العقوبات : هل تدفع طرفي الصراع بالسودان نحو السلام

العقوبات : هل تدفع طرفي الصراع بالسودان نحو السلام
  • 07 سبتمبر 2023
  • لا توجد تعليقات

تقرير- محمد حسيب

تابع السودانيون باهتمام كبير الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية حينما فرضت واشنطن عقوبات على، عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع وذلك على خلفية انتهاكات
ارتكبتها قواته خلال الحرب الدائرة بينها والجيش السوداني والتي اندلعت في الخامس عشر من أبريل الماضي. ورأي مراقبون أن القصد من هذه العقوبات ممارسة المزيد من الضغوط لدفع طرفي النزاع بإتجاه الحل السلمي وإيقاف الحرب التي قتلت الآلاف وشردت ملايين السودانيين.

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) االأربعاء (6 سبتمبر 2023م) عقوبات على، عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، لقيادته قوات الدعم السريع، التي شارك أعضاؤها في أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذبحة المدنيين، والقتل العرقي، واستخدام العنف الجنسي. منذ بداية الصراع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في 15 أبريل 2023.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي. نيلسون في بيان الأربعاء، إن “الإجراء يظهر التزام وزارة الخزانة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في السودان”.

وأضاف “تحث الولايات المتحدة طرفي الصراع على وقف الأعمال العدائية وأعمال العنف التي تؤدي إلى استمرار الأزمة الإنسانية الأليمة في السودان.”
وتابع بالقول تقف الولايات المتحدة متضامنة مع شعب السودان وضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان ويزعزعون استقرار المنطقة.

تذكير بفظائع الإبادة :

من ناحيتها وصلت ليندا توماس جرينفيلد، المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى تشاد، في السادس من سبتمبر الجاري للقاء لاجئين سودانيين فروا من أعمال عنف عرقية وجنسية في دارفور، وهو أمر قالت إنه “يذكر” بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما، ووصفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية.

وبحسب قناة (العربية) من المقرر أن تزور أيضا حدود تشاد مع دارفور في غرب السودان لتسليط الضوء على تفاقم الصراع والأزمة الإنسانية التي تتزايد حدتها.

وقالت توماس جرينفيلد قبل وصولها لتشاد “وصلنا بكل تأكيد لمستوى من الفظائع الخطيرة التي تذكرنا بشدة بما شهدناه في 2004 وأدى بنا لوصفه بأنه إبادة جماعية”.

وأضافت “نسمع عن نساء تعرضن لاغتصاب جماعي وحشي مرارا، وقرى تتعرض للمداهمة، وهناك صور تظهر قبورا جماعية. الدلائل موجودة”.

أنزلاق نحو الهاوية:

من جهته، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان “مرة أخرى تنزلق دارفور إلى هاوية دون رحمة ولا أمل. المدنيون عالقون ومستهدفون ويتعرضون للاغتصاب والقتل. هذا غير قانوني ومروع”.

عقوبات بريطانية:

كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت، في يوليو الماضي عن فرض عقوبات على كيانات مرتبطة بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك على خلفية اندلاع القتال والأزمة الإنسانية المتزايدة في البلاد، منذ أبريل الماضي.

وذكرت الحكومة البريطانية في بيان، أن هذه العقوبات ستضمن تجميد أي أصول تحتفظ بها هذه التكتلات والشركات في المملكة المتحدة.

وشملت العقوبات شركة “الجنيد” المملوكة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي قدمت “عشرات الملايين على الأقل من الدعم المالي لتلك الميليشيات ما مكنها من مواصلة الصراع”، بالإضافة إلى شركة “جي إس كي”، وشركة “تريدف للتجارة العامة” لدورهما في دعم الصراع، وفقًا للبيان.
كما أعلن البيان فرض عقوبات على شركة “منظومة الصناعات الدفاعية السودانية” المملوكة للقوات المسلحة السودانية، والتي “توفر دعمًا ماليًا للجنرال عبد الفتاح البرهان لمواصلة القتال”، بالإضافة إلى شركة “ماستر تكنولوجي”، وشركة “زادنا العالمية للاستثمار.

سياسة الضغط:

ويقرأ بروفيسورصلاح ألدومة المحلل السياسي، العقوبات التي فرضتها واشنطن على، عبد الرحيم دقلو في إطار سياسة الضغط على الدعم السريع حتى لا يقول بعد التوقيع على اتفاق السلام إنه هزم الجيش مؤكدا أن اتفاق السلام بين الطرفين قادم .

ويقول ألدومة في حديثه ل(التحرير) إن العقوبات سياسية أكثر من أنها جنائية حتى تثبت الولايات المتحدة للشعب السوداني والعالم أنها غير داعمة للجنجويد
وهي رسالة كذلك من قبل واشنطن لقوات الدعم السريع أنها مهما رفعت من شعارات وقدمت من تضحيات لدحر مليشياالمؤتمر الوطني فإن أطراف الصراع المتمثلة في الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني يجب أن تذهب جميعها.
وسمى أستاذ العلوم السياسية القوات التي تقاتل الدعم السريع الآن بمليشيا المؤتمر الوطني قائلا يجب التفريق بين الجيش الوطني وبين مليشيا المؤتمر الوطني.

وحول العقوبات التي فرضت من قبل بريطانيا سابقا على شركات الجيش قال ألدمومة: هي كذلك تأتي في إطار الضغط لمرحلة ما بعد توقيع اتفاق السلام بين الطرفين حتى لا يتحدث طرف عن أن هذه الشركات مستقلة مؤكدا أن هذه الشركات كونت من أموال الشعب السوداني.

التعليقات مغلقة.