بروفيسور عبدالملك
إطلاق سراح البريء الوديع (نافع علي نافع)

بروفيسور عبدالملك <br> إطلاق سراح البريء الوديع (نافع علي نافع)
  • 24 أكتوبر 2022
  • لا توجد تعليقات

د. مرتضى الغالي

لا بد ان هناك خطأ جسيماً وقع..فلا يمكن لعاقل في كل الدنيا أن يطالب بإطلاق سراح (نافع علي نافع) فهذا الشخص (بالذات) عليه اتهامات بجرائر يشيب من هولها الولدان وتسوّد منها هامات الغربان..ليس أكبرها التعذيب والقتل خارج القانون وارتباط اسمه بجرائم غاية في الفظاعة أيام كان مشرفاً على أجهزة أمن نظام الإنقاذ المُجرم..وتأسيس بيوت الأشباح ..وأجارك الله من بيوت الأشباح وما دار فيها..؟! هذه ذكرى مؤلمة غاية الإيلام لضحاياها ولأهلهم وذويهم..ولسيرة الوطن وتلويث سجل تاريخه بصورة لا يمكن مع تطاول الآباد نسيانها أو مسح الفزع الذي أطلقته من تلافيف الذاكرة الوطنية..!
أنها وقائع تقشعر لها أبدان كل سفاحي العالم ودهاقنة التعذيب من وحوش النازية والفاشية إلى السافاك والشاباك..! والجرائم التي ارتكبت في بيوت الأشباح معروفة وموصوفة ومعلومة وموثقة..بما فيها من قتل وتعذيب فوق طاقة وخيال البشر وما دار بها من استباحة للأجسام والعقول وليس نهاية باغتصاب الرجال..! وضحاياها منهم الأحياء ومنهم الذين دفنوا أمام الزنازين..وهي لا تحتاج إلى بيان أو إلى لف ودوران..!
ثم إن هذا الشخص هو من بين قادة انقلاب الإنقاذ..انقلاب العار وانقلاب الجرائم والإعدامات الجزافية والمحارق الكبرى والإبادات التي تشهد بها ملفات المحكمة الجنائية الدولية وما هو شاخص من قبورها ومعسكراتها وقراها المحروقة..!
كل هذه الوقائع من حيث الوضوح إلى الحد الذي يجعل من السماجة ترديدها..فما هو الجديد..!
الجديد الغريب أن أحد علماء العالم (في حقل الفيزياء) ومدير جامعة الخرطوم الأسبق بروفيسور عبد الملك عبد الرحمن يطالب بإطلاق سراح نافع علي نافع..وينضم إلى حملة عسراء..كاسفة كسيفة ومكسوفة مفضوحة انطلقت من الإنقاذيين وفلولهم..! وعلى أقل تقدير هناك بلاغات واتهامات تستوجب الإدانة أو البراءة..فعلى أي قاعدة تقوم الحملات والمطالبة بإطلاق سراح المتهمين..؟! ومنذ متى يطالب الناس بإعفاء أشخاص تحت طائلة البلاغات والاتهامات والقانون..؟! إلا أن يكون ذلك من استباحة الدولة والعدالة وزوابع الفوضى التي أطلقها الانقلاب وجعل جنرالاته ومدنييه ووكلاء نيابته يطلقون القتلة من السجون ويصدرون الأوامر التي تلغي إجراءات المحاكم وموجبات التقاضي..!!
لا بد أن هناك خطأ جسيماً في مسألة بروفيسور عبد الملك…! وقد كان ذلك مصدر دهشة كبيرة لنا..لأنه لا يمكن للرجل على أقل تقدير أن يكون جاهلاً بأن زميله في منصة الجامعة دكتور فاروق محمد إبراهيم أوضح في بلاغات وبيانات مشهودة ومحددة بالوقائع أن نافع علي نافع باشر التعذيب عليه شخصياً بلحمه ودمه..! فكيف يا ترى..جاز لك أن تنضم إلى صف الجلاد ضد الضحية..زميلك في الجامعة..؟! هل ترى أنه اختلق واقعة تعذيب نافع له..وهي واقعة بحيثياتها وشهودها..وهل ترى أن نافع مظلوم برئ يحتاج إلى أن تقف بجانبه ضد كل ضحاياه..وضد الشعب السوداني.. ضحية نافع وصحبه غير الكرام..؟!!
والأدهى أن يستشهد بروفيسور عبد الملك بغندور ويقول انه ينضم إليه في المطالبة بإطلاق سراح نافع..! هل بلغ الأمر درك الاستشهاد بغندور صاحب كذبة (كبسة الزر) المدوية وصاحب السيرة السياسية التي يعلمها الغاشي والماشي…؟ ثم لم يقل لنا البروفيسور لماذا هو حريص على إطلاق نافع (بالذات) دون غيره..! يا ترى ما هو السبب ..؟!
هل قرأت يا بروفيسور ما كتبه لك إبن دكتور فاروق (ضحية نافع)..؟! لا بد أن توضّح للرأي العام حيثيات شفاعتك لنافع..!!
قال لي احد الزملاء الصحفيين أن بروفيسور عبد الملك سبق أن انضم إلى مبادرة مشبوهة للفلول…قلت له (هذا كوم) وموقفه من الشفاعة لنافع (كوم آخر) يجعل كل قواعد الاحترام الكبير الذي نكنه ونرعاه لبروفيسور عبد الملك في محك عظيم..! ماذا جرى في الدنيا..؟!!

murtadamore@yahoo.com

التعليقات مغلقة.