أيغير رئيس الوزراء العراقي اسمه أم نغير جلودنا؟!

أيغير رئيس الوزراء العراقي اسمه أم نغير جلودنا؟!
  • 29 أكتوبر 2022
  • لا توجد تعليقات

د. حامد برقو عبدالرحمن

بلغة أهل أصيل دوسة فإن( قواء يعني الغُراب، بينما نوضيّ يعني طائر اللقلق الأبيض اللون).
و أصيل المذكور هو الجنرال أصيل دوسة عبدالرحمن (ابن خال أحمد تقد لسان؛ الحقوقي والقيادي بحركة العدل والمساواة) و ابن عم الراحل يوسف لبس عبدالرحمن (عليه رحمة الله و مغفرته)، الذي سجنه البشير 15عاماً بتهمة قيادة انقلاب عسكري ضده.

و هو أي أصيل ؛ حفيد السلطان دوسة عبدالرحمن.
كان أصيل ضابطاً رفيعاً بالحرس الجمهوري العراقي، وتحت الإمرة المباشرة للرئيس الراحل صدام حسين عندما غزا التحالف الدولي (امريكا، بريطانيا، استراليا وبولندا) العراق في مارس 2003.

عندها كان الجنرال أصيل يقود فرقة من صفوة الجيش العراقي في أم القصر جنوبي العراق. رغم ما ـصاب الجيش العراقي من انهيار سريع بسبب الخيانة إلا أن أصيل دوسة آثر السير في خط جده (غير البايولوجي) الخليفة عبدالله التعايشي؛ فرفض الانسحاب ليستشهد كما الاستشهاديون في كرري و ام دبيكيرات، لكن فعلها هناك في أرض العراق ضد الغزاة المحتلين.
و الاستشهاديون ملة واحدة، وإن اختلفت الأزمنة والأمكنة أو تباينت القناعات!!

(2)

وعن (القواء و النوضي) اي الغراب و اللقلق؛ يقال إن غراباً ضاق ذرعاً بلونه و أصله(كما بعض السودانيين) فطلى ريشه بدهان أبيض، عله يجد قبولاً عند فصيل اللقلق، إلا أن الأخير رفضه، ببساطه لأنه ليس منهم، فعاد إلى الغربان منكسراً؛ ليعيش ما تبقى من عمره منبوذاً محتقراً .
ليكون ذلك عنواناً و مثالاً لمن لا يقدر ذاته، لكن في أدبيات إحدي اللغات السودانية غير المكتوبة !!.

(3)

عندما تم انتخاب مرشح الاطار التنسيقي محمد شياع السوداني رئيساً لوزراء العراق؛ سخر منه التيار الصدري بصورة لرجل سوداني يقف بالقرب من حائط و يصافح ظله. (الصورة تبدو بأنها أخذت لشخص سوداني بأحد الأحياء الأمدرمانية الطرفية). لا أدري من أين للتيار الصدري تلك الصورة؟

بحسب المعلومات المتوافرة ؛ فإن قبيلة السودان العراقية، لا علاقة لها بدولة السودان الحالية. هنالك من يقول إنها قضاعية، وتنتسب الي سويد بن نهد بن قضاعة، و تنتشر في( قطر، والإمارات، والعراق، والسعودية، وإيران و غيرها)، وإن نسبها ينتهي بالصحابي الجليل المقداد بن عمرو و الذي قال فيه النبي (ص) ((أمرني اللهُ -عزَ وجلَ- بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يُحبُّهم منهم: عَليّ، وأَبو ذرّ، وسَلْمان، والمِقْداد)).

(4)

في الأسبوع الماضي، كتب الأديب الكبير و السفير جمال محمد ابراهيم مقالاً تحت عنوان ( لماذا لم نتخذ النيل اسماً لبلادنا..؟).
برغم أنني على عهدي بتوقير كبار كتاب بلادي على مساهماتهم الثرة (و بالطبع، فإن السفير جمال محمد ابراهيم واحد منهم)، لكن المقال المذكور الذي اغرقه الكاتب المحترم ببحور من دموع الأسف والحسرة على تسمية بلادنا باسم السودان لا يمكن قراءته بمعزل عن المقال الذي كتبه الاخ الراحل الأستاذ الطيب مصطفى(عليه رحمة الله و مغفرته) في يناير 2016 تحت عنوان: (هل آن الأوان لتغيير اسم السودان ..؟) .

مع احترامي و تفهمي للدفوعات التي اوردها الكاتبان الكبيران؛ إلا أننا لسنا في الحاجة إلى تغيير جلودنا أو اسم بلادنا الذي سكن وجداننا، و وجدان العالم من حولنا. كل ما نحتاج إليه هو التصالح مع ذواتنا للاعتزاز بالذي يميزنا من الاخرين.
ذلك حتى لا نضطر غداً للاعتذار لكل من ( الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم، وحسن خليفة العطبراوي و أحمد عمر الرباطابي ) على :-
ايها الناس نحن من نفر
عمروا الأرض حيث ما قطنوا
يذكر المجد كلما ذكروا
و هو يعتز حين يقترن
أنا سوداني أنا أنا
سوداني أنا !!
أو على:-
من أم در يا ربوع سودانا
نحييك و انت كل آمالنا !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

التعليقات مغلقة.