قروبات واتساب

قروبات واتساب
  • 17 أغسطس 2022
  • لا توجد تعليقات

إيهاب الأمين

  • تؤدي وسائط التواصل الاجتماعي أدواراً إيجابية كبيرة ومفيدة رغم ما تجده من انتقادات وما نراه من إشكاليات واضحة ، لكن الحقيقة أن هذه الوسائط فوائدها كبيرة وتخلق منابر مهمة للنقاش وطرح الأفكار ومساحات التعارف والتواصل، كما تخلق مناخات الحميمة بين المبدعين وجماهيرهم إضافة لمساحة إيصال الأعمال الإبداعية بكل سهولة ويسر، بقي أن نقول إن الأخطاء والممارسات التي تخالف القيم والأخلاق هي أفعال فردية وليست فعلاً جماعياً أو أمراً تفرضه الوسائط، ومثل هذه الممارسات الفردية يمكن ضبطها من المستخدمين أنفسهم.
  • من الوسائط المهمة كبيرة الأثر (القروبات) على تطبيق واتساب، والقروبات لها قصص وحكايات، أولها أن أي فرد – وحديثي عن السودانيين – تجده قد قام بعمل قروب أو اثنين، وجعل من نفسه رئيس جمهورية يسيطر ويتحكم ويفرض نفوذه، ولو كان هذا النفوذ في محاولات لتفادي الأخطاء التي كنا نتحدث عنها لما اعترضنا ولكن هو إحساس مرضي بنفوذ مزعوم.
  • أولاً هنالك من لديه الرغبة في عمل عدد كبير من القروبات بطريقة مرضية تستدعي مراقبة المختصين النفسيين، فما الداعي ليعمل فرد واحد عشرين قروباً وبنفس العضوية ونفس الأشخاص؟؟.. هي حالة مرضية بلا شك وليست مسألة طبيعية، لكن الناحية التي تجد الاحترام أن من ينشئون هذه القروبات نجد أن علاقاتهم في حياتهم كلها ارتبطت بهذه القروبات والشخصيات التي يضمها القروب، فإذا غادر شخص ما القروب فإنه يكون قد غادر حياة منشئ القروب إلى الأبد.
  • الملاحظات السيئة على القروبات أولها أنسخ/ ألصق وكثيراً ما تجد ألف رسالة ليس بينها مادة كتبها أحد الأعضاء فكلها مواد منسوخة ورسائل محولة مجهولة المصدر تروج للشائعات وتنشر معلومات خاطئة لا أحد يعرف لها مصدراً، حتى المعلومات العلمية أو الدينية تكون غير ذات فائدة لعدم ثبوت مصداقيتها.
    *وهنالك من يضع شروطه ويمنع تناول السياسة في القروب الاجتماعي أو الثقافي ، وهذا إتجاه الكيزان بشكل عام إذ يحاول الواحد منهم قفل الباب أمام الشباب الثائر وله مواقف محددة وإتجاهات محددة، فلا يعلو إلا صوت الكوز، وبالطبع هذه الطريقة لا يقصد بها المحافظة على العلاقات الإنسانية داخل القروب إذ لا توجد علاقات إنسانية بين شباب الثورة ومن يرتكز على أفكار كيزانية لكنها محاولة لقفل الطريق أمام الثوار ومن يتحمس لهم ويؤمن بمبادئهم.
  • وطبعاً من الأشياء المضحكة أن تطالب الناس بكتابات ثقافية وبلادهم تشهد احتقاناً سياسياً ومشهداً خانقاً ، يكون فيه الترويح أمام الناس نوعاً من الممارسة الفارغة التي لا تجد من يحتفي بها، خاصة وأن المواد الثقافة لابد وأن تحمل تعبيراً عن هذا الموقف السياسي وهذا أمر طبيعي، فكيف يكتب الشاعر عن أمر عاطفي وبلاده تسيل فيها دماء شباب الثورة ويرتفع الهتاف ضد الحكام الطواغيت؟؟..

eihab@live.com

التعليقات مغلقة.