عثمان برز كقيادي في قوى الحرية والتغيير وكثير من الناس لا يعرف ما هي علاقته بالعمل السياسي؟
بدأت العمل السياسي في وقت مبكر وزاد إهتمامي به في المرحلة الثانوية ، ولعلني تأثرت بالاحداث التي وقعت في مسقط رأسي (كتم) بولاية شمال دارفور ، فهذه المنطقة منذ (2012-2003) ليس بها محكمة أو مستشفى ، وبقدر ما كانت (كتم) منطقة تعج بالنشاط السياسي الكبير فهناك احزاب (الأمة – الاتحادي) ، وأيضاً عندما جاءت الحركات كانت القيادات منها ، حيث انخرطوا في معظم الحركات المسلحة، والقوات الحكومية (حرس الحدود) مثل موسى هلال ، كل ذلك جعلني جزء من رابطة طلاب دارفور في الجامعات والتي كانت تؤيد موقف الحركات المسلحة المتمردة على الخرطوم ، ولما وجدت الإثنية طاغية في هذه الحركات بعد مؤتمر (حسكنيتة) جمدت نشاطي بها، وكان نشاطاً فاعلاً حيث شاركت في انتخابات جامعة النيلين ودعمنا القوى الديمقراطية في انتخابات جامعة الخرطوم ، وبعد التخرج التحقت بتحالف المحامين الديمقراطيين وبدأنا التنسيق مع المكونات الاخرى (صحفيين – أطباء) ، اعتقلت أكثر من مرة وكان الأمنيون يصنفوني بأني شيوعي وآخرين حزب أمة بحكم أن والدي حزب أمة ، وعندما اعتقلت قبل ثورة ديسمبر كانوا يعاملونني بغلظة على أساس أنني شيوعي.
*علاقتك بتجمع المهنيين وقوى الحرية كيف بدأت وتمرحلت؟
نشاط محموم بدأ ينتظم في تلك الفترة وكان اهتمامنا منصباً على المدافعة عن حقوق العاملين والهيكل الراتبي واستمر التنسيق بين المحامين والصحفيين والأطباء ، وكانت الرؤى تتقاطع وتتباين هل نركز على ماهو مهني فقط أم نتجاوزه للهم العام؟ ، وجاءت تظاهرات عطبرة لتقطع قول كل خطيب فتحولنا من النقاش المهني إلى النقاش حول التغيير واسقاط الحكومة ورتبنا لموكب 25 سبتمبر ، كذلك توسع التجمع لتشمل اجسام أخرى بلغ عددها 8 ، وتوالت الاحداث من بعد ذلك ليبدأ النقاش حول قوى الحرية والتغيير، بعض القوى كانت رافضة بل تكتلات مثل قوى الاجماع ونداء السودان كانت متحفظة ما دعانا لتشكيل تنسيقية للاعداد لاعلان ميثاق قوى الحرية والتغيير وكانت النقاشات حامية في الداخل والخارج وأذكر أن أول من وقع على الميثاق كان هو د. محمد ناجي الأصم ومن ثم مريم الصادق ومحمد فاروق ، وبالمناسبة النسخة الأصيلة للميثاق كانت معي وخبئتها تحت (لستك) العربة عند اعتقالي الأول.
*موقفك من التفاوض بعد مجزرة فض الاعتصام ما زال محل لغط ؟
صحيح هذا السؤال ظل وما زال محل تساؤل لدى كثيرين ، وبصراحة قبل فض الاعتصام كان التفاوض مع العسكريين قد وصل لنهاياته وتبقت فقط حصص المجلس السيادي ، وبعد المجزرة كان السجال حامياً داخل قوى الحرية والتغيير بشأن استئناف التفاوض، قرار قوى الحرية يحسم بالتصويت ، ومع ذلك التقينا بأسر الشهداء و ناقشناهم ، أنا شخصياً كنت مع التفاوض لأن الذين سنجلس معهم لم تكن أياديهم لطخت بالدماء عند مجزرة فض الاعتصام، وإنما قبلها فهم وراء الدماء التي سالت في دارفور وفي جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وفي كل انحاء السودان ، كذلك لدي وثائق تثبت موافقة كل قوى الحرية والتغيير على التفاوض بعد فض الاعتصام وربما كثير من القيادات تحفظوا بعد ذلك بحكم الحصار الاعلامي وقتها ، أما الوثيقة الدستورية إن كان بها خطأ فالمسؤولية تقع على عاتقنا وجميع الكتل كانت موافقة على الوثيقة، بعد التوقيع بدأت بعض الكتل (تبخس) من قدر الوثيقة ، والخلل ليس في الوثيقة وإنما في عدم الالتزام بتنفيذ الوثيقة لرغبة العسكريين بالانفراد بالسلطة لأن جزء منهم متورطين في مجزرة فض الاعتصام واخرين لديهم مصالح كما نجح (الكيزان) في توسيع الشقة بين المدنيين والمؤسسة العسكرية وهذا يتضح في حديث حميدتي لاحقاً (دايرننا نشتغل معاكم وإنتو بتسنوا السكاكين) .
