بريطانيا والإتحاد الأوروبي: “شراكة استراتيجية” لتجاوز مآزق (بريكست)

اتفاق لندن يشمل التعاون الأمني والدفاعي والتجاري وحقوق الصيد البحري ويدعم تواصل جيل الشباب
فتحت المملكة المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي صفحة تعاون جديدة ،اليوم ، 19 مايو 2025 إذ أسفرت قمة بين الجانبين عقدت في لندن، عن توقيع اتفاق “شراكة” وصفها الطرفان بأنها ” استراتيجية” ، وشملت مجالات حيوية، في صدارتها التعاون الأمني والدفاعي، والتجاري، والصحي، و حقوق الصيد البحري، ودعم الاقتصاد والروابط الشعبية، وخصوصا بين جيل الشباب.
شارك في القمة رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، وهو زعيم حزب العمال، الحاكم ، و رئيس المجلس الأوروبي انطونيو كوستا، و رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ووصف ستارمر الاتفاق بأنه اتفاق شراكة استراتيجية جديدة و منصف، و رأت أورسولا أنه جيد للطرفين.
وتُعتبر قمة لندن هي الأولى بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في مساء 31 يناير 2020، بعد استفتاء جرى في الفترة التي تولى فيها زعيم المحافظين بوريس جونسون رئاسة الحكومة.
وبدا واضحا أن بريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي واجهت مشكلات وتحديات كبيرة بعد ( بريكست) ويجيء اتفاق التعاون الجديد للخروج من مآزق عدة وتحديات مشتركة أعقبت خروج لندن من الاتحاد الأوروبي، خصوصا في مجالات التجارة والهجرة.
كما أن الاتفاق جاء بعد بروز تحديات واجهت دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة لولاية ثانية، وكان ترمب فرض رسوما جمركية على حلفائه ودول أخرى. لكن بريطانيا توصلت إلى اتفاق جمركي مع أميركا، ويُتوقع أن تتوصل أميركا إلى اتفاق مع دول الإتحاد الأوروبي.
و أفرزت الحرب الروسية على أوكرانيا تحديات أمنية تواجه المملكة المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي، ما يعني أن منطق المصالح والهموم المشتركة وحقائق التاريخ والجغرافيا قد لعبت دورا مهما في بلورة الاتفاق الاستراتيجي بين لندن والإتحاد الأوروبي.
وجاء الفوز الكاسح لـ (حزب العمال) بزعامة كير ستارمر على حزب المحافظين في الانتخابات البرلمانية في يوليو 2024 ، بعد 14 عالما من سيطرة ( المحافظين) ليشكل مناخا سياسيا جديدا، وأولويات مختلفة، بريطانيا، وأوروبيا.
ولوحظ أن ستارمر رئيس الوزراء البريطاني الجديد سارع إلى تكثيف الاتصالات ودعم التواصل مع دول الاتحاد الأوروبي، بعد توليه رئاسة الحكومة، في سبيل بناء علاقات تعاون أشمل، وأقوى، مع تأكيد احترامه نتيجة الاستفتاء الشعبي التي أدت إلى خروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون ( حزب المحافظين) أجرى استفتاء في شأن بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016.
وشارك في الاستفتاء نحو 17.4 مليون شخص وفاز مؤيدو (الخروج) بنسبة 51.9 في المئة مقابل 16.1 مليونًا شكلوا نسبة 48.1 صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، ووفقا لذلك صارت ( BREXIT بريكست ) حقيقة بريطانية كبرى ،و أمرا واقعا أمام دول الاتحاد الأوروبي ، بعدما كانت بريطانيا تلعب دورا بارزا في الاتحاد الأوروبي لمدة ٤٧ عاما.