*تفاصيل المبادرة التي قدتها بعد 30 يونيو 2020؟
في 30 يونيو 2020 بدا هناك صراعاً مخفياً بين الجيش والدعم السريع وتبادلا الاتهامات ، معتبرين أن الموكب الهادر في ذلك الوقت انقلاباً وكل طرف كان يعتبر أن الآخر سعى لاضعافه من خلال مساندة الموكب لدرجة عدم حضورهم لأي اجتماع مشترك (مع بعض) ، مما دفعني لتقديم مبادرة للخروج من هذه الأزمة وقمت بتصميم استبيان من ثلاثة نقاط واسئلة ، (ماهي مخاوف المدنيين ومأخذهم والمطلوب من العسكريين) وكذلك (ماهي مخاوف العسكريين من المدنيين والمطلوب من العسكريين) جلست مع كل من المكون العسكري والمكون المدني على حدا ، كذلك رؤساء الاحزاب ، وكانت ملاحظات العسكريين هي أنهم (مستبعدين) ولا تتم مشاركتهم في القرارات ، كما تحدثوا عن انقسام في الحرية والتغيير ، وعن اتهامهم بفض الاعتصام ، وسيطرة عناصر النظام البائد على الاجهزة الأمنية .
أما ملاحظات المكون المدني فتمثلت في اتجاه داخل الجيش بتحالف بعض العسكريين مع الفلول للقيام بانقلاب ناعم ، ضعف وانعدام الاصلاحات داخل الاجهزة الأمنية ، ضعف الآداء التنفيذي، تدخل بعض النافذين لعرقلة عمل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
وخلصت بأن المسؤولية الاخلاقية لفض الاعتصام يتحملها المجلس العسكري كما يجب تشكيل لجنة وطنية للعدالة الانتقالية بمشاركة أسر الضحايا وكذلك اجراء اصلاح مؤسسي يمنع تكرار مثل هذه الجرائم ومراجعة النشاط الاقتصادي للمؤسسات العسكرية ومواصلة تفكيك بنية نظام الثلاثين من يونيو.
*اليوم الاول من الانقلاب ومقتل إبن خالتك مصطفى؟
في يوم 25 اكتوبر عند اعلان الانقلاب كنت مع مجموعة من الشباب للترتيب لمقاومته ، تلقيت اتصالا من طرف المكون العسكري وطلب مقابلتي ، وبالفعل تقابلنا في شارع 61 العمارات ، وتحدثنا عن كيفية انهاء الانقلاب ، لأن الشخص الذي قابلني قال لي صراحة إنهم اكتشفوا بعد مشاركتهم في الانقلاب إنه انقلاب (كيزان) ، وأذكر أنني طلبت من إبن اختى الذي كان يقود عربتي باحضار الشخص الذي يريد مقابلتي وقد كان ، بعدها انصرف وتركنا لوحدنا و(هواتفي) ظلت معه ، وبعد ان اكملنا اللقاء اتصلت على الهواتف ووجدتها مغلقة ، وتوجهت من هناك الى دار حزب الأمة القومي لترتيب عمل قوى الحرية لمواجهة الانقلاب ، ولم أكن اعلم أن مصطفى إبن اختى تم اغتياله إلا بعد أن زارنا عبدالرحيم دقلو في معتقلنا بكوبر حيث ذكر أنه جاء لتعزيتي وأنه لم يكن مع الانقلاب وانه مع اطلاق سراح المعتقلين لكن هناك اطراف رافضة ، ووضح من خلال حديثه أنه يحمل (الكيزان) مسؤولية انقلاب 25 اكتوبر.
*كيف عرفت اغتيال مصطفى؟
مصطفى بعد ان قام بتوصيل الشخص الذي قابلته ، تم ايقافه من قبل شخصين يمتطون (موتر) وسألوه هل أنت طه وكان وقتها يتحدث مع شخص اخر عن طريق هاتفي فسمع السؤال وصوت اطلاق الرصاص ، وهذه التفاصيل عرفتها مؤخراً.
*ماذا دار في اجتماع منزل برمة ناصر؟
في اجتماع منزل رئيس حزب الأمة المكلف برمة ناصر بالرياض كانت الدعوة وجهت لبعض قيادات من قوى الحرية لم تكن تعارض الانقلاب بشكل كامل وكذلك حضر ايضاً بعض ممثلين للحركات المسلحة ابرزهم عبدالعزيز عشر وكذلك نبيل اديب الذي حاول تغيير الخطاب بمجرد حضورنا فقال له عربي هذا ليس ماكنت تنوي قوله ، وانا بدوري قلت لهم انتم (مؤيدين) للانقلاب ، وحاول عشر تهديدي وتحدث عن أني مختفي في تلميح بأنهم يعرفون مكاني وقادرين على اعتقالي ، وعندما خرجت (ركبت) مع نبيل اديب ليتم اعتقالي لاحقاً بعد اجتماع مع فولكر.
*ماهي رؤية قوى الحرية للحل؟
قوى الحرية والتغيير تبنت الحل السياسي لانهاء الانقلاب ، وذلك بالتصعيد الثوري السلمي و الضغط الدولي المكثف أو من خلال عملية سياسية تفضي الى انهاء الانقلاب، وبهذه الرؤية جلسنا مع العسكريين بوجود مبعوثة وزير الخارجية الأمريكي والسفير السعودي ، ومنذ البداية كانت رؤيتنا واضحة واكدنا بأننا لسنا الطرف الوحيد وهناك قوى ثورية تتمثل في لجان المقاومة وطرحنا عليها رؤيتنا لاجراءات ومطلوبات انهاء الانقلاب .
*هل من شراكة جديدة؟
المكون العسكري عرض علينا شراكة جديدة لكن رفضناها ، والحرية والتغيير متمسكة بشعارات الثورة العسكر للثكنات والجنجويد يتحل”.
*هل ستكون الحكومة القادمة حكومة محاصصات؟
الحكومة القادمة ستتكون من كفاءات وطنية وليست حكومة محاصصة حزبية كما شدد علي عودة عملية تفكيك التمكين واستمرارها، وبناء المفوضيات والمؤسسات وإصلاحها.
الجريدة

التعليقات مغلقة